يقدم خبراء إسرائيليون تحليلاتٍ متشائمة في شأن قطاع غزة، الواقع بين نار الاحتلال التي قد تطول، ونار الدعوات الدولية التي قد لا تنجح في إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وبحسب اللواء احتياط اليعيزر مروم في تحليل لصحيفة «إسرائيل اليوم»، تواجه إسرائيل خيارين صعبين:

1 - الاحتلال العسكري الشامل:

يتضمن اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة غزة ومخيمات الوسط، بهدف هزيمة «حماس» عسكرياً وسلطوياً، حتى لو كان ذلك يعني تعريض حياة المحتجزين للخطر.

وتستمر هذه العملية لأشهر عدة، تليها مرحلة فرض حصار شامل وتواجد عسكري دائم.

2 - صفقة تبادل جزئية:

تقوم على وقف إطلاق نار موقت لمدة 60 يوماً، وإعادة 10 مخطوفين أحياء و18 جثة، على أن تتبعها مفاوضات لوقف دائم. لكن الخطر هنا يتمثل في أن تستغل «حماس» هذه الفترة لإعادة بناء قوتها العسكرية واللوجستية، ما قد يطيل أمد الحرب ويعرض إسرائيل لحرب استنزاف طويلة.

ويشير مروم إلى أن الحكومة تميل إلى تفضيل الهدف العسكري (هزيمة حماس) على هدف إعادة المخطوفين، وهو تحول إستراتيجي في أولوياتها.

نداء استغاثة

في المقابل، تنقل صحيفة «هآرتس» صورةً أكثر إلحاحاً من خلال مقال لأوري مسغاف، يوجه فيه نداءً عاجلاً إلى دول العالم والشعوب الديمقراطية: «انقذونا من أنفسنا».

ويصف الكاتب، الحكومة الحالية بأنها «عصابة إجرامية» استغلت الديمقراطية للوصول إلى السلطة ثم شرعت في تقويضها.

ويدعو المقال إلى تدخل دولي فعّال، ليس فقط عبر التنديد أو المقاطعة، بل عبر فرض عقوبات مثل حظر الأسلحة الهجومية وقطع العلاقات، لإجبار إسرائيل على وقف الحرب والتخلي عن خطط الاحتلال والاستيطان. ويقترح عقد مؤتمر دولي كبير بقيادة أوروبية لمعالجة الأزمة.

الاحتلال أم التوقف؟

التقديرات الحالية تشير إلى أن الاحتلال العسكري هو السيناريو الأكثر ترجيحاً في المدى القريب، رغم الضغوط الدولية والدعوات لوقف إطلاق النار.

ويقول إن الدور الدولي مرهون بالموقف الأميركي (غامض إلى حد ما)، الذي يفسره بنيامين نتنياهو لصالح خطة التدمير الشامل لقطاع غزة تمهيداً لخطة ترامب، بينما تبرز أوروبا كطرفٍ قد يلعب دوراً محورياً في أي تسوية مستقبلية. لتبقى الكارثة الإنسانية في غزة هي الحلقة الأضعف في هذه المعادلة، مع استمرار القتال وتأخر عمليات الإغاثة.