أكد الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، أن معركة توحيد سوريا، «يجب ألا تكون بالدماء والقوة العسكرية»، مستبعداً سيناريو التقسيم، قائلاً إن عوامله «غير متوافرة وشبه مستحيلة».
وقال الشرع، خلال جلسة حوارية مع عدد من وجهاء محافظة إدلب بحضور وزراء وسياسيين، بثها التلفزيون الرسمي ليل السبت - الأحد، «أسقطنا النظام في معركة تحرير سوريا ولايزال أمامنا معركة أخرى لتوحيدها، ويجب ألا تكون بالدماء والقوة العسكرية».
واتهم بعض الأطراف الخارجية بأنها «لا تريد سوريا قوية، وتحاول ضرب وحدتها الداخلية»، مؤكداً على تلك الوحدة وعلى إيجاد آلية للتفاهم بعد سنوات منهكة من الحرب.
وأضاف «لا أرى أن سوريا فيها مخاطر تقسيم، فيها رغبات عند بعض الناس لعملية تقسيم سوريا، محاولة إنشاء كانتونات محلية وداخلية، لكن منطقياً وسياسياَ وعرقياَ، هذا الأمر مستحيل أن يحدث».
واعتبر أن «من يطالب بالتقسيم في سوريا عنده جهل سياسي، وحالم، كثير من الأحيان الأفكار الحالمة تؤدي بأصحابها إلى الانتحار».
كما أعلن الشرع أن «بعض الأطراف يحاول الاستقواء بقوة إقليمية، إسرائيل أو غيرها لتحقيق أهدافه، هذا أمر صعب للغاية ولا يمكن تطبيقه»، في إشارة إلى مطالب بعض الدروز في محافظة السويداء بتدخل إسرائيلي.
وأقرّ الرئيس السوري في الوقت ذاته، بحدوث «تجاوزات من كل الأطراف» في السويداء، مشيراً إلى «بعض أفراد الأمن والجيش في سوريا أيضاً قام ببعض التجاوزات».
وشدد على إدانة تلك الانتهكات، وأكد أن «الدولة ملزمة محاسبة كل من قام بهذه الانتهاكات من كل أطراف مجتمعة».
وتطرّق الشرع إلى المحادثات مع الإدارة الكردية التي تدير مساحات واسعة من شمال شرقي البلاد، مضيفاً «هناك توافق تاريخي بيننا وبين قوات سوريا الديمقراطية (قسد جرى في مارس الماضي)، ونناقش آلية التنفيذ».
وأوضح أن أشهراً قليلة تفصل عن تنفيذ ذلك الاتفاق على الأرض، مضيفاً «مسؤولو قسد يعبِّرون عن استعدادهم لتطبيقه ولديهم بعض التفاصيل، وأحياناً تبدر منهم على الأرض إشارات معاكسة لما يقولونه في المفاوضات والإعلام».
وكان الاتفاق الذي وقع بين الشرع وقائد «قسد» مظلوم عبدي في العاشر من مارس، نص على دمج كل المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية شمال شرقي البلاد في إطار الدولة السورية ومؤسساتها العسكرية.
من جهة أخرى، حذّر الشرع من «التنافس السلبي والنهم خلف المناصب والتقاسم السياسي والبحث عن الأدوار»، مؤكداً أن ذلك «يؤثر على بنية المجتمع خصوصاً ونحن في مرحلة بناء الدولة والتي لها ظروف مختلفة».
وتأتي هذه الجلسة عقب تظاهرة تجمع فيها المئات وسط السويداء في جنوب سوريا صباح السبت، تحت شعار «حق تقرير المصير» وتنديداَ بأعمال العنف الدامية التي شهدتها المحافظة في يوليو الماضي والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1600 شخص،و رفعت فيها الأعلام الإسرائيلية.