بعد «أيام صعبة»، وحالة استعداد قصوى، وقلق شعبي وتحركات رسمية سياسياً وديبلوماسياً وأمنياً، رحبت مصر بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وتواصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، بعد ساعات قليلة، من إعلان القاهرة، رفضها المساس بأمن واستقرار قطر.

وأجرى السيسي، أمس، اتصالاً هاتفياً مع تميم بن حمد، أعرب فيه عن إدانة مصر ورفضها التام لأي انتهاك يمس بسيادة دولة قطر، في أعقاب ما تعرضت له قاعدة العديد من هجمات إيرانية، مشيداً بحنكة القيادة القطرية وحكمتها في إدارة هذه الأزمة.

وقال الناطق الرئاسي إن السيسي «أشاد بالقدرات العسكرية القطرية، ولا سيما كفاءة منظومات الدفاع الجوي في التصدي للهجوم الإيراني»، مثمناً دورها في حماية أمن وسيادة الدولة الشقيقة.

وشهد الاتصال، تبادل وجهات النظر بشأن مستجدات الأوضاع الإقليمية في المنطقة، وجهود إرساء السلام، بما في ذلك وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، إلى جانب التنسيق المصري - القطري المكثف للتوصل إلى تهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وكانت القاهرة، رحبت بإعلان الرئيس دونالد ترامب، عن التوصل لوقف إطلاق النار، وشددت على كونه «تطور جوهري، نحو احتواء التصعيد الخطير الذي شهدته المنطقة خلال الأيام الأخيرة، ومن شأنه أن يشكل نقطة تحول مهمة نحو إنهاء المواجهة العسكرية بين البلدين واستعادة الهدوء في المنطقة».

وأكّدت أن «هذه الخطوة تُمثل فرصة حقيقية لوقف التصعيد والهجمات المتبادل، وتهيئة البيئة المواتية لاستئناف الجهود السياسية والدبلوماسية»، ودعت الطرفين الإسرائيلي والإيراني للالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس خلال هذه المرحلة الدقيقة.

وفي تحركات داخلية، تواكب التطورات الإقليمية، قال رئيس الحكومة مصطفى مدبولي، خلال اجتماع اللجنة الاستشارية للشؤون السياسية، أن «الأحداث في المنطقة تتغير ليس فقط كل يوم، بل كل ساعة، والحكومة تعمل على وضع سيناريوهات لمختلف التداعيات المُحتملة لهذه الأحداث، وهي حريصة على الاستماع إلى قراءات وتحليل الخبراء للأحداث، والتداعيات والتأثيرات المتوقعة، والتحركات في الفترة المقبلة».