في عالم الصحة والتغذية، تبرز الألياف الغذائية كعنصر سحري متعدد الفوائد، ليس فقط لدورها المعروف في تحسين الهضم، بل أيضاً لقدرتها على ضبط الوزن وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة.

وفي تقرير بحثي حديث، كشف استشاري أمراض الجهاز الهضمي الدكتور فيكرام شاه عن أسرار جديدة حول أهمية تلك الألياف، خصوصاً للذين يعانون من متلازمة القولون العصبي.

ويؤكد الدكتور شاه أن الألياف تلعب دوراً محورياً في تعزيز الشعور بالشبع لفترات أطول، ما يساهم في تقليل استهلاك السعرات الحرارية اليومية، وهو الأمر الذي يساعد في التحكم بالوزن بشكل فعّال.

ويضيف شاه أن الألياف تساهم في تنظيم حركة الأمعاء، وتقلل من نوبات الإمساك أو الإسهال التي يعاني منها مرضى القولون العصبي، كما تخلق بيئة معوية صحية تدعم نمو البكتيريا المفيدة.

وأوضح الاستشاري البارز أن أفضل مكمل غذائي لمرضى القولون العصبي هو مكمل «الألياف القابلة للذوبان»، مثل «السيليوم»، الذي يمتاز بقدرته على امتصاص الماء وتكوين مادة هلامية تسهل مرور الفضلات وتخفف من تهيج القولون ومن مصادره جوز البرازيل والسمك والحبوب ولحوم البقر والدجاج والجبن القريش والبيض والأرز البني وبذور عباد الشمس والفاصوليا المخبوزة والفطر والشوفان والسبانخ والحليب واللبن والعدس والفستق والموز، كما شدد على ضرورة إدخال الألياف تدريجياً في النظام الغذائي لتجنب الانتفاخ أو الغازات، مع شرب كميات كافية من الماء لضمان فعالية الألياف.

لكن الدكتور شاه حذّر من الإفراط في تناول الألياف ومكملاتها الغذائية، خصوصاً لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو مشاكل في الجهاز الهضمي، مؤكداً أن الاعتدال والتدرج هما مفتاح الاستفادة القصوى من فوائد الألياف.

ونصح بزيادة استهلاك الخضراوات، والفواكه، والحبوب الكاملة، والبقوليات ضمن النظام الغذائي اليومي، لافتا إلى أن الألياف ليست مجرد عنصر غذائي عابر، بل هي أداة فعّالة لتحسين جودة الحياة والسيطرة على الوزن وأعراض القولون العصبي.

ويشدد خبراء تغذية على أن اتخاذ قرار بسيط بإضافة المزيد من الألياف إلى وجباتك اليومية قد يكون نقطة التحول التي تنتظرها لصحة أفضل ومستقبل أكثر نشاطاً.