رغم الضغوط الدولية المتزايدة عليها لوقف عمليات القتل والتدمير، والسماح بدخول المساعدات من دون عوائق، تواصل إسرائيل «حرب الإبادة»، ضد غزة، حيث سقط منذ فجر أمس، أكثر من 70 مدنياً، في حين أكدت فرنسا عزمها على الاعتراف بـ«دولة فلسطين».

وبينما نقلت صحيفة «التايمز»، عن مصادر، أن الرئيس دونالد ترامب «أبدى خلال جولته الخليجية قلقاً حقيقياً إزاء معاناة الفلسطينيين»، وأن صبره تجاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «نفد»، هزّ رئيس حزب «الديمقراطيين» اليساري يائير غولان، أركان المجتمع الإسرائيلي، متهماً الحكومة باتباع سياسات دموية تجاه المدنيين، قائلاً إن «قتل الأطفال بات هواية لدى إسرائيل».

وحذّر غولان، وهو ضابط سابق في الجيش لقناة «مكان»، من أن إسرائيل «في طريقها لتصبح دولة منبوذة بين الأمم على غرار جنوب أفريقيا» وإن الحرب تخاض «لأهداف سياسية».

واعتبر أن «الحكومة تعج بالأشخاص المنتقمين، الذين يفتقرون إلى الأخلاق والقدرة على إدارة البلاد في حالات الطوارئ».

وأكد أن «دولة تتحلى بالحكمة، لا تشن الحرب على المدنيين، ولا تمارس هواية قتل الأطفال، ولا تتخذ من طرد السكان هدفاً لها».

في المقابل، اتهم نتنياهو، غولان ورفاقه في اليسار الراديكالي، بأنهم «يواصلون ترديد الافتراءات ضد جنودنا ودولتنا»، معتبراً أن «لا حدود للانحدار الأخلاقي».

ودعا أعضاء في الائتلاف الحكومي اليميني للتحقيق مع غولان، الذي وصفه وزير الاتصالات شلومو كرحي بـ«الإرهابي»، بينما اعتبر الرئيس إسحاق هيرتسوغ تصريحاته بأنها «تشهير خطير وكاذب»، باعتبار أن الجيش «خط أحمر».

وقال وزير الخارجية جدعون ساعر إن تصريحات غولان «ستكون بلا شك وقوداً لمعاداة السامية في العالم».

كما دانت المعارضة، اتهاماته للجيش.

وفي السياق، وصف وزراء أوروبيون الوضع في غزة بـ«الكارثي وغير المقبول». كما دانوا توسع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.

وشدّد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بار، على أن باريس عازمة على الاعتراف بـ«دولة فلسطين»، مؤكداً أن ذلك يصب في مصلحة الطرفين.

وقال «لا يمكننا أن نترك لأطفال غزة إرثاً من العنف والكراهية، لذلك، يجب أن يتوقف كل هذا، ولهذا السبب نحن عازمون على الاعتراف بدولة فلسطين».

بدوره، دعا رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دوفيلبان الدول الغربية إلى فرض «عزلة اقتصادية واستراتيجية» على إسرائيل.

وقال «بعد إعادة احتلال غزة، الخطوة التالية ستكون الترحيل... وهذا علامة التطهير العرقي، تطهير الأرض».

وأكدت الأمم المتحدة، ان «ما حدث في 7 أكتوبر لا يبرّر القتل الجماعي ومنع إدخال المساعدات».

وفي جنيف، أعلن الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ينس لايركه، أن المنظمة الدولية حصلت من إسرائيل على إذن بإدخال «نحو 100 شاحنة» مساعدات لغزة.

وكشف رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، أن من بين 5 شاحنات دخلت غزة، كانت اثنتان محملتين بالأكفان، مؤكداً أنها «ليست مساعدات غذائية، بل تحضير لموت جماعي... غزة لا يتم إطعامها بل دفنها».

«حرب الإبادة»

وفي اليوم الـ64 من استئناف «حرب الإبادة» استشهد أكثر من 70 فلسطينياً، بينهم 33 طفلاً وامرأة، حيث استهدفت الغارات النازحين ومراكز صحية وبينها المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا، في «خطة ممنهجة لتدمير القطاع الصحي».

من جانبه، أعلن الاحتلال مقتل أحد جنوده في القطاع.