نحتفل مع أشقائنا في دولة قطر باليوم الوطني، مستذكرين مسيرة التأسيس والتطور، التي قادها الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، عام 1878م. هذا اليوم ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو تجسيد لروح الوحدة والتلاحم والانتماء، التي تجمع الشعب القطري بقيادته الرشيدة.

قطر اليوم، احتلت مكانة عالمية في جميع المجالات، عبر إنجازات مختلفة تم تحقيقها في إطار رؤية قطر الوطنية 2030، التي تهدف إلى تحويل قطر إلى دولة متقدمة، قادرة على تحقيق التنمية المستدامة وتأمين العيش الكريم لشعبها جيلاً بعد جيل.

ما نود تسليط الضوء عليه هو الدور القطري البارز في الوساطات الدبلوماسية، التي جعلت من الدوحة قِبلةً للسلام ومنبراً للحوار، إسهامات قطر في حل النزاعات وتعزيز الاستقرار في مناطق متعددة أكدت على التزام قيادتها الرشيدة بدعم السلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي.

في قطاع غزة، واصلت قطر جهودها للتوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة، وأبرمت قطر صفقة لإدخال المساعدات الطبية إلى المناطق الأكثر تضرراً، مقابل توصيل الأدوية للأسرى الإسرائيليين، واستقبلت الجرحى الفلسطينيين لتلقي العلاج في مستشفياتها، ضمن مبادرة إنسانية لعلاج 1500 فلسطيني، وهذه الجهود خففت من وطأة المعاناة رغم كل الإبادات الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني.

لم تقتصر وساطات قطر على المنطقة العربية، بل امتدت إلى الساحة الدولية. في أبريل 2024، نجحت الدوحة في لم شمل 20 عائلة روسية وأوكرانية كانت متفرقة بسبب الحرب، ما يعكس دور قطر الريادي في تقديم الحلول الإنسانية وتعزيز التفاهم.

واليوم، انطلقت جهود قطر لتهيئة بيئة دبلوماسية تسهم في وضع حد لمعاناة الشعب السوري عبر التفاهمات بين القوى الإقليمية والدولية، إذ تسعى الدوحة إلى إرساء مرحلة انتقالية تضمن السلام والاستقرار دون أن تعيد الشعب السوري إلى نفق الظلام.

وبهذه المناسبة العزيزة، نرسل من الكويت أسمى التهاني لإخواننا في قطر، قيادةً وشعباً، على إنجازاتهم المشرفة، ونشاركهم فخرهم بهذه المسيرة الاستثنائية، ونسأل الله أن يديم عليكم الأمن والازدهار، وأن تظل قطر منارةً للدبلوماسية والإنسانية.

كل عام وقطر بخير.