في تصريح مفاجئ، قال الرئيس دونالد ترامب إن الحوثيين «استسلموا»، وإن «الضربات الأميركية على اليمن ستتوقف»، في حين عززت إسرائيل نزعتها الانتقامية من المتمردين الموالين لإيران، بتدمير مطار صنعاء الدولي، ومصنع أسمنت عمران، ومحطتين للكهرباء غداة تدميرها ميناء الحديدة ومصنعاً للأسمنت (غرب)، في ثاني رد على هجوم بالستي حوثي استهدف مطار بن غوريون في تل أبيب، الأحد.

وتابع ترامب خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني في المكتب البيضاوي، أن الولايات المتحدة ستوقف قصف الحوثيين بعد أن وافقت حركة «أنصارالله» على التوقف عن تعطيل ممرات الشحن المهمة في الشرق الأوسط.

وأضاف «قالوا: نرجوكم لا تقصفونا بعد الآن، ونحن لن نهاجم سفنكم».

وقال ترامب «أعلن الحوثيون (...) أنهم لم يعودوا يريدون القتال. ببساطة لا يريدون القتال بعد الآن. وسنكرم ذلك. سنوقف القصف، وقد استسلموا». وأوضح أن المعلومات جاءت من «مصدر جيداً جداً».

وأعلن الرئيس الأميركي من ناحية ثانية، أنه سيكون هناك «إعلان كبير للغاية» قبل زيارته المرتقبة في منتصف مايو الجاري إلى منطقة الخليج.

وأضاف أن الإعلان «سيكون إيجابياً للغاية»، وقد يُكشف عنه، الخميس أو الجمعة أو الاثنين.

غارات انتقامية إسرائيلية

إلى ذلك، تزامن الانتقام الإسرائيلي، في موجته السابعة منذ بدء التصعيد الحوثي الإقليمي والبحري، مع غارات أميركية ليل الاثنين - الثلاثاء، استهدفت صنعاء والجوف وميناء رأس عيسى في الأسبوع الثامن من الحملة الأميركية ضد «أنصارالله».

وبحسب مصادر محلية في صنعاء، خرج المطار الدولي من الخدمة بعد أن استهدفت نحو 15 غارة، ثلاث طائرات مدنية وصالة المغادرة ومدرج المطار وقاعدة الدليمي الجوية العسكرية.

وامتدت الضربات، إلى مصنع أسمنت عمران (شمال صنعاء) ومحطتي توليد الكهرباء في منطقة ذهبان ومنطقة شميلة في شمال صنعاء وجنوبها، ومنطقة فج عطان.

وفي حين سبق أن استهدفت تل أبيب هذه المواقع في موجات سابقة، إلا أنها لم تدمرها كلياً.

ويشغل الحوثيون رحلة يومية وحيدة من مطار صنعاء إلى عمان، كما يسيطرون على 4 طائرات قاموا باحتجازها من أسطول شركة الخطوط الجوية اليمنية.

وعلى وقع التحذير الإسرائيلي، أخلى الحوثيون المطار، بينما تدافع السكان للهروب من المنطقة، كما فرضت الجماعة طوقاً أمنياً، ومنعت الدخول والخروج من شارع المطار.

«الوقوف على الرأس»

وفي القدس، أعلن الناطق باسم الجيش أفيخاي أدرعي، في بيان على منصة «إكس»، أن سلاح الجو دمّر في عملية أطلق عليها الجيش «الوقوف على الرأس»، «بنى تحتية تابعة للحوثيين في المطار المركزي في صنعاء، ما تسبّب في تعطيل عمل المطار بشكل كامل».

واتهم الحوثيين، باستخدام المطار وميناء الحديدة لنقل وسائل قتالية ونشطاء، قائلاً إنه يتم تشغيل المطار بشكل متواصل لـ«أغراض إرهابية».

كما استهدفت الغارات الـ20، نحو 10 أهداف، «من بينها محطات طاقة مركزية في منطقة صنعاء يستغلها الحوثي بنيةً تحتيةً لنقل الكهرباء، ومصنع العمران للأسمنت شمال صنعاء، والذي يستخدم لصناعة رؤوس صواريخ، بحسب أدرعي».

وتابع «يشكل استهداف المصنع ضربة تستهدف اقتصاد الحوثي وطرق تسلحه العسكرية».

وقبل ساعة من الغارات، نشر أدرعي تحذيراً يدعو المدنيين إلى «إخلاء منطقة المطار - مطار صنعاء الدولي - بشكل فوري»، لافتاً إلى أن «عدم الإخلاء والابتعاد عن المكان يعرضكم للخطر»، مرفقاً بالتغريدة صورة بالأقمار الصناعية لمطار صنعاء.

من جانبه، أكد وزير الدفاع يسرائيل كاتس، أن إيران ستتحمَّل عواقب أي هجوم من حلفائها الحوثيين «كاملة».

وقال كاتس في بيان مشترك مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «هذا... تحذير لرأس الأخطبوط الإيراني: أنت مسؤول بشكل مباشر عن أي هجوم من ذراع الحوثيين ضد دولة إسرائيل، وستتحمَّل العواقب كاملة».

في المقابل، أعلن مصدر محلي يمني في بيان، أن «العدوان الأميركي - الإسرائيلي، استهدف بسلسلة غارات مطار صنعاء الدولي، كما استهدف محطة كهرباء ذهبان المركزية في مديرية بني الحارث، ومنطقة عطان، ومحطة توزيع كهرباء عصر بمديرية معين، ومحطة كهرباء حزيز المركزية في صنعاء».

لكن مسؤولاً في البنتاغون أكد أن «القوات الأميركية لم تشارك في الضربات الإسرائيلية على اليمن».

وأعلن المكتب السياسي للحوثيين، أن «العدوان الإسرائيلي والأميركي لن يمر من دون رد ولن يثني اليمن عن الاستمرار في موقفه المساند لغزة».

وغارات أمس، هي الثانية لإسرائيل على اليمن خلال 24 ساعة، وخلّفت ثلاثة قتلى ونحو 38 جريحاً، بينما أسفرت غارات الاثنين على ميناء الحديدة الإستراتيجي (غرب) ومصنع إسمنت في المحافظة نفسها، عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 39، بحسب الحوثيين.