في دراسة نوعية استمرت أربع سنوات بين عامي 2021 و2025، كشف مركز أبحاث كندي عن نتائج تؤكد التأثير الإيجابي المباشر للعمل عن بُعد على الصحة النفسية للموظفين ومستوى رضاهم الوظيفي. شملت الدراسة أكثر من 2000 موظف يعملون في قطاعات متنوعة، وتم تتبع حالتهم النفسية، وتوازنهم بين الحياة والعمل، ومستوى إنتاجيتهم.
وخلصت الدراسة إلى أن الموظفين الذين يعملون من منازلهم يتمتعون بإحساس أعلى بالتحكم في الوقت، وانخفاض في مستويات التوتر، وتحسّن في جودة النوم والعلاقات الأسرية. كما سجلت المؤسسات المشاركة ارتفاعاً في الإنتاجية بنسبة تقارب 25 في المئة، وانخفاضاً ملحوظاً في معدلات الغياب والاحتراق الوظيفي.
وأكد الفريق البحثي أن توفير بيئة عمل مرنة يساعد على تقوية الروابط بين الموظفين وأهدافهم المهنية، ويعزز الولاء المؤسسي. وقد لاحظت الدراسة أن الموظفين الذين حصلوا على دعم تقني واستشارات نفسية كانوا أكثر قدرة على إدارة الوقت وضبط الحدود بين الحياة الشخصية والعمل.
كما أوصى التقرير الشركات بتبني سياسات هجينة تدمج بين الحضور الجزئي والعمل عن بُعد، خصوصاً في الوظائف التي لا تتطلب وجوداً ميدانياً مباشراً، لافتاً إلى أن العمل عن بُعد لا يعني العزلة، بل يتطلب أنظمة اتصال وتقييم واضحة ومستمرة بين الموظف وفريقه الإداري.
ويرى الباحثون أن المرحلة المقبلة من العمل المؤسسي يجب أن تُبنى على نتائج هذه الدراسة، بحيث يتم تطوير ثقافة مؤسسية مرنة تراعي حاجات الموظف النفسية والاجتماعية، مع الحفاظ على معدلات عالية من الأداء والاستدامة.