أعلنت الولايات المتحدة وإيران، إحراز تقدم في جولة المحادثات النووية في سلطنة عُمان، قبل أن تجتمعا مجدداً السبت المقبل، سعياً للتوصل إلى اتفاق من شأنه أنّ يخفف التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، بينما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه لن ينجر إلى حرب مع إيران بسبب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معرباً عن انفتاحه على لقاء المرشد الأعلى السيد علي خامنئي أو الرئيس مسعود بزشكيان.

ووصف مسؤول أميركي رفيع المستوى، المحادثات بأنها «إيجابية وبناءة»، فيما أشار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بدوره الى إحراز تقدم، مع سعي الجانبين الى تضييق هوة خلافاتهما حول مجموعة من المواضيع قبل الجولة الرابعة.

وقال عراقجي لمراسل التلفزيون الرسمي الإيراني في مسقط، إنّ «المفاوضات هذه المرة كانت أكثر جدية من ذي قبل».

لكنه أوضح أن «هناك خلافات في القضايا الرئيسية وفي التفاصيل»، مضيفاً أن «بعض خلافاتنا خطيرة جداً، وبعضها أقل خطورة، وبعضها له تعقيداته الخاصة».

وتابع «حتى الاجتماع المقبل، من المقرر إجراء المزيد من الدراسات... حول كيفية تقليص الخلافات».

رغم ذلك، أورد عراقجي «اعتقد أن تقدمنا كان جيداً حتى الآن. أنا راضٍ عن عملية المفاوضات وسرعتها. أعتقد أنها تسير بشكل جيد ومُرضٍ»، مشيراً إلى أنّ المحادثات تمت في «أجواء جدية وعملية للغاية».

وأكّد أنّ إيران تتفاوض «فقط» حول الملف النووي.

وصرح وزير الخارجية «أود أن أقول بصراحة إن موضوعنا هو الموضوع النووي فقط، ولن نتفاوض على أي مواضيع أخرى ولا نقبل أي مواضيع أخرى للتفاوض عليها».

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى لم يشأ كشف هويته «استمرت هذه الجولة من المحادثات المباشرة وغير المباشرة أكثر من أربع ساعات. لا يزال هناك عمل كثير للقيام به، لكن تقدماً جديداً أحرز بهدف التوصل الى اتفاق»، موجهاً الشكر الى «شركائنا العمانيين لتسهيلهم هذه المناقشات».

وأفاد وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، الذي تتولى بلاده دور الوساطة على منصة «إكس»، «ستستمر المحادثات الأسبوع المقبل، حيث من المقرر مبدئياً عقد اجتماع آخر رفيع المستوى في الثالث من مايو».

وذكرت الخارجية الايرانية، وفق ما نقل عنها الإعلام الرسمي، أن المناقشات التي استغرقت نحو 9 ساعات جرت في «أجواء جديّة».

وعُقدت هذه المباحثات عقب جولتين في 12 أبريل في مسقط، ثم في 19 أبريل في روما.

ويقود وفدي البلدين عراقجي والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، فيما يتولى البوسعيدي دور الوسيط.

مباحثات فنية

كما عقدت مباحثات فنية على مستوى الخبراء بموازاة المحادثات رفيعة المستوى.

وأفاد مراسل التلفزيون الإيراني «وصلت المحادثات الفنية بين الوفدين إلى مستوى التفاصيل الدقيقة حول المطالب والتوقعات المتبادلة، الأمر الذي استدعى عودة الوفود إلى العواصم للتشاور واستكمال التنسيق».

وخلال ولاية ترامب الأولى، انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي لعام 2015، والذي نصّ على تخفيف العقوبات الدولية على إيران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

وأعاد ترامب في مقابلة مع مجلة «تايم» نُشرت الجمعة، تهديده صراحة باللجوء للحل العسكري إذا فشلت المفاوضات. لكنّه أضاف أنّه «يفضل اتفاقاً على إلقاء القنابل».

وأكد أنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة ستُجر إلى هذا الصراع من دون إرادتها، لكنه شدد على أنه في حال تعثرت المساعي الدبلوماسية، فإنه على استعداد لاتخاذ الخطوة بنفسه وقيادة المواجهة، قائلاً «إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق - فسأنضم بكل سرور. سأقوده».

وأضاف «آمل أن نتمكن من الوصول إلى حل من دون اللجوء إلى العمل العسكري، لكن قد نضطر لذلك إذا استمرت إيران في سعيها النووي».

ونفى ترامب التقارير التي تحدثت عن قيامه بمنع إسرائيل من تنفيذ ضربة عسكرية ضد المواقع النووية الإيرانية خلال فترة رئاسته، قائلاً «هذا غير صحيح. لم أوقفهم، لكنني لم أُسهل عليهم الأمر أيضاً. كنت أفضل التوصل إلى اتفاق بدلاً من القصف، وقلت إنني لا أمانع، لكنني كنت سأترك القرار النهائي لهم».