قال الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية الدكتور خالد مهدي، إن الكويت تسير حالياً في مرحلة أكثر ثباتاً في تنفيذ المشاريع الإستراتيجية ودفع عجلتها إلى الأمام بشكل أسرع، وذلك بعد خطاب صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الذي دعا إلى ذلك.
حديث مهدي جاء في تصريح صحافي على هامش مشاركته في ندوة «الحزام والطريق» حول التبادل والتعاون الإعلامي بين الصين والكويت، أول من أمس، بحضور السفير الصيني لدى الكويت تشانغ جيانوي، ونائب المدير العام للمكتب الإقليمي لوكالة أنباء شينخوا بالشرق الأوسط وو تشونغ مين، وحشد من ممثلي وسائل الإعلام.
وأضاف مهدي خلال كلمة له في الندوة أن الشركات الصينية التي فازت بمشاريع عدة في خطة التنمية دخلت في منافسة مع شركات أخرى قبل الظفر في أي منها، لافتاً إلى أنها تمتاز بالقدرة على توفير القوى العاملة وسرعة الإنجاز إلى جانب ملاءتها المالية الكبيرة، وهذا ما تحتاجه الكويت لاسيما في مشاريع الطرق.
وأشار مهدي إلى أن الرؤية السامية متناغمة مع رؤية الكويت 2035 والتي تصبو إلى استدامة الدولة بمواردها الاقتصادية وتحقيق الرفاهية والرخاء.
وذكر أنه مرّ عقد من الزمن منذ انطلاقة مبادرة الحزام والطريق بدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ محققة نجاحات متواصلة، حيث لايزال تطوير البنية التحتية لتحقيق الاتصال والتواصل والترابط بين اقتصاديات الدول المشاركة في مقدمة الأولويات الساعية إلى إنجاح المبادرة وبلوغ أهدافها.
وأفاد مهدي بأن إنشاء جهاز تطوير مدينة الحرير والجزر الكويتية متناغم مع الأسس والمبادئ الرئيسية لمبادرة الحزام والطريق ورؤية الكويت 2035 وخططها الإنمائية وأهداف التنمية المستدامة أجندة 2030 وهذا التناغم مطلوب بل أساس لنجاح المبادرة في الدول المشاركة.
فرصة عمل
بدوره، قال السفير الصيني لدى الكويت تشانغ جيانوي، إن الصين وقّعت مع الكويت مذكرة تفاهم حول التعزيز المشترك للتعاون في «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير» و«مدينة الحرير» في يونيو 2014 حيث أصبحت الكويت أول دولة في الشرق الأوسط توقع وثيقة تعاون بشأن البناء المشترك للمبادرة مع بكين.
وذكر أن الرئيس شي جين بينغ ركّز على الحلم المشترك لشعوب جميع البلدان في السعي لتحقيق السلام والتنمية، واقترح بالتشارك في بناء «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير» و«طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين»، ما يوفر للعالم خطة مليئة بالحكمة الشرقية لتحقيق الرخاء والتنمية المشتركين.
وأوضح أنه في إطار المبادرة، تعاونت الصين مع جميع الأطراف لتنفيذ أكثر من 3000 مشروع، واجتذبت ما يقرب من تريليون دولار من الاستثمارات، وخلقت 420 ألف فرصة عمل للدول الواقعة على طول الحزام والطريق، وانتشلت ما يقرب من 40 مليون شخص من الفقر، حتى أصبحت منصة التعاون الدولي الأكثر شمولاً والأكبر حجماً في العالم اليوم.
وأضاف جيانوي يُصادف هذا العام الذكرى السنوية العاشرة لتوقيع وثيقة التعاون بشأن مبادرة «الحزام والطريق» بين الصين والكويت، وعلى مدى العقد الماضي، حقّق الجانبان نتائج إيجابية في تعاونهما في إطار مبادرة «الحزام والطريق». وقد قفز حجم التجارة بين الصين والكويت من 12.25 مليار دولار في 2013 إلى 22.39 مليار دولار 2023، فأصبحت الصين أكبر شريك تجاري للكويت منذ عام 2015.
وذكر جيانوي أن الشركات الصينية شاركت بنشاط في بناء المشاريع الهندسية في مجالات الطاقة والإسكان والبنية التحتية وغيرها في الكويت، مما ساعدها على أن تصبح أول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بتغطية كاملة لشبكة اتصالات الجيل الخامس، وساهم في تحسين وتطوير البنية التحتية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في الكويت.
مكانة فريدة
من جانبها، قالت نائب المدير العام للمكتب الإقليمي لوكالة أنباء شينخوا بالشرق الأوسط، وو تشونغ مين، إن هذه هي المرة الأولى التي تعقد فيها وكالة أنباء شينخوا ندوة إعلامية في الخارج، ويقع الاختيار على الكويت بسبب مكانتها الفريدة ودورها العظيم في العالم العربي ولأنها كانت دائماً في طليعة الدول العربية للتعاون مع الصين.
ولفتت إلى أن «شينخوا تعتبر جسراً لتعزيز الحوارات والتبادلات الإعلامية الصينية-العربية، من خلال تقديم التسهيلات والمساعدة للإعلاميين من الكويت والدول العربية الأخرى لزيارة الصين لإجراء تبادلات أو تغطية أخبار في المستقبل».
وأضافت تشونغ مين أن تعزيز التبادلات والتعاون الإعلامي يُعد أيضاً جزءاً مهماً من تعزيز التبادلات الثقافية بين الصين والكويت، والصين والعالم العربي، وتعزيز الصداقة الصينية-الكويتية، والصداقة الصينية-العربية، وبناء مجتمع صيني-عربي ذي مصير مشترك.
وبيّنت أن الإعلام الكويتي يلعب دوراً متزايد الأهمية في العالم العربي بل في البدان النامية بتغطيتها الموضوعية والمهنية للأحداث، فنأمل في توحيد وسائل الإعلام من المزيد من الدول النامية، على وجه الخصوص الإعلام الكويتي، لتعزيز التبادلات والتواصل والصداقة وتشكيل المزيد من التضافر لكسر احتكار روايات وسائل الإعلام الغربية وإنشاء نظام إعلامي دولي جديد.