كشف مساعد المدير التنفيذي لمركز الأمن الغذائي العالمي بجامعة بوردو الدكتور غاري برنيسكي عن مشروع في طور التنفيذ والإعداد تمهيداً لإنجازه والإعلان عنه لطرحه للمستهلكين يتمحور حول استخدام الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالأمراض التي قد تصيب الأبقار أو الماشية قبل حدوثها من خلال حركة هذه الحيوانات.

وبيّن برنيسكي، في تصريحات لـ «الراي»، على هامش مشاركته في القمة السنوية الرابعة لسلامة الغذاء والتغذية التي نظمتها وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة الزراعة الأميركية والهيئة العامة للغذاء والتغذية وسفارة الولايات المتحدة أن «هذه الأبحاث تتمحور حول استخدام الكاميرات (المثبتة في المزارع الحيوانية) التي تلتقط الصور، على أن يتم ربطها بالذكاء الاصطناعي ورصد حركة الأبقار والماشية ما يجعلها قادرة على التنبؤ بالأمراض قبل ظهور الأعراض».

وذكر أن «العين البشرية المجردة لا يمكنها متابعة الأعداد الهائلة في المزارع الحيوانية لكن الكاميرات يمكنها فعل ذلك»، موضحاً أن «حركة الأذن يمكن أن تكون مؤشراً لمرض ما، وكذلك حركات بقية الجسم يمكنها أن تكون مؤشراً على أعراض ستحدث لمرض معين».

وذهب لأبعد من التنبؤ بالأمراض قائلاً «الماشية ثديييات لديها مشاعر، ويمكن عن طريق نماذج معينة نغذي بها الذكاء الاصطناعي نتوقع مشاعرها، ولكن مازلنا نعمل في أبحاث هذا المجال».

وعن مجال آخر لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على صحة الماشية والأبقار، قال «هناك محاولات لاستخدام (روبوت) صغير يزرع في معدة الأبقار لتعقب المؤشرات الصحية مثل درجة الحرارة، ودرجة الحموضة، ثم يتم تجميع هذه المعلومات وإيصالها إلى الهاتف بشكل فوري».

وأضاف «هذه التقنيات ستكون مفيدة جداً للكويت، خصوصاً أن الكويت لديها تحديات أكبر بسبب درجات الحرارة المرتفعة، وهذا يرفع معدل الخطورة»، مضيفاً «نأمل أن يكتمل المشروعان حتى نكون قادرين على نقل هذه التكنولوجيا لمربي الماشية في الكويت. التكنولوجيا تتقدم بسرعة وربما تكون هذه المشاريع جاهزة في خلال عام أو عامين».

وعن الطيور، أوضح أن «إنفلونزا الطيور مثلاً مرض شائع، لكن نحن الآن نركز على الماشية، وربما في المستقبل نطبق ذلك على الطيور التي قد تصاب بأمراض مثل السالمونيلا»، مضيفاً «أعتقد أن الأمر مع الدواجن سيكون أكثر صعوبة بسبب سرعة انتشار الأمراض بعكس الأبقار».

وشدد على «أهمية تقليل استخدام المضادات الحيوية، لأن الإفراط فيها أحد المشاكل الكبيرة ويجب البحث عن بدائل طبيعية بعيداً عن المضادات الحيوية».

وعن تقييمه لنتائج القمة، أجاب قائلاً «أنا مندهش من أعداد الكويتيات الكبير في تخصص التغذية، وكذلك في دول الخليج العربي»، مضيفاً «المرأة أكثر مسؤولية في وضع الطعام على الطاولة، وهذا أمر عام ينطبق على كل الدول، ولذلك المرأة أكثر اهتماماً بدراسة علوم التغذية».

وتابع «سعيد جداً بالنتائج، وهذا انعكاس لما يمكن أن يتم البناء عليه في سياسات التعليم والوعي لتحسين التغذية وسلامة الطعام»، مشدداً على أهمية التأكد من الإجراءات التي تتم في سلاسل الإمداد بالغذاء، «حتى نطمئن أنها تتبع المعايير المطلوبة من أجل الصحة العامة».