مع بدء وقف إطلاق النار، هرع آلاف الفلسطينيين إلى الشوارع في أنحاء قطاع غزة، بعضهم للاحتفال، والبعض الآخر لزيارة قبور الأقارب، بينما عاد كثيرون لتفقد منازلهم.
واكتظت الشوارع الرئيسية في مدن قطاع غزة المدمر بأعداد غفيرة من المواطنين العائدين إلى مناطقهم ولا سيما في الشمال سيراً على الأقدام أو في عربات تجرها دواب، حاملين أمتعتهم وخيمهم.
وقالت آية، وهي نازحة من مدينة غزة لجأت إلى ديرالبلح (وسط) إنها تشعر وكأنها وجدت بعض الماء لتشربه أخيراً بعد أن تاهت في الصحراء لمدة 15 شهراً، مضيفة أنها تشعر بعودة الحياة لها مجدداً.
وأكد راغب مسعود أن «الدمار كان يفوق الوصف - شوارع مليئة بالركام، جثث متناثرة، ولا شيء بقي قائماً».
وفي منطقة المواصي في خان يونس (جنوب)، قال محمد الربايعة النازح من رفح «الحرب دمرت مستقبلنا وحياتنا، البيوت أصبحت كومة ركام»، مضيفاً «سنأخذ الخيمة معنا للعودة لموقع بيتنا في رفح وسنعيش حياتنا لحين إعماره».
وأعرب محمد عبدالمجيد النازح في ديرالبلح عن «شعور مختلط». وقال إنه يشعر «بفرح لأن الحرب انتهت جزئياً وتوقف شلال الدم، وحزن على الأعداد الكبيرة من الضحايا ومآس متكررة تحتاج لسنوات حتى نتعافى منها».
من جانبهم، مر مقاتلو «كتائب القسام» بسياراتهم عبر مدينة خان يونس وسط هتافات الجماهير، بينما انتشر رجال شرطة، في بعض المناطق بعد شهور من محاولتهم الابتعاد عن الأنظار لتجنب الغارات الجوية.
في المقابل، حذر الجيش الإسرائيلي «من التوجه حالياً نحو المنطقة العازلة أو الانتقال من الجنوب نحو الشمال عبر وادي غزة».