انقسام بين واشنطن وتل أبيب في شأن نزع سلاح غزة... وإعادة إعمارها
أجهزة أمن إسرائيلية تُحذّر من تصاعد العمليات بسبب سياسات نتنياهو
حذّر مسؤولون في أجهزة الأمن الإسرائيلية من موجة عمليات أخرى بسبب سياسات الحكومة، وذلك في أعقاب العملية التي وقعت الجمعة بين بيت شان والعفولة، وأسفرت عن مقتل رجل وامرأة إسرائيليين وإصابة المنفذ من قباطية جنوب جنين.
وقالوا إن «الثمن الباهظ الذي خلفته العملية (الجمعة) سيدفع الأجهزة الأمنية إلى انتهاج سياسة القبضة الحديدية» تجاه الضفة الغربية المحتلة، معتبرين أن «تعزيز وتكثيف القوات في خط التماس يشير إلى أن الأمر لن يمر بهدوء. قوات الجيش تعمل في قباطية ومواقع أخرى».
وبحسب ما أورد موقع «واللا» الإسرائيلي، فإن العملية التي وقعت الجمعة، تعيد إلى الواجهة التساؤل حول السياسات الحكومية المتعلقة بالتقليص الحاد لدخول العمال الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023، والضغط الاقتصادي الشديد المفروض على السلطة الفلسطينية على خلفية ارتفاع البطالة، بالإضافة إلى عجز الأجهزة الأمنية (الجيش والشاباك وحرس الحدود والشرطة) على جانبي خط التماس، بكل ما يتعلق باعتقال العمال الفلسطينيين ومعالجة الظاهرة المتفاقمة، خصوصاً في محيط القدس.
ويأتي ذلك بفعل قرار المستوى السياسي الإسرائيلي، تقليص العمال الفلسطينيين الداخلين إلى إسرائيل بشكل جذري، واستقدام عمال أجانب من الخارج، من دون التعامل مع التداعيات في الضفة الغربية أو بلورة سياسة مستقبلية.
وقال مصدر أمني إسرائيلي مطلع على التفاصيل، إنه «نشأ وضع يصرف فيه النظر عن حالة الغليان في أراضي الضفة، ولتجنب تأجيج الأوضاع أكثر، يتم التغاضي عن مسألة تسلل المقيمين غير الشرعيين إلى إسرائيل. هذا يذكر بالأيام التي سبقت السابع من أكتوبر».
ودفع الجيش الإسرائيلي، الجمعة، بتعزيزات عسكرية واسعة النطاق باتجاه بلدة قباطية جنوب جنين، معلناً بدء عملية عسكرية مكثفة تهدف إلى عزل البلدة وتفتيشها، وذلك في أعقاب «عملية بيسان» التي أسفرت عن قتلى وإصابات في صفوف الإسرائيليين.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية نقلاً عن مصادر عسكرية، بأن قوات من وحدة «دوفدوفان» ونخبة المظليين، مدعومة بقوات من الشرطة، اقتحمت بلدة قباطية من محاور عدة. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الوحدات المختلفة تعمل حالياً على تطويق البلدة بالكامل وإقامة حواجز عسكرية في محيطها لعزلها عن القرى المجاورة.
وبالتزامن مع التحركات البرية، نشر الجيش الإسرائيلي قوات جوية لتوفير الدعم الناري المباشر وعمليات المراقبة اللصيقة فوق منطقتي جنين وقباطية.
كما أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بنشر قوات إضافية شمال الضفة ومنطقة الأغوار لتأمين الجدار الفاصل وحماية المستوطنات القريبة، خشية وقوع عمليات رد فعل تزامناً مع الاقتحام.
وأورد موقع «واللا» أن قوات الهندسة التابعة للجيش بدأت بالفعل عمليات مسح هندسي لمنزل منفذ «عملية بيسان» في قباطية، تمهيداً لهدمه في وقت لاحق.
كما أكدت المصادر أن «الجيش بدأ بالتعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك) بدأوا تحقيقات ميدانية مع أفراد عائلة المنفذ بعد مداهمة منزلهم وتفتيشه بدقة».
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العملية بـ «المركبة في الشمال»، معترفاً بصعوبة الموقف.
وقال «على الرغم من تنفيذ العديد من العمليات الاستباقية خلال العام الماضي، فإننا للأسف نشهد بين الحين والآخر هجمات دموية». وأكد أن حكومته ستواصل العمل على ما وصفه بـ «إحباط كل من يسعى لإيذاء مواطنيها».
من جهة أخرى، نقلت قناة «كان» عن مصادر إسرائيلية أن هناك انقساماً بين واشنطن وتل أبيب في شأن اتفاق وقف النار في قطاع غزة.
وأضافت أن واشنطن، «تريد أن تتم عمليتا نزع السلاح وإعادة إعمار غزة في آن واحد، بينما ترغب إسرائيل في نزع سلاح القطاع أولا، ثم الانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار».
وكان مسؤول في البيت الأبيض قال لموقع «أكسيوس» إن الدائرة المحيطة بالرئيس دونالد ترامب - ونائبه جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، وصهر الرئيس جاريد كوشينر والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، لم تعد تدعم نتنياهو.
وأضاف أن الشخص الوحيد الذي بقي له هو ترامب، الذي لا يزال يكن له الود، ولكن حتى سيد البيت الأبيض، يريد أن يرى صفقة غزة تتحرك بوتيرة أسرع مما هي عليه الآن.