في «بادرة حسن نية» وصفها الرئيس دونالد ترامب بـ«التاريخية»، ورحبت بها مصر وقطر، أطلقت حركة «حماس»، الاثنين، الرهينة الأميركي - الإسرائيلي الجندي عيدان ألكسندر المحتجز لديها منذ 583 يوماً، وهو ما اعتبره الجانب الأميركي والوسطاء خطوة مشجعة لعودة الأطراف إلى مفاوضات الهدنة في قطاع غزة.

وذكرت «حماس» في بيان، أنها سلمت ألكسندر من دون أي مراسم إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث غادرت مركبات اللجنة بعد تسلمه باتجاه نقطة كيسوفيم الإسرائيلية شرق بلدة القرارة في خان يونس.

وأكدت أنها «جاهزة للشروع فوراً في مفاوضات للوصول إلى اتفاق شامل لوقف النار بشكل مستدام، وانسحاب جيش الاحتلال، وإنهاء الحصار، وتبادل الأسرى، وإعادة إعمار غزَّة».

وحضت إدارة ترامب، على «مواصلة جهودها لإنهاء هذه الحرب الوحشية التي يشنّها مجرم الحرب (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو على الأطفال والنساء والمدنيين العزّل في غزة».

ونقلت القناة 12 عن عائلة ألكسندر أن ابنها سيسافر إلى قطر للقاء ترامب، في حال كانت حالته الصحية تسمح له بالسفر.

وقبيل عملية التسليم، أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن «إسرائيل غير ملزمة بأي وقف للنار أو الإفراج عن مسلحين، بل ملزمة فقط بإقامة ممر آمن يسمح بالإفراج عن عيدان».

وكان نتنياهو قال في جلسة للكنيست مساء الأحد، «نحصل على نحو 4 مليارات دولار سنوياً لشراء السلاح، أعتقد أننا سنتجه إلى الاستغناء عنها، كما فعلنا مع المساعدات الاقتصادية».

وذكر مكتب نتنياهو في بيان، أن رئيس الوزراء قرر إرسال وفد إلى الدوحة اليوم، لإجراء محادثات بشأن صفقة الرهائن.

انتقادات لنتنياهو

في السياق، شن رئيس المعارضة يائير لابيد، هجوماً سياسياً على حكومة نتنياهو، معتبراً أن المفاوضات المباشرة بين «حماس» والولايات المتحدة، تمثل «فشلاً سياسياً ذريعاً»، داعياً إلى أن يكون إطلاق ألكسندر، بداية لتحرك أوسع لإعادة كل المختطفين.

وقال يائير غولان، رئيس حزب «الديمقراطيين» إن رئيس الحكومة «تخلى فعلياً عن مواطنيه وتركهم لرحمة قوى أجنبية».

وطالب رئيس حزب «المعسكر الوطني» بيني غانتس، نتنياهو بتحمل مسؤولياته والبدء بتنفيذ صفقة شاملة من دون تأخير.

ترحيب

وفي واشنطن، أعرب ترامب عن أمله بإطلاق الرهائن كافة وإنهاء القتال، قائلاً «أنا ممتن لكل من ساهم في تحقيق هذا النبأ التاريخي».

ووصف صفقة الإفراج الإنساني المحدودة، بأنها «بادرة حسن نية»، مضيفاً «نأمل أن تكون هذه أولى الخطوات الأخيرة اللازمة لإنهاء هذا النزاع الوحشي».

وأضاف خلال مؤتمر صحافي أن مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، «رجل الصفقات وهو يؤدي عملاً جيداً».

واعتبرت الدوحة والقاهرة في بيان مشترك، الخطوة بأنها «بادرة حسن نية وخطوة مشجعة لعودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات لوقف النار، وإطلاق الأسرى والمحتجزين، وضمان تدفق المساعدات بشكل آمن ومن دون عوائق لمعالجة الأوضاع المأسوية في القطاع».

وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن «حماس» لاتزال تحتجز 59 إسرائيلياً، بينهم 25 على قيد الحياة.

وفي اليوم الـ56 من استئناف «حرب الإبادة»، سقط عشرات الشهداء والجرحى، أمس، جراء غارات للاحتلال، استهدفت مدرسة فاطمة بنت أسد التي تؤوي نازحين في جباليا البلد شمال غزة.