تحط طائرة الرئيس دونالد ترامب، غداً في الرياض، في إطار جولة خليجية، تشمل السعودية وقطر والإمارات، وتعد مؤشراً على المكانة الجيوسياسية المتقدمة التي باتت تتمتع بها دول الخليج، ليس فقط بوصفها لاعباً محورياً في استقرار المنطقة، بل أيضاً نظراً لثقلها الاقتصادي وتوجهاتها الإصلاحية.

وفي السياق، رحب مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بزيارة ترامب للمملكة، معرباً عن تطلعه في أن تسهم «في تعزيز أواصر التعاون والشراكة الإستراتيجية للبلدين الصديقين وتطويرها في مختلف المجالات، بما يحقق مصالحهما ورؤيتهما المشتركة»، بحسب «وكالة واس للأنباء» الرسمية.

من جانبه، وصف ترامب زيارته إلى كل من السعودية والإمارات وقطر، بإنها «تاريخية»، وذلك في إطار مؤتمر صحافي قبيل مغادرته إلى منطقة الشرق الأوسط، مساء.

طائرة رئاسية جديدة

من ناحية ثانية، أكد ترامب احترامه للقيادة القطرية. وبرر عزمه على قبول طائرة كهدية من الدوحة، بأن شركة «بوينغ» تأخرت في تسليم طائرة الرئاسة الجديدة مما يجعل هذا القرار عملياً.

وأضاف أن الولايات المتحدة حافظت على سلامة قطر ودول الخليج الأخرى، وأنه لا ينوي استخدام الطائرة لأسباب شخصية بعد انتهاء ولايته.

«عقلانية» إيرانية

وفي شأن إيران، قال ترامب إنها «تتصرف بذكاء وتتحلى بالعقلانية»، مشدداً على أنه «لا يمكن لإيران أن تحصل على أسلحة نووية».

كما تناول الرئيس الأميركي ملف الحوثيين في اليمن، «قالوا إنهم أوقفوا هجماتهم على سفننا بعد حملة عسكرية لقواتنا عليهم وأنا سعيد لذلك».

وأشار ترامب إلى أنه قد يخفف العقوبات على سوريا رداً على استفسار من تركيا «لأننا نريد أن نمنحهم بداية جديدة».

دولياً، أعلن الرئيس الأميركي ان تدخله حال دون وقوع «حرب نووية وخيمة» بين الهند وباكستان «يُقتل فيها الملايين».

وقال إنه يفكر «في السفر إلى تركيا الخميس، حيث سيعقد «لقاء مهم» بين روسيا وأوكرانيا قد «يوقف حمام الدم».

وأكد الرئيس الأميركي أن العلاقات مع الصين خضعت لإعادة ضبط كاملة، مشيرا الى أنه قد يتحدث هاتفياً الى نظيره شي جينبينغ في نهاية الأسبوع الحالي.

ولفت إلى أن بكين وافقت على فتح أسواقها للشركات الأميركية وإزالة كل رسومها الجمركية.

إلى ذلك، تتوزع الملفات المطروحة على طاولة ترامب وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، في المملكة غداً، بين الوضع في قطاع غزة، وتثبيت هدنة اليمن، وتعزيز وحدة سوريا، والأزمة الروسية - الأوكرانية، إلى جانب آليات التعاون في مجالات الدفاع والاستثمار والطاقة والتجارة وإمكانية تطوير سياسات جديدة في مجالات صادرات أشباه الموصلات المتقدمة.

ويتوقع خبراء ومحللون أن تشهد الجولة إعلانات كثيرة في مجالات متعددة.

مكانة الخليج

وتؤكد وزارة الخارجية الأميركية أن «زيارة الرئيس ترامب للسعودية ودول الخليج تبرز المكانة التي توليها الولايات المتحدة لعلاقاتها مع شركائها في الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن التنسيق مع الرياض عنصر أساسي في معالجة قضايا تتجاوز حدود الإقليم.

وأضافت في مقطع فيديو نشرته عبر حسابها بالعربي في منصة «إكس»: «ستركز اللقاءات على ملفات الأمن الإقليمي والدفاع والطاقة، والاستثمار إلى جانب التعاون المستمر لمواجهة التحديات المشتركة».

وستكون قمة الأربعاء، الخامسة بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون.

وزار عدد من الرؤساء الأميركيين السعودية على مدار العقود الماضية، في محطات تاريخية تعكس قوة العلاقة الاستراتيجية بجانب دور المملكة الفاعل في تحقيق الأمن والاستقرار، إذ بدأت الزيارات عام 1974 بزيارة ريتشارد نيكسون، فيما توالت زيارات عدد من الرؤساء السابقين مثل جيمي كارتر، وجورج بوش الأب والابن كذلك، وبيل كلينتون، وصولاً إلى باراك أوباما وجو بايدن. وفي خطوة تؤكد استمرار هذه الشراكة، يعود ترامب إلى السعودية بعد 8 سنوات من زيارته الأولى.

قلق إسرائيلي

عشية زيارة الرئيس دونالد ترامب للمنطقة، تعيش القيادة الإسرائيلية حالة قلق غير معتادة.

واعتبر مصدر رفيع المستوى مقرب من بنيامين نتنياهو «أن الفوضى تسود إدارة ترامب... ولا تعرف قدمها اليمنى ما تفعله قدمها اليسرى. ليس من المؤكد أن لهذا علاقة بنا إذ يسير كل شيء وفقاً لأهواء ترامب، وأحياناً يأتي هذا لمصلحتنا وأحياناً ضد مصالحنا».

لذا يبدو موقف رئيس الوزراء أشبه بمن «يصرخ من المدرجات» من دون أن يستجيب له أحد، على حد تعبير أحد المراقبين الإسرائيليين.

قرار ترامب «المزلزل»... خفض أسعار الأدوية

أفاد موقع «ديلي بيست» الأميركي، بأن القرار «المزلزل» الذي وعد الرئيس دونالد ترامب، العالم بإعلانه، ظهر أنه سياسة من سياساته التي كان يرغب في تنفيذها أثناء ولايته الأولى في الرئاسة، ولم ينجح.

وأمس، قال ترامب إن أسعار الأدوية في أميركا ستنخفض بنسب تصل إلى 80 في المئة، وبشكل عادل لكل الأميركيين.

وأوضح أن هيئة الرعاية الطبية (ميديكيد) «يجب ألا تدفع، بموجب الأمر، أكثر من أدنى سعر يُدفع في أي مكان في العالم»، واصفاً قراره بأنه إحياء لسياساته لجعل أميركا «الدولة الأكثر رعاية» لمواطنيها.

وقبل الكشف عن خفض الأدوية، وصف ترامب قراره المرتقب، بأنه سيكون «واحداً من أهم القرارات التي أصدرها وأكثرها تأثيراً على الإطلاق».

وذكر «ديلي بيست» أن أول محاولة لترامب لسن هذه السياسة أجهضها عام 2020 قاض فيديرالي، رأى أن الحكومة فشلت في اتباع عمليات التنفيذ المناسبة، وألغاها لاحقاً الرئيس السابق جو بايدن.

قمة بغداد و«برج ترامب»

قال مصدر دبلوماسي عربي، أمس، إن الرئيس السوري الانتقالي لن يشارك في القمة العربية السبت المقبل في بغداد، بعد أن قوبل توجيه دعوة رسمية لأحمد الشرع بانتقادات شديدة من سياسيين عراقيين بارزين موالين لإيران وأنصارهم.

وأضاف المصدر لـ «فرانس برس»، أن وزير الخارجية أسعد الشيباني سيتولى رئاسة الوفد السوري إلى القمة.

وفي دمشق، قالت مصادر مطلعة، إن بناء «برج ترامب» في العاصمة السورية، وتهدئة التوتر مع إسرائيل، ومنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى النفط والغاز، تندرج في خطة إستراتيجية يتبناها الشرع في محاولة للقاء الرئيس دونالد ترامب.