شهدت الدوحة، أمس، قمة قطرية - مصرية، تناولت تعزيز العلاقات والشراكة الاقتصادية، وجرى خلالها التوافق على العمل نحو حزمة من الاستثمارات القطرية المباشرة في مصر بقيمة إجمالية تصل إلى 7.5 مليار دولار، تُنفّذ خلال المرحلة المقبلة.
كما تصدرت أعمال القمة بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، «الأزمات الإقليمية»، خصوصاً القضية الفلسطينية واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية.
وأكد تميم بن حمد، خلال لقاء القمة، «على العلاقات الأخوية الوطيدة التي تجمع البلدين الشقيقين»، متطلعاً إلى أن «تسهم هذه الزيارة في تعزيز التعاون الثنائي والارتقاء به إلى آفاق أرحب تحقق تطلعات ومصالح الشعبين»، ومتمنياً للعلاقات «مزيداً من التطور والنماء».
من جانبه، نوّه الرئيس المصري بما يجمع البلدين وشعبيهما من علاقات أخوية راسخة، مؤكداً حرصه على «تعزيز كل أوجه التعاون المشترك».
وعبر منصة «إكس»، قال أمير قطر إنه تبادل وجهات النظر مع السيسي، في شأن التطورات في المنطقة، وأكد «مواصلة الجهود المشتركة في دعم الأشقاء في قطاع غزة وفلسطين المحتلة تطلعاً إلى إرساء الأمن والسلام المستدام».
وأضاف أنه تم بحث «آفاق تعزيز العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين الشقيقين، بما يمتلكانه من إمكانات كبيرة لدفع التعاون الثنائي وتوسيع نطاقه في مجالات عدة».
وقال الناطق الرئاسي المصري، إن السيسي والشيخ تميم، ترأسا اجتماعاً موسعاً ضم وفدي البلدين، أعقبه جلسة ثنائية بين الزعيمين، حيث أكد أمير قطر أن «الزيارة تمثل تتويجاً للزخم المتنامي في العلاقات الثنائية».
وشدد السيسي، من جانبه، على «أهمية تعزيز أواصر التعاون في مختلف المجالات، وعبر زيادة حجم التبادل التجاري وتعزيز الاستثمارات القطرية في مصر، بما يلبي تطلعات الشعبين».
وجدّد الزعيمان، رفضهما تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وشددا على «ضرورة دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة من دون تهجير، والعمل على إيجاد أفق سياسي، ينتهي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية».
كما ناقشا عدداً من القضايا والتطورات الإقليمية، وفي مقدمها الأوضاع في سوريا ولبنان والسودان، وأكدا «أهمية الحفاظ على وحدة تلك الدول وسلامة أراضيها، وحماية مقدرات شعوبها واستقرارها».
بيان مشترك
وأكد البيان المشترك، أن «الزيارة تأتي في إطار العلاقات الأخوية الراسخة، والروابط التاريخية المتينة، وحرص البلدين الشقيقين على تعزيز التشاور والتنسيق على مختلف الأصعدة».
وأضاف أن «المباحثات جرت في جو تسوده الأخوة والتفاهم، وعكست ما تتميز به من رسوخ وثقة متبادلة، حيث تناولت سُبل تطوير التعاون في العديد من المجالات بما يعزّز المصالح المشتركة ويفتح آفاقًا جديدة للتكامل والشراكة».
وشدّد الطرفان على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي، وأكدا التزامهما بدعم الشراكة الاقتصادية، وجرى التوافق على العمل نحو حزمة من الاستثمارات القطرية المباشرة بقيمة إجمالية تصل إلى 7.5 مليار دولار، تُنفذ خلال المرحلة المقبلة.
ووفق البيان، شدد الجانبان على «مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى»، وأكدا موقفهما الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمها حقه في إقامة دولته المستقلة، ودعمهما لجهود تحقيق المصالحة الوطنية، وضرورة توحيد الصف، بما يضمن تفعيل مؤسسات الدولة الفلسطينية وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني.
كما جددا دعمهما الكامل لخطة إعادة إعمار القطاع، وأعربا عن تطلعهما إلى انعقاد مؤتمر دولي تستضيفه مصر، بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين.
ورحبا باستمرار المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، وأكدا دعمهما لأي مساعٍ سلمية تهدف إلى خفض التوتر في المنطقة.
إلى ذلك، أعربت الدوحة عن دعمها لترشيح خالد العناني، مرشح مصر، لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، «تقديراً لمسيرته الأكاديمية والثقافية، وثقةً في قدرته على الإسهام الإيجابي في عمل المنظمة».
وكان السيسي، التقى أول من أمس، عدداً من ممثلي مجتمع الأعمال القطري.