أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أن «دولاً عربية ستُندد للمرة الأولى بحركة حماس وتدعو إلى نزع سلاحها، ما سيكرس عزلها نهائياً»، وذلك خلال مؤتمر تنظمه الأمم المتحدة اليوم وغداً في نيويورك، في أعقاب التزام باريس بإعلان هذا الاعتراف في سبتمبر المقبل.
من جانبه، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن رئاسة المملكة بالشراكة مع فرنسا للمؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، تستند إلى موقف بلاده الثابت تجاه القضية الفلسطينية واستمراراً لجهودها في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يكفل قيام الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال إن «المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبمتابعة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان تبذل كل الجهود لإرساء السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط، وتسعى دائماً من منطلق مبادئها الراسخة إلى نشر السلم والأمن الدوليين لإنهاء معاناة الإنسان الفلسطيني، وإيقاف دائرة العنف المستمرة والصراع الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي طال أمده، وراح ضحيته عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين الأبرياء، وأَجَّج الكراهية بين شعوب المنطقة والعالم».
الاعتراف بفلسطين
وقال بارو في مقابلة مع أسبوعية «لاتريبون ديمانش»، إن «دولاً أوروبية أخرى ستؤكد عزمها على الاعتراف بدولة فلسطين. وأقدم نصف الدول الأوروبية على هذه الخطوة، بينما تدرس كل الدول الأخرى ذلك».
واعتبر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الجمعة، أن الاعتراف يجب أن يكون «جزءاً من خطة أكثر شمولاً»، فيما أعلنت ألمانيا أنها لا تنوي فعل ذلك «في المدى القريب».
ورأت رئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني، أن الاعتراف بدولة فلسطينية قبل قيامها قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
وقال بارو إن «احتمال وجود دولة فلسطينية لم يكن يوماً مهدداً ولا ضرورياً بقدر ما هو اليوم» على خلفية «تدمير قطاع غزة والاستيطان الإسرائيلي الجامح في الضفة الغربية الذي يقوض مفهوم التواصل الجغرافي، وتقاعس الأسرة الدولية».
ورأى أن «من الوهم الاعتقاد بإمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وإطلاق سراح الرهائن لدى حماس واستسلام (الحركة) من دون أن يتم مسبقاً رسم أفق سياسي».
وأكد أنه «مع السعودية، اللاعب الأساسي في المنطقة، سنعرض رؤية مشتركة لما بعد الحرب بهدف ضمان إعادة الإعمار والأمن والحوكمة في غزة وبالتالي تمهيد الطريق لحل الدولتين».
ورأى أن «مقاربتنا منسجمة تماماً مع منطق اتفاقيات أبراهام» المبرمة عام 2020 بواسطة أميركية، معتبراً أنها «ستسهل عندما يحين الأوان إبرام اتفاقيات جديدة برعاية الإدارة الأميركية».
وفي السياق، صرحت ممثلة الاتحاد الأوروبي في مؤتمر نيويورك حول حل الدولتين، بأن المؤتمر هو «لحظة حاسمة، ليس فقط للشرق الأوسط وإنما لنا جميعاً».
وقالت عضو المفوضية الأوروبية مسؤولة المتوسط دوبرافكا سويسكا، إن «الاتحاد لا يشارك فحسب، بل نحن نساهم في صياغة أجندة المنطقة»، مضيفة «نحن نعمل من أجل أن تكون إسرائيل آمنة وفلسطين حرة، تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمان. يجب أن ينتقل حل الدولتين من مبدأ إلى حقيقة ملموسة».
كذلك، ستشارك المفوضية في مناقشات حول «اليوم التالي»، مع التركيز على الجهود الدولية المتعلقة بإنعاش قطاع غزة وإعادة إعماره.
من جانبه، هنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هاتفياً، نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، على قراره الاعتراف بفلسطين كدولة، مؤكداً أن«حل الدولتين ضروري من أجل تحقيق سلام دائم في المنطقة».
وبحسب تعداد أجرته «فرانس برس» مدعوماً بعمليات تثبت، فإن ما لا يقل عن 142 دولة من أصل الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة باتت تعترف بدولة فلسطين المعلنة ذاتياً عام 1988.