وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ، اتفاقاً، لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة.

وقال بوتين عقب لقاء قمة في الكرملين، أمس، إن العلاقات الروسية - الصينية مكتفية ذاتياً، وإن البلدين سيواصلان زيادة حصة عملتيهما، الروبل واليوان، في التسويات المتبادلة، وذلك في إطار حرصهما مجدداً على إظهار شراكتهما في مواجهة الغرب والولايات المتحدة خصوصاً.

وأكد شي عشية احتفالات التاسع من مايو، دعمه لروسيا في مواجهة الغرب «المتسلّط»، بينما شدد بوتين على أنّ الدولتين تعملان على تطوير علاقاتهما «لصالح شعبي البلدين وليس ضد أي كان»،.

ومن المتوقّع أن يصل نحو 20 زعيماً أجنبياً إلى موسكو، اليوم، لحضور العرض العسكري الضخم الذي ينظمه الكرملين في الساحة الحمراء لمناسبة الذكرى

الـ 80 للانتصار على ألمانيا النازية، وهو عنصر أساسي في السردية الوطنية التي يروّج لها زعيم الكرملين، الذي كثيراً ما رسم أوجه تشابه تاريخية مع الهجوم واسع النطاق الذي يشنّه على أوكرانيا منذ العام 2022.

وندد الرئيس الصيني بـ«الميل» الغربي إلى «الأحادية» و«التسلّط القائم على الهيمنة»، في خضم الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب، خصوصاً ضد بكين.

وأشاد بثقة «تزداد عمقاً» بين بكين وموسكو.

من جانبه، أكد بوتين أنّ الدولتين تعملان على تطوير علاقاتهما «لصالح شعبي البلدين وليس ضد أي كان»، مؤكداً أنّ موسكو وبكين ستدافعان عن «الحقيقة التاريخية» في شأن الحرب العالمية الثانية، ومتهماً الدول الغربية بمحاولة تشويهها.

ويشارك جنود من الصين ومن عشرات الدول الأخرى في عرض عسكري في موسكو، اليوم، رغم تحذيرات كييف من أنّ ذلك يمثّل «دعماً للدولة المعتدية».

في غضون ذلك، يبدو أن الجهود الرامية إلى وقف الأعمال القتالية التي دفع باتجاهها ترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض، قد وصلت إلى طريق مسدود.

وفي ظل الضغوط الأميركية عليها، تشدد كييف على وقف غير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يوماً قبل إجراء أي محادثات مع موسكو.

غير أنّ بوتين يرفض ذلك، مشدداً على ضرورة الحصول على التزامات ملموسة قبل وقف شامل للمواجهات.

«محاربة الشر»

وفي كييف، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لمناسبة مرور 80 عاماً على الانتصار على النازية، إلى «محاربة الشر» الروسي «معاً... بعزيمة وبقوة».

وندد باحتفالات الكرملين، مؤكداً أنّها «ستكون استعراضاً للوقاحة» و«الأكاذيب».

خرق وقف النار

وفي حين أكد الجيش الروسي أنّه «يحترم بشكل صارم» وقف إطلاق النار لثلاثة أيام، أعلن ان القوات الأوكرانية حاولت مرتين اختراق حدود منطقة كورسك.

من جانبها، أفادت القوات الجوية الأوكرانية عن تعرّض منطقة سومي (شمال) لغارات جوية.

ولاحقاً، اتهمت كييف، موسكو بمهاجمة أراضيها «على طول خط المواجهة»، واصفة الهدنة بأنها «مهزلة».

وقال وزير الخارجية أندريه سيبيغا، ظهر أمس، إن موسكو «انتهكت 734 مرة وقف النار»، وشنّت 63 محاولة هجوم، منذ منتصف ليل الأربعاء - الخميس.

اتفاق المعادن

إلى ذلك، صادق البرلمان الأوكراني على الاتفاق «التاريخي» مع الولايات المتحدة في شأن استغلال الموارد الطبيعية في البلد، والذي أبرم بعد أسابيع من المفاوضات الشائكة وقد يمهّد بحسب كييف لمساعدات أميركية جديدة.