مع بدء موسم التوزيعات السنوية لمساهمي البنوك والشركات المدرجة وفقاً لضوابط الاستحقاقات المطبقة في بورصة الكويت أظهرت الأسهم التشغيلية القيادية ثباتاً خلال تعاملات الأحد مقارنة بالأسهم التي تسيطر عليها تحركات الأموال الساخنة.
وبنهاية جلسة الاثنين تُسدل البورصة الستار على تعاملات شهر فبراير قبل الدخول في عُطلة الأعياد الوطنية التي تمتد حتى نهاية الأسبوع الجاري، فيما كانت تعاملات الأحد حافلة بالتقلبات السعرية لحزمة من الأسهم المدرجة لاسيما في السوق الرئيسي.
وتراجع «الرئيسي» الأحد بـ 295.05 نقطة وسط عمليات بيع مفاجئة شهدتها حزمة من الأسهم التي غلب عليها النشاط خلال الفترة الأخيرة وأبرزها الشركة الأولى للتسويق المحلي للوقود «أولى وقود» التي غلب عليها النشاط خلال الفترة الماضية.
جاء ذلك قبل يوم واحد من الإقفالات الشهرية لفبراير بجلسة واحدة (الاثنين)، إذ سيطرت القوة البيعية على المسار العام للعديد من الأسهم لتأتي أسهم «يونيكاب» و«وربة كابيتال» و«بيت الطاقة» و«صكوك» و«آبار» الأكثر هبوطاً حيث تراوحت خسائر تلك الأسهم بين 5 و 42 % (وفقاً للموقع الرسمي للبورصة).
وعلى صدى تراجع مثل هذه الأسهم فقد كانت النتيجة انخفاضاً في القيمة السوقية للبورصة بـ 301.9 مليون دينار منها 206.04 مليون للسوق الرئيسي منفصلاً، فيما أغلقت القيمة السوقية الإجمالية للأسهم المدرجة 47.89 مليار دينار.
ورغم الهبوط الحاد لبعض الأسهم والتي يفضل حائزوها وملاكها تخفيف مراكزهم الاستثمارية فيها قبل عُطلة الأعياد الوطنية إلا أن هناك العديد من الأسهم التشغيلية والتي تحظى باهتمام ملاكها وصناع السوق عليها قد حافظت على توازنها خلال الجلسة السابقة.
ويبدو واضحاً أن أبرز آثار الموجة الأخيرة من تدفق الأموال نحو البورصة والتي شهدتها تعاملات الأسهم المتوسطة والصغيرة تتمثل في ارتفاع معدلات السيولة المتداولة يومياً إلى 128.1 مليون دينار مقارنة بـ 67.4 مليون للعام 2024.
وعلى مستوى تداولات أمس، انخفضت الأموال المتداولة 6.7 %، فيما لوحظ أن معظم السيولة تركزت على أسهم السوق الرئيسي الذي استحوذ على 83.8 مليون دينار تقريباً من أصل 151.1 مليون دينار تمثل إجمالي تعاملات البورصة أمس.
وأسفرت حركة التعاملات عن ارتفاع 39 سهماً وانخفاض 81 وإغلاق 15 دون تغيير، فيما أغلق المؤشر العام منخفضاً بـ51.02 نقطة في الوقت الذي سجل السوق الأول تراجعاً بـ21.1 نقطة، حيث يظل سوق الواجهة الأكثر تأثيراً على الوتيرة العامة لحركة البورصة ومؤشراتها كونه يستحوذ على أكثر من 80 % من وزن الشركات والبنوك المدرجة.
ومع بدء مرحلة التوزيعات يبدو واضحاً أن الأموال الباردة أو ذات النفس الاستثماري الطويل قد ركزت جُل اهتمامها بأسهم البنوك والشركات الكبرى التي أوصت فعلياً بتوزيع أرباح نقدية وأسهم مجانية مجدية.
وفي المقابل تسجل محافظ أخرى حضوراً على مستوى الأسهم المتوسطة وشريحة الشركات التي تتأثر بعمليات التداول المكثفة حيث تفضل تلك المحافظ والحسابات مواكبة الحركة السريعة لتحقيق عوائد لفترات قصيرة.