يتناول الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، في قمتهما المرتقبة غدا الجمعة في ولاية ألاسكا، تسوية النزاع في أوكرانيا والأمن في العالم، إضافة إلى «الإمكانات الهائلة غير المستغلة» للعلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وبينما أشاد بوتين، بالجهود الأميركية «الصادقة» للتوصل الى تسوية للنزاع،
أكد ترامب أن هناك احتمالا نسبته 25 في المئة أن «هذا الاجتماع يؤسس للاجتماع الثاني، لكن هناك احتمالاً نسبته 25 في المئة ألا يكون هذا الاجتماع ناجحاً».
وصرّح المستشار الدبلوماسي لزعيم الكرملين يوري أوشاكوف، بأن جدول الأعمال «سيتمحور بالدرجة الأولى على تسوية الأزمة الأوكرانية»، إضافة إلى السلام والأمن والقضايا الدولية المهمة والتعاون الثنائي.
وأشار إلى أن اللقاء سيُعقد في قاعدة إلمندورف الجوية في أنكوريج، ويعقبه مؤتمر صحافي مشترك للرئيسين.
وستبدأ القمة، بلقاء ثنائي، بحضور مترجمين، يليها غداء عمل بين الوفدين، بحضور مجموعة من الخبراء.
ويضم الوفد الروسي إضافة إلى أوشاكوف، وزير الخارجية سيرغي لافروف، ووزير الدفاع أندريه بيلوسوف، ووزير المال أنتون سيلوانوف والمبعوث الاقتصادي الدولي كيريل دميترييف.
ووفق أوشاكوف «سيعود الوفد إلى روسيا فور انتهاء المناقشات».
«صفقة الكنز»
إلى ذلك، كشفت صحيفة «التلغراف» البريطانية، أن ترامب، يستعد لمنح روسيا إمكانية الوصول إلى ثروات الطبيعية والمعادن في أوكرانيا وألاسكا، لتحفيزه على إنهاء الحرب.
وأوضحت أن ترامب سيصل إلى القمة محملاً بعدد من فرص الربح المالي لروسيا، ومن بينها أنه سيفتح موارد ألاسكا الطبيعية أمام موسكو، وسيرفع بعض العقوبات على صناعات الطيران الروسية.
كما تتضمن المقترحات أيضاً منحه بوتين حق الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة الموجودة في الأراضي الأوكرانية، التي تسيطر عليها روسيا، وفقاً للصحيفة.
وقال مصدر مطلع «هناك مجموعة من الحوافز، ومن المحتمل أن يكون اتفاق حول المعادن النادرة أحدها».
وذكرت «التلغراف» أن أوكرانيا تملك 10 في المئة من احتياطات الليثيوم العالمية، المعدن الأساسي، الذي يستخدم في صناعة البطاريات.
وتوجد اثنتان من أكبر رواسب الليثيوم في المناطق الأوكرانية الخاضعة للسيطرة الروسية، وأعلن بوتين تمسكه بالمعادن الثمينة في هذه المناطق.
اتفاق المعادن النادرة
وفي مايو الماضي، وقّعت الولايات المتحدة اتفاقية مع كييف بشأن المعادن الأرضية النادرة، ما يسمح لها باستغلال الموارد الطبيعية الوفيرة في أوكرانيا.
وستحتاج واشنطن إلى إنشاء عمليات تعدين جديدة، وهو ما يمكن تسريعه بالتعاون الروسي، بحسب تعبير «تلغراف».
وأشارت إلى أن وزير الخزانة الأميركي سكوت بينست قدم لترامب إحاطة عن التنازلات الاقتصادية التي يمكن لواشنطن إعطاؤها لموسكو، من أجل تسريع التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
كما لفتت «التلغراف» إلى نية ترامب عقد اجتماع ثان مع بوتين بعد محادثتهما، سيشارك فيه زيلينسكي.
وأوردت أن ترامب يفكر في إعطاء روسيا فرصاً لاستغلال موارد طبيعية في المضيق الفاصل بين البلدين، ويقدر أنها تحتوي على احتياطات نفط وغاز غير مكتشفة، من بينها 13 في المئة من احتياطات النفط العالمية.
5 خطوط حمراء
وفي السياق، اتفق ترامب مع القادة الأوروبيين على 5 خطوط حمراء، تركزت حول ضرورة وقف إطلاق النار كشرط مسبق قبل إجراء مزيد من المحادثات حول مواضيع أكثر تفصيلاً.
كما شدد الأوروبيون على رفض أي نقاش بشأن التنازل عن أراض أوكرانية من دون حضور زيلينسكي. وأكدوا أن لا اعتراف قانونياً من أوروبا بسيطرة روسيا على أراضٍ أوكرانية في المرحلة الحالية، وفق ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال».
كذلك تطرقوا إلى وجوب قبول روسيا الضمانات الأمنية الغربية لأوكرانيا، فضلاً عن ضمان المصالح الأمنية الأساسية لأوكرانيا وأوروبا.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن ترامب استبعد بوضوح في اتصال هاتفي مع الزعماء الأوروبيين وزيلينسكي، انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو ما يشكّل عقبة رئيسية في أي اتفاق سلام مع روسيا.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تحرير بلدتين جديدتين في دونيتسك واستمرار تقدم قواتها على المحاور كافة.
إنسانياً، تبادلت موسكو وكييف 84 أسير حرب من كل طرف، بوساطة إماراتية.