انتهينا من موضوع البديل والبدائل، وخلنا نتوسع في النفط والغاز ونستثمر ونزيد من إنتاجنا من النفط الخام. وتخلصنا أيضاً من طلب الرئيس الأميركي بالحفر والتنقيب والبحث.
المنتج الأميركي لا يستطيع أن ينتج، وسعر البرميل دون 65 دولاراً، وهو المعدل التناسبي لمنتجي النفط الصخري الأميركي، وحالياً عند 63 دولاراً، في حين أن السعر التعادلي المطلوب هو 75 دولاراً، حتى يتمكن في الاستمرار ومواصلة الإنتاج.
وهذا لن يحدث... والنفط بنوعيه الأميركي ومؤشر برنت بين 63 و66 دولاراً للبرميل. ولهذا النفط بحاجة إلى زيادة سنوية مستمرة.
لكن «أوبك» تعلم وتدرك أن أي ارتفاع في أسعار النفط لن يصب لصالحها، حيث معظم الدول المنتجة والمصدرة بحاجة إلى 90 وما فوق لسد العجز المالي المتزايد من دون ربط وضغط المصاريف السنوية.
وهذا أصبح شبه مستحيل، حيث مصاريفنا في تزايد، وبدأنا نتعود على البنوك والاقتراض السهل بواسطة «النفط».
وفجأه تغير الوضع والشركات النفطية العملاقة تراجعت، وبدأت تبحث ومن كل جهة ومكان عن حقل أو أرض لتستثمر وتنقب، حيث العالم بحاجة لأكثر من 250 مليون برميل مع نهاية العام 2050، أي بعد 25 سنة من الآن.
ومن ثم علينا نحن كدول منتجة، البحث وزيادة معدل التنقيب. والاعتماد على أحدث التقنيات وأوفرها للمنافسة. وأن نكون الأرخص مع زيادة مصاريفنا السنوية. وأن نكون مستعدين حتى مع دعوه الشركات النفطية العملاقة للدخول والمشاركة معنا.
حتى مثلاً الوصول إلى الرقم الإستراتيجي المطلوب لمعدل 4 ملايين في اليوم في 2040. وقد يساعدنا دخول الشركات النفطية بالإسراع في الإنتاج تقريباً بفترة زمنية ما بين 3 سنوات.
لكن ماذا حدث وما سبب هذا التحول؟ والجواب السهل هو عدم إمكانية التحول عن النفط أو استحالة التحول. ومن ثم على دول «أوبك» البحث والتنقيب والإسراع في التنقيب، لنكون في مراكز متقدمة.
ولدى شركة نفط الكويت خبراتها، وبمساعدة ومعاونة الخبرات سنصل إلى معدلات أعلى، حتى يتم الحفر على أعماق ليست كبيرة، وليست مثل بقية الحقول النفطية الخارجية أو حقول النفط الصخري أو في أعماق البحار، مثل بحر الشمال.
وستواصل دول «أوبك» زيادة إنتاجها واسترجاع حصتها السوقية. ولم تعد تنظر الآن إلى معدل السعر الحالي للبرميل والبالغ 66 دولاراً. وهو رقم ضيئل ويغطي مصاريف دولها.
لكن أيضاً لا ترضى أن تتآكل حصتها وتخسرها أمام منافسين أصلاً عملياتهم واستخراجهم من النفط أعلى بكثير من كلفة دول أوبك+.
ولماذا أيضاً السماح لها بأكل حصتها السوقية؟ «أوبك+» ستنافس وتقاوم، ولن تستسلم بسهولة، خصوصاً أن معظم دولها غير معرض لتهديدات أميركية.
إنتاج النفط الأميركي تراجع أيضاً من 13.600 إلى 13 مليون برميل يومياً. ومعدل 65 دولاراً كسعر تعادلي، وحالياً عند 63 دولاراً. وليستمر الإنتاج الأميركي يجب أن يصل سعر النفط الأميركي إلى 75 دولاراً.
وهذا المعدل من الصعب الوصول إليه حالياً، وحتى السنة القادمة ستكون أصعب. وهي فرصه لـ«أوبك» لمواصله الإنتاج واسترداد حصتها السوقية إلى حين.
لكن على دول «أوبك» أيضاً محاولة إيجاد منافذ أخرى للتحوّل عن النفط، لكي تستطيع أن تحافظ على منافستها مع الدول النفطية الأخرى وأن تكون سباقة في إيجاد بديل عن النفط وهي في قمتها...
وما تمتلكه من أصول ومن استثمارت خارجية تمكنها من استغلالها في إيجاد بديل أو بدائل.
في الكويت، النفط في أمان وباقٍ معنا إلى الأبد. وما علينا نحن سوى زيادة استثمارتنا النفطية، وتحقيق وتعظيم الفائدة المالية والفنية والقدرة التنافسية.
naftikuwaiti@yahoo.com