يحرص صديقي الذي يقضي الصيف في الدول الأجنبية، على أن يشتري معظم احتياجات ومتطلبات أبنائه البنين والبنات، من تلك الدول التي ما إن تأتي مناسبة ما، حتى تتنافس المحلات بعرض أرخص الأسعار سعياً لكسب ود الزبائن، كما أن قوة العملة الكويتية تعتبر عاملاً محفزاً على شراء كميات كبيرة.

وفي الكويت، نجد أن كل من لديه بضائع لها علاقة بالاستعداد للموسم الدراسي من ملابس وأحذية، يسعى كل عام لزيادة الأسعار بصورة كبيرة تثقل كاهل الأسرة الكويتية، خصوصاً إذا كان هناك أكثر من طالب وطالبة في الأسرة الواحدة، فما بالك بأثر ذلك على المقيمين في الكويت.

ورغم أن الجمعية التعاونية تبذل جهداً كبيراً في الحد من الأسعار والعمل على التحكم بمجموعة من متطلبات الاستعداد الدراسي من قرطاسية وتبعاتها، إلا أن الأسعار مستمرة في الارتفاع، لأن أسعار التكلفة باتت باهظة جداً، وتحاول وزارة التجارة والصناعة فرض رقابتها، كما أن بلدية الكويت تتشدد في التدقيق على نظافة المطاعم طوال العام من أجل صحة المواطن والمقيم.

كما أننا لم نتساءل ما إذا كانت هنالك متابعة للنظافة ومعايير الصحة في المقصف المدرسي داخل المدارس الحكومية والخاصة، وتلك نقطة مهمة لم يتطرق لها الكثير وهم يناقشون مسألة الصحة العامة.

ويبدو أن مشكلة الأسعار، لا تخص الكويت وحدها، بل تمتد إلى المحيط الخليجي والعربي، بيد أنها ليست عالمية. ففي رحلتي الأخيرة إلى القاهرة، ألتقيت بعض الإخوة العرب وعندما تحدثنا عن التعليم في الوطن العربي، مررنا على تكلفته وعلى ارتفاع موسمي مستمر بمستلزمات المدرسة لكل طالب وطالبة، بل إن الأخ المغربي الذي التقيته، وكان مدرساً سابقاً، أكد أن اقتراب موسم الدخول المدرسي ينذر بإقبال المغاربة على القروض الاستهلاكية. كما أن رابطة الكتبيين تحذر من أن التخفيضات المدرسية على «السوشيال ميديا» ما هي إلا خدعة تجارية، بينما ينادي الكثيرون باحترام هامش الربح.

وكم تمنيت أن تكون مبادرة من قبل وزارة التربية وجمعية المعلمين الكويتية وبيت الزكاة وبعض البنوك واتحاد الجمعيات التعاونية وبعض جمعيات النفع العام، مثل رابطة الاجتماعيين، وبعض الجمعيات التي تعنى بالمرأة، بتقديم مهرجان للتسوق المدرسي بأسعار معقولة تتناسب مع موازنة الأسرة الكويتية، وكذلك الإخوة ضيوف الكويت المقيمون.

ولا بأس في أن يتسلم كل طالب وطالبة في أول يوم دراسي، مجموعة من الكتب والدفاتر والأقلام، بسعر معقول أو بتبرعات من قبل الجمعية التعاونية لكل مدرسة، والهدف هو تخفيف الأمر على عاتق أولياء الأمور مع بداية الموسم الدراسي.

إن التجهيزات التي تسبق العام الدراسي مكلفة وتستمر مع انطلاقه عبر بعض طلبات المدرسين من دون رقابة صارمة من قبل إدارة المدرسة التي تعي تماماً أن تكلفة تعليم الطالب الواحد، باتت مكلفة، فما بالك بمن لديه أكثر من طالب وطالبة؟

إن التعليم ذا الجودة العالية لم يعد سراً، لكنه تركيبة ليست سهلة، لأن المدرس هو أساس التعليم الجيد، أما بقية العناصر من منهج وديكور الفصل وكذلك الوسائل التعليمية، فإنها تأتي بنسب متفاوتة.

وهناك مشكلة كبيرة وهي مخرجات التعليم خصوصاً في ما يتعلق باللغتين العربية والإنكليزية، حيث إننا شهدنا بعض المسؤولين وبعض من يعمل في الإعلام، ولديه ضعف شديد في نطق اللغة العربية.

ففي الكويت ومنطقة مجلس التعاون الخليجي ينطق البعض حرف الغين، قاف، والضاد، ظاء...

وفي كل دولة عربية، تجد مشاكل بالنطق في بعض الحروف، فكل دولة لديها مثل تلك المشاكل اللغوية، ولا أريد ذكر المزيد من الأمثلة كي لا يغضب البعض.

همسة:

لا يهم شكل التعليم... بل قلب ولب التعليم هو المهم للأجيال القادمة.