وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) على إجراء أول تجربة لاختبار ما إذا كان يمكن استخدام أكباد خنازير مُعدلة وراثياً بأمان لمعالجة الأشخاص الذين يعانون من فشل بعض الأعضاء الداخلية بما فيها الكبد نفسها.
ومن المقرر أن يتم إجراء التجربة على 4 مرضى مصابين بفشل كبدي حاد وغير مؤهلين لتلقي عضو بشري موقتاً، حيث سيتم توصيل جسم كل مريض منهم بكبد خنزيرية خارجية مُعدَّلة وراثياً لتقوم بتنقية دمائهم من السموم والملوثات والشوائب أولاً بأول.
وقال الدكتور واين هاوثورن، جراح زراعة الأعضاء في جامعة سيدني بأستراليا، إن هذه التجربة الرائدة ستمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في مجال نقل وزراعة الأعضاء الداخلية من حيوانات إلى البشر، وهو الأمر الذي سيشكل أملاً كبيراً بالنسبة للمرضى الذين يعانون من شكل خطير من الفشل الكبدي الذي يبلغ معدل الوفيات بسببه حوالي 50 في المئة. وأضاف أن «هذا يدل على أن عقوداً من الأبحاث كانت تستحق العناء».
وأردف هاوثورن، الذي كان في السابق رئيساً للجمعية الدولية لنقل الأعضاء، ان «الكبد الخنزيرية ستعمل كطُعم (لُقاح) تجسيري لإبقاء الأشخاص الذين يعانون من فشل كبدي حاد على قيد الحياة، ونأمل أن تمنح أكبادهم وقتاً لاستعادة بعض وظائفها».
وفي أواخر العام 2023، كان رجلاً ميتاً إكلينيكياً في الولايات المتحدة الأميركية أول شخص تم توصيله بكبد خنزيرية خارج جسده. ومنذ ذلك الحين، تلقى حوالي 6 مرضى آخرين في الولايات المتحدة والصين أعضاء أخرى (بخلاف الكبد) من خنازير معدلة وراثياً. وكان قد تم إقرار الموافقة على هذه العمليات الجراحية لأشخاص مصابين بأمراض مزمنة ولأسباب إنسانية، لكن لم ينج معظمهم لأكثر من بضعة أشهر.
وعلى مدار فترة أسبوعين، سيتم توصيل كل واحد من المرضى الأربعة بكبد خنزيرية خارجية معدلة وراثياً لمدة 72 ساعة؛ وسيتم تمرير دم كل واحد منهم عبر تلك الكبد الخارجية لتنقيته من النفايات الضارة التي تتراكم بسبب الفشل الكبدي.
وفي حين ستتم مراقبة المرضى لمدة عام كامل من أجل التحقق من السلامة والتغيرات في وظائف الكبد، فإنه تم تعديل الأكباد الخنزيرية وراثياً لجعلها أكثر توافقاً مع أجسام البشر.