حقّق فريق من العلماء إنجازاً غير مسبوق في مجال علم الأعصاب، حيث نجحوا في تطوير خريطة رقمية شاملة ومتكاملة للدماغ البشري، تغطي كل أجزائه بتفاصيل بنيوية ووظيفية دقيقة.
ووصف الخبراء هذا المشروع بأنه أحد أهم الاختراقات العلمية في العقود الأخيرة، لِما له من تداعيات طبية وأكاديمية واسعة.
الخريطة، التي تم تطويرها عبر تعاون بين باحثين من الولايات المتحدة وألمانيا واليابان، تستند إلى تقنية المسح المجهري المتقدم والتصوير بالرنين المغناطيسي عالي الدقة، ومكّنت العلماء من بناء نموذج ثلاثي الأبعاد يوضح التوزيع الكامل للخلايا العصبية، والاتصالات الداخلية، ومسارات الإشارات الكهربائية داخل الدماغ.
وصرّحت البروفيسورة ليزا مارشال، من جامعة ستانفورد، قائلة: «هذه الخريطة هي أول تصور متكامل وديناميكي للدماغ البشري، وستغيّر طريقة فهمنا للاضطرابات العصبية كلياً»، مشيرة إلى أن النموذج الرقمي سيساعد على رصد وتشخيص أمراض مثل «ألزهايمر» والتصلب المتعدد بدقة أكبر.
جدير بالذكر أن المشروع استغرق أكثر من 6 سنوات، وتم خلاله تحليل آلاف العينات الدماغية البشرية من مختلف الفئات العمرية، ما أتاح رسم خريطة دقيقة للتغيرات البنيوية التي تحدث عبر مراحل الحياة.
كما ستتيح هذه الخريطة إمكانات هائلة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات العصبية التفاعلية، حيث يمكن استخدامها لتدريب أنظمة ذكية على محاكاة الوظائف العصبية البشرية، ما يمهّد الطريق لتطورات في الروبوتات والأطراف الصناعية العصبية.
ويأمل العلماء أن يسهم هذا النموذج في تسريع تطوير العلاجات الموجهة لأمراض الدماغ المعقدة، وتحقيق طفرة حقيقية في فهم الإنسان لنفسه ولأعقد أعضائه: الدماغ.