كشف باحثون من جامعة «ميريلاند» عن تطوير مادة جديدة يُطلق عليها «الخشب الفائق» (Superwood)، تتميز بقوتها الاستثنائية ومتانتها العالية، وتُعدّ بديلاً واعداً للمعادن الثقيلة في مجالات البناء وصناعة السيارات والطيران.

ويعتمد تصنيع «الخشب الفائق» على عملية خاصة تشمل إزالة اللجنين -وهو المركّب المسؤول عن قساوة الخشب- ثم ضغط الألياف تحت حرارة عالية، ما يؤدي إلى نشوء مادة كثيفة جداً، ذات بنية ميكروية تُشبه المعادن في صلابتها، لكنها أخف بكثير.

وصرّح الدكتور «ليانغ بينغ»، المشرف على المشروع، بأن «الخشب الفائق أقوى بخمس مرات من الفولاذ، وأكثر صداقة للبيئة، ويمكن إنتاجه بتكلفة أقل بكثير من المعادن التقليدية».

وبحسب النتائج المنشورة في دورية «نيتشر»، فإن المادة الجديدة لا تتمتع فقط بالقوة، بل تُظهر أيضاً مقاومة عالية للماء، والنار، والتآكل، ما يجعلها مرشحة للاستخدام في بيئات متنوعة، من هياكل المنازل الخضراء إلى هياكل المركبات الكهربائية.

وتمثل هذه المادة نقلة نوعية نحو خفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الصناعات الثقيلة، إذ إن إنتاج الخشب الفائق لا يتطلب استخراج معادن أو عمليات صهر كثيفة للطاقة، ما يعزز استدامته البيئية.

وتعمل فرق بحثية حالياً على استكشاف إمكانات استخدام هذه المادة في إنتاج الأسلحة الخفيفة والدروع الواقية، وكذلك في تصنيع هياكل الطائرات من دون طيار، نظراً لخفة وزنها ومتانتها.

ويرى الخبراء أن «الخشب الفائق» قد يُغيّر معادلة المواد الإنشائية مستقبلاً، ويجعلنا نعيد التفكير في مفهوم «الخشب» ليس فقط كعنصر طبيعي، بل كمادة هندسية خارقة.