تناول الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، هاتفياً، مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء الجمعة، مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية والتصعيد العسكري في المنطقة.

وتطرق الرئيسان إلى القضية الفلسطينية ومؤتمر «حل الدولتين» الذي كان مقرراً عقده بين 17 و20 يونيو، لكن تقرر تأجيله بعد تصاعد التوتر الإيراني - الإسرائيلي.

وأكد السيسي وماكرون «الحاجة الماسة لاحترام القواعد والمبادئ الدولية المستقرة والقانون الدولي»، وشدداً على «استمرار التنسيق المشترك في مواجهة الأزمات الإقليمية والدولية، لا سيما في ظل الحاجة الملحة لتجنب التصعيد وضبط الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط».

ومساء أمس، أكد السيسي، في اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن النهج التصعيدي الإسرائيلي «يمكن أن تترتب عليه تداعيات كارثية على المنطقة وعلى لأمن والاستقرار الإقليميين، ويعرض مقدرات شعوب المنطقة لخطر بالغ، بما يهدد بانزلاق الشرق الأوسط بأكمله إلى حالة من الفوضى العارمة ستتحمل عواقبها الدول كافة من دون استثناء».

وفي شأن متصل، قال الناطق باسم مجلس الوزراء محمد الحمصاني، إن «الاجتماعات الحكومية التي عقدها رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، منذ بداية الأزمة، راجعت خطط الدولة، من أجل تأمين احتياجاتها من الوقود والغاز الطبيعي والسلع الأساسية، في توقيت دقيق وسط تطورات الأوضاع الإقليمية، والحكومة لديها خطة استباقية لتأمين كميات الوقود والسلع والمواد المطلوبة».

وأعلن مدبولي، أنه تم تأجيل افتتاح المتحف المصري الكبير ليكون في الربع الأخير من العام الجاري، مشيراً إلى أن الحكومة تضع كل السيناريوهات في اعتبارها، في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة.

وأشار إلى أن احتياطات الغاز حالياً ضعف الاحتياطات التي كانت في العام الماضي.

إلى ذلك، أكد وزير التموين والتجارة الداخلية شريف فاروق أن «الأوضاع التموينية مستقرة تماماً، وأن هناك وفرة في السلع الأساسية تكفي احتياجات المواطنين لفترات تزيد على ستة أشهر، ما يعكس الجاهزية والقدرة على التعامل مع أي مستجدات على الساحتين الدولية والإقليمية».

وفيما رفعت المطارات حال الاستعداد، أعلنت الشركات المصرية والعربية تأجيل رحلاتها الجوية المتجهة، إلى أربيل وبغداد وعمان وبيروت.

ورداً على القلق لدى المصريين من احتمالات التسريب النووي من إيران أو الأراضي المحتلة، قال رئيس هيئة المحطات النووية السابق أمجد الوكيل، إن «إيران تبعد عن مصر مسافة أكثر من 2200 كيلومتر، والمفاعلات الإسرائيلية أيضاً بعيدة، وهي مسافات تجعل من غير المحتمل على الإطلاق أن تصل أي إشعاعات نووية إلى مصر نتيجة لأي حادث نووي».

من جانبه، دان الأزهر الشريف، العدوان الصهيوني الذي استهدف إيران، مؤكداً أنه «يمثل انتهاكاً سافراً لسيادة الدول، وتعدياً صارخاً على أحكام القانون الدولي، فضلاً عن كونه تهديداً مباشراً للسلم والأمن الإقليمي والدولي، وهمجية الاحتلال الصهيوني تنذر بمزيد من اشتعال الأزمات في المنطقة».

كما استنكر مجلس حكماء المسلمين برئاسة أحمد الطيب «الاستهداف العسكري للأراضي الإيرانية»، محذراً من تداعياته على أمن واستقرار المنطقة والعالم، وداعياً المجتمع الدولي إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات لوقف التصعيد ومنع توسيع رقعة الصراع.