بعد ساعات من تلميح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى أن إسرائيل مستعدة لـ«إنهاء القتال» كجزء من اتفاق لوقف النار، بشرط الإفراج عن كل الرهائن وإقصاء حركة «حماس» وجعل غزة منطقة منزوعة السلاح، أعلن جيش الاحتلال بدء «عملية برية واسعة» في القطاع المنكوب.

وفي وقت يُخطّط الاحتلال لتقطيع القطاع إلى ثلاثة أقسام مع قيود صارمة على التنقل، ذكرت وزارة الصحة في غزة، أن نحو 500 فلسطيني استشهدوا وأصيب ما يزيد على 1420 في غارات جوية، بين 11 و17 مايو الجاري، بينما باتت «كل المستشفيات العامة» في الشمال خارج الخدمة جراء الحرب المتواصلة منذ السابع من أكتوبر العام 2023.

«تصعيد جنوني»

وغداة تأكيده تكثيف الضربات الجوية، للضغط على «حماس»، أفاد الاحتلال في بيان بأن قواته «بدأت... عملية برية واسعة في شمال وجنوب غزة ضمن افتتاح عملية عربات جدعون».

وكانت سلطات الصحة ذكرت في وقت سابق، أمس، أن الغارات أوقعت ما لا يقل عن 100 شهيد في أنحاء القطاع خلال الليل.

وقال الناطق خليل الدقران لـ «رويترز» عبر الهاتف «لدينا على الأقل 100 شهيد، عائلات بأكملها تم مسحها من السجل المدني بسبب العدوان».

وأظهرت لقطات لـ «فرانس برس» من مستشفى شهداء الأقصى في ديرالبلح جثثاً بأحجام متفاوتة وضع على بعضها أغطية بينما لفت أخرى بأكفان، ممددة على أرض تغطيها بقع الدماء. وفي الخارج، كانت بعض النسوة ينتحبن قرب جثث لأقاربهن.

كما أفادت معلومات باستشهاد زكريا السنوار، شقيق يحيى السنوار في قصف استهدف خيمته بمخيم النصيرات ليل السبت - الأحد.

وسقط أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في الجامعة الإسلامية والحاصل على شهادة الدكتوراه في اختصاصه، مع 3 من أبنائه.

وقبل أيام، أسقط الطيران الحربي، نحو 40 قنبلة خارقة للتحصينات في خان يونس، لاغتيال زعيم الجناح العسكري في «حماس» محمد السنوار.

مستشفيات خارج الخدمة

وفي ظل تكثيف الضربات والعمليات، أعلنت وزارة الصحة أن «كل المستشفيات العامة» في محافظة الشمال باتت خارج الخدمة.

وتابعت أن «تكثيف محاصرة الاحتلال للمستشفى الإندونيسي ومحيطه ومنع وصول المرضى والطواقم والإمدادات الطبية أخرجته عن الخدمة».

وإلى جانب «الإندونيسي»، يوجد في الشمال، مستشفيان آخران عامان، هما مستشفى كمال عدوان ومستشفى بيت حانون.

تقطيع القطاع

وفي سياق حربه الجُهنّميّة، يُخطّط الاحتلال للسيطرة على أربع مناطق رئيسية تمتد من الشمال حتى مدينة غزة، مروراً بمنطقة ممر نتساريم ومحور موراغ وصولاً إلى رفح جنوباً، ضمن إستراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى السيطرة الكاملة على القطاع، وسط استمرار الحصار والتجويع كوسيلة للضغط على الفلسطينيين.

وبحسب تقرير لصحيفة «صنداي تايمز»، سيتم تقسيم سكان غزة إلى ثلاث مناطق منفصلة، مع فرض قيود صارمة على التنقل، حيث لا يسمح للمواطنين بالتنقل بين هذه المناطق إلا بتصاريح أمنية، إلى جانب إجراءات تفتيش مشددة للبضائع.

ويشير التقرير إلى أن عملية إخلاء المناطق التي ستسيطر عليها إسرائيل ستستغرق نحو ثلاثة أسابيع، وستشمل بناء بنية تحتية عسكرية لفصل المناطق المدنية وتعزيز وجود القوات داخل القطاع.

كما تكشف خريطة مسربة، أن هناك نحو 12 موقعاً داخل المناطق المدنية ستخصص لتوزيع المساعدات الإنسانية، في إطار خطة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، التي تشمل توسيع عدد «مواقع التوزيع الآمنة».

مفاوضات واقتراحات

تفاوضياً، أفاد بيان لمكتب نتنياهو، بأن «فريق التفاوض يعمل في الدوحة لاستنفاد كل فرصة من أجل التوصل إلى اتفاق، سواء وفقاً لخطة ويتكوف أو كجزء من إنهاء القتال»، في حين قدّمت القاهرة مقترحاً جديداً يتضمن إطلاق ما بين 8 و10 من الرهائن، مقابل 200 سجين فلسطيني، إضافة إلى هدنة لمدة تراوح بين 45 و60 يوماً، واستئناف عمليات إيصال المساعدات إلى القطاع، وفق ما أبلغ مصدر مصري هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

من جانب آخر، ذكرت القناة 12، أن نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، يعتزم زيارة إسرائيل، غداً، كرسالة «دعم» رمزية لتل أبيب، بعد أن استثنى الرئيس دونالد ترامب، الدولة العبرية من جولته الشرق أوسطية، الأسبوع الماضي.