حذّرت حركة «حماس»، أمس، من أن «عدم التزام» تل أبيب بوقف إطلاق النار في غزة جعله في خطر الانهيار، وذلك بعد ساعات من تقارير إسرائيلية عن إرسال وفد إلى الدوحة لكن من دون أن يتفاوض بجدية على المرحلة الثانية.

جاء ذلك عقب إتمام تسليم ثلاثة أسرى، مقابل 183 أسيراً فلسطينياً ضمن الدفعة الخامسة من المرحلة الأولى للاتفاق، والتي جاءت مغايرة عن الدفعات السابقة بما حملته من رسائل ودلالات «صدمت» الجانب الإسرائيلي.

وقال عضو المكتب السياسي لـ«حماس» باسم نعيم لوكالة «فرانس برس»، إن «ما نراه من مماطلة وعدم التزام في تنفيذ المرحلة الأولى (...) بالتأكيد يعرض هذا الاتفاق للخطر، وبالتالي قد يتوقف وقد ينهار».

وشدد على أن الحركة «مازالت مستعدة» للمشاركة في المرحلة الثانية من المحادثات «لكن الاحتلال يماطل في بدء تلك المفاوضات».

وبعدما سرت تقارير عن أن المستوى السياسي في إسرائيل قرّر عدم التفاوض على المرحلة الثانية من اتفاق التبادل، قال مسؤول إسرائيلي إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد اجتماعاً للحكومة في شأن مفاوضات المرحلة الثانية، وأن الوفد المفاوض سيبحث في الدوحة تفاصيل فنية في شأن المرحلة الثانية.

وفي اليوم الـ21 من الاتفاق الذي بدأ في 19 يناير الماضي، جرت، أمس، عملية التبادل الخامسة بين 3 إسرائيليين و183 أسيراً فلسطينياً.

وكان لافتاً موقع التسليم في دير البلح وسط القطاع، حيث أقامت «حماس» منصة كبيرة وقرأ أحد عناصر «القسام» بياناً، أعلن فيه قرار الإفراج عن المحتجزين الثلاثة، وهم إلياهو داتسون يوسف شرابي (52 عاماً)، وأور أبراهام ليشها ليفي (34 عاماً)، وأوهاد بن عامي (56 عاماً)، ووقع مسؤول من الصليب الأحمر وأحد قادة القسام على وثيقة «الإفراج والاستلام».

وحمل موقع وطريقة التسليم رسائل ودلالات، وقرأ فيها الجانب الإسرائيلي تهديداً من «حماس»، كونها حملت عبارات تتعلق باليوم التالي وبفشل نتنياهو في تحقيق ما أعلنه عن «النصر المطلق»، حيث وضعت «القسام» شعارات خلف منصة التسليم كتُب عليها، «نحن الطوفان... نحن اليوم التالي»، كما حرصت أيضاً على تعليق صور قادتها والقادة السياسيين الذين استشهدوا خلال الحرب، مثل القائد العام للجناح العسكري محمد الضيف، ومروان عيسى نائب القائد العام للكتائب، ورئيسي المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار وإسماعيل هنية.

ولاقت الرسائل «القسامية» هجوماً إسرائيلياً شديداً، حيث سارع ديوان نتنياهو بتأكيد «أن الحكومة لن تُمر مرور الكرام على المشاهد الصادمة التي ظهر بها الرهائن ورأيناها اليوم (أمس) في دير البلح».

وفيما وصفت الإذاعة العبرية المشاهد بـ«الصادمة»، بثت وسائل إعلام مشاهد للحظة الإفراج عن المحتجزين، حيث ظهروا في حالة صحية متدهورة، بخلاف الأسرى السابقين الذين كانوا في حالة أفضل.

ونقلت القناة 12 العبرية عن الفريق الطبي الذي استقبلهم إن «حالتهم سيئة»، حيث «ظهروا شاحبين للغاية ونحيفين بشكل غير معتاد».

ووصف مراسل القناة مشاهد الإفراج عن المحتجزين بأنها «عرض مرعب على منصة حماس».

ومع إتمام عملية التسليم في غزة، وصلت حافلة معتقلين فلسطينيين مفرج عنهم من سجن عوفر إلى الضفة الغربية، حيث ظهر الأسرى المحررون وهم يلوحون بأيديهم للحشود التي كانت في استقبالهم، وسط انتشار لعناصر الشرطة الفلسطينية.

كما وصل إلى مستشفى «غزة الأوروبي» في خان يونس أكثر من 100 أسير محرر، وسط أجواء مبهجة، عاشها ذويهم، الذين رددوا هتافات منها «بالروح بالدم نفديك يا أسير، بالروح بالدم نفديك يا فلسطين».

وضمت الدفعة الخامسة، وفق هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، 183 أسيراً، بينهم 18 محكوماً بالمؤبد و54 من أصحاب الأحكام العالية، و111 من معتقلي غزة بعد 7 أكتوبر 2023.

وبعدما كرّر تمسكه بخطته لتحويل غزة إلى «ريفييرا الشرق الأوسط» وأعلن بوضوح أنه ينظر إلى القطاع كـ«صفقة استثمارية» وأنه ليس متعجلاً لإتمامها، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنها وافقت على صفقة مبيعات عسكرية لإسرائيل بقيمة 7.4 مليار دولار تقريباً.

وذكرت وزارة الدفاع الأميركية أن وزارة الخارجية وافقت على حزمة لإسرائيل تقدر قيمتها بنحو 6.75 مليار دولار، تشمل ذخائر ومجموعات توجيه وصمامات وسيكون المتعاقد الرئيسي شركة «بوينغ» وآخرين.

وأُعلن أيضاً عن صفقة بقيمة 660 مليون دولار لبيع صواريخ «هيلفاير» ومعدات، ستكون شركة «لوكهيد مارتن» المتعاقد الرئيسي فيها.

وندد النائب غريغوري ميكس، وهو ديمقراطي بارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، بما أسماه قراراً يخالف إجراء قائماً منذ وقت طويل يقضي بمراجعة الكونغرس لمبيعات الأسلحة الرئيسية.

وقال إنه طرح مخاوفه في شأن عملية البيع هذه مع الإدارة، التي لم تقدم وثائق أو مبررات مهمة.

واعتبر أن قرار الإدارة يظهر عدم احترام للكونغرس كفرع مساو للحكومة، مضيفاً انه «في الولايات المتحدة ليس لدينا ملوك - نحن ديمقراطية متجذرة في الدستور، يحكمها القانون». (عواصم - وكالات)