في اليوم الـ43 من استئناف «حرب الإبادة» على قطاع غزة، استشهد أكثر من 24 فلسطينياً وأصيب العشرات، في غارات استهدفت مناطق متفرقة من القطاع، منذ فجر أمس، بينما حذرت «الأونروا»، من تدهور الوضع الإنساني في غزة بشكل غير مسبوق، واصفة ما يجري بـ«القتل الصامت» لمليون طفل فلسطيني و«تجويع ممنهج ذي دوافع سياسية».
وقالت مديرة الاتصال في الوكالة جولييت توما من عمان، إن الحصار الذي بدأ في الثاني من مارس الماضي، يمثل «أطول حصار عاشه القطاع، إذ يعادل أربعة أضعاف الحصار الذي فرضته قوات الاحتلال مع بداية الحرب» في السابع من أكتوبر 2023.
وفي السياق، عبر المفوض العام لـ«الأونروا» فيليب لازاريني، عن قلقه البالغ إزاء «الوحشية»، التي تتعامل بها قوات الاحتلال ضد موظفي الوكالة في مراكز الاحتجاز باستخدام الضرب واستخدامهم كدروع بشرية وحرمانهم من النوم والإذلال والتهديد بإيذائهم أو إيذاء عائلاتهم وتعريضهم لهجمات من الكلاب واجبارهم على تقديم اعترافات قسرية.
وفي نيويورك، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن «لا نهاية تلوح في الأفق للقتل والبؤس في غزة»، مؤكداً أن «وعد حل الدولتين يواجه خطر التلاشي».
تقدم... لا تقدم
وعلى صعيد المفاوضات، نفى مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، تحقيق أي تقدم في مباحثات تبادل الأسرى مع حركة «حماس»، غداة تأكيد مصادر مصرية، حصول «تقدم كبير» في القاهرة.
وقال «مصدر سياسي رفيع المستوى»، عبر بيان صادر عن مكتب نتنياهو، إن «التقارير التي نشرتها وسائل إعلام أجنبية غير دقيقة، وإسرائيل تواصل العمل بشكل مستمر ومن دون توقف مع الجانب الأميركي والوسطاء من أجل دفع صفقة للإفراج عن الأسرى، إلا أنه حتى هذه المرحلة لم يتم التوصل إلى اتفاق».
يأتي ذلك فيما أجرى وفد إسرائيلي برئاسة وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، محادثات مع رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن محمود رشاد، مساء الاثنين، في القاهرة، في إطار المساعي للتوصل إلى اتفاق لوقف النار.
من المتوقع أن يعرض الوسطاء على تل أبيب بشكل رسمي، مقترح «حماس» الذي يشمل هدنة لمدة خمس سنوات مقابل الإفراج عن كل الأسرى لدى الطرفين، وسط تقديرات برفض إسرائيل لهكذا عرض.
وأفادت مصادر مصرية، بأن تل أبيب أبلغت الإدارة الأميركية والوسطاء عن ترتيبات جديدة تهدف إلى تسريع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ضمن آلية تضمن عدم وصولها لـ «حماس».
وتتضمن الآلية إقامة منطقة عازلة في رفح، ومنطقة آمنة بين محوري فيلادلفيا وموراغ.
وأكدت أن المفاوضات شهدت توافقاً في عدد كبير من النقاط، و«هناك حديث عن ثمة خلافات أقل من الجولات السابقة، ولكنها في حاجة إلى جهود كبيرة في الساعات المقبلة، من أجل التوصل إلى اتفاق يكون من شأنه وقف الحرب، وإتمام عمليات تبادل الرهائن والمحتجزين». ومساء، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن موكب نتنياهو تعرض لحادث سير في القدس، لكن رئيس الوزراء لم يصب بأذى.