مع زيادة سخونة الأحداث الجيوسياسية في المنطقة أخيراً، فرضت تطورات الحرب على غزة ضغوطاً واسعة على أسواق المال بالمنطقة، وضمنها بورصة الكويت، أقله معنوياً، ما ينعكس سلباً على أداء مؤشراتها فهل تتحول خطط المديرين للاستثمار بسوق الأسهم المحلية تحت ضغط تزايد حدة التطورات الجيوسياسية بالمنطقة؟

للإجابة على هذا السؤال رصدت «الراي» تبايناً في توجهات مديري محافظ وصناديق الاستثمار في هذا الخصوص، فمنهم من يفضل الاستمرار بسياسته المعتمدة، بحكم اتباعه خططاً سنوية أو فصلية معتمدة يصعب الحيد عنها، وإذا كان هناك تغيير سيكون جزئياً، ومنهم من يحرص على تغيير «التكتيك» بما يناسب تداعيات التطورات الطارئة، وقد يشمل هذا وذلك تبديل مراكز على الأسهم واهتمام أكبر بالأسهم التشغيلية، فيما يغلب الترقب والحذر على جميع الأوساط.

اقتناص الفرص

في البداية، أوضح الرئيس التنفيذي لقطاع إدارة الأصول في شركة «كامكو إنفست» صلاح الوهيب أن ما تشهده أسواق المال من تأثر بالتطورات الجيوسياسية أمر طبيعي وبات شبه معتاد لتكرار حدوثه الفترات الماضية.

وقال: «سياستنا في (كامكو) واضحة ولا تتغير بشكل مفاجئ، والخطة الاستثمارية المقررة لن يطرأ عليها تغيير، لكن التحفظ في التنفيذ واستغلال الفرص ومراقبة الوضع العام أمر مهم في تحديد مسار محافظنا وصناديقنا».

وأضاف الوهيب أن 80 في المئة من محافظ «كامكو» تعتمد سياسة موحدة، ومحافظ العملاء المُدارة من قبلها يمكن أن تحول إلى كاش 100 في المئة بحال تم رصد مسبق لأي تقلبات بالأسواق، على أن يعقبها الاستغلال الأمثل في فرص مجدية.

وبين أن ما يثار من شد وجذب وتهديدات وتصريحات باتت أموراً متكررة وأن مديري المحافظ والصناديق يراقبونها بشكل متوازن، لافتاً إلى أن تراجع المؤشرات العامة للسوق يعقبه ثبات ثم استعادة التوازن وتعويض الخسائر، إذا كان التراجع طبيعياً وليس عشوائياً يصاحبه هلع.

وتابع أن تحول التهديد والتصعيد إلى أمر واقع يتطور حسب حدته فإن توقف الشركة ورفع معدلات الكاش يفرض حاله وقتها دون نقاش، فيما أشار إلى أن شركات عدة توظف أموالها بأسواق المال المحلية والخليجية وفقاً لأوزان مناسبة، حيث يمثل السوق السعودي مثلاً وجهة تستقطب أكثر من 30 في المئة من قيمة تلك المحافظ.

تهديدات متكررة

ومن ناحيته، قال مدير الصناديق والمحافظ المحلية في الشركة الكويتية للاستثمار عبدالله النصرالله إن ما تشهده المنطقة ليس بجديد على أسواق المال، وما يثار من شد وتهديدات تكرر كثيراً السنوات الماضية، موضحاً أن قرار تغيير الخطط الاستثمارية للشركات بما يتماشى مع مشاهد التهديد والتجاذب السياسية أمر مستبعد، لافتاً إلى أن الخوف والهلع من تراجع المؤشرات قد يكون فرصة جيدة لتدعيم مراكز استثمارية أو تخفيف تكلفة أخرى عبر الشراء المدروس.

وأكد أن الجانب المرن في إدارة المحافظ والصناديق يتيح المجال للتخفيف من شراء الأسهم المضاربي الذي يعتمد على السيولة الساخنة، وتوجيه الاهتمام عن الأسهم التشغيلية وذات نماذج الأعمال المستقرة مالياً والقادرة على تعويض أي خسائر سريعاً من خلال تفاعل منطقي مع الشراء.

وبين النصر الله أن الفترة الحالية تشهد اعتماد السوق الكويتي لتوزيعات وعوائد مجزية ما يعني أن هناك عوامل إيجابية يصعب إغفالها لدى قراءة المشهد.

إستراتيجية مستقرة

بدوره، أفاد نائب رئيس إدارة استثمارات الأسهم في شركة وفرة للاستثمار الدولي سعود الجويعد، بأن الشركة تراقب ما تشهده أسواق الأسهم بشكل دقيق، خصوصاً في ظل التطورات الجيوسياسية التي تفرض حالها بالمنطقة.

وقال: «الاستثمارات المدارة من قبل الشركة تعمل وفقاً لإستراتيجية متوافقة مع ضوابط الاستثمار الخاصة بها، فيما يتم متابعة أداء الاستثمارات بشكل دوري».

وأضاف أن الشركة تعمل في إطار تحفظ مدروس يتماشى مع التطورات الراهنة، مشيراً إلى أن زيادة نسبة السيولة بالمحافظ الاستثمارية أمر يفرضه المشهد الاستثماري وما يصاحبه من عوامل ومعطيات جيوسياسية، لافتاً إلى أن استثمارات الشركة تتنوع بين متوسطة وطويلة الأمد، ومعدلات النقد المتاحة تؤهلها لاقتناص الفرص الملائمة لأهدافها.

سيناريوهات المديرين:

* تغيير جذري للإستراتيجية وتوزيع رأس المال في السوق صعب

* تحويل محافظ العملاء المدارة لكاش 100 في المئة خيار محتمل* الاستعاضة بتبديل المراكز والاهتمام بالأسهم القيادية عن التخارج