قررت منظمة «ورلد سنترال كيتشن» غير الحكومية، تعليق عملياتها في المنطقة فوراً وستتخذ قرارات قريباً في شأن مستقبل عملها، إثر «مجزرة» إسرائيلية، طاولت سبعة أشخاص يعملون لصالحها وسط غزة، الاثنين.
وذكرت المنظمة في بيان، أن الموظفين، ومن بينهم أيضاً فلسطينيون ومواطن يحمل الجنسيتين الأميركية والكندية ومواطنين من أستراليا وبريطانيا وبولندا، كانوا يستقلون سيارتين مدرعتين تحملان شعارها إلى جانب مركبة أخرى.
وأكدت أنه رغم تنسيق التحركات مع الجيش الإسرائيلي، فقد تعرضت القافلة للقصف في أثناء مغادرتها مستودعها في ديرالبلح، بعد تفريغ أكثر من 100 طن من المساعدات الغذائية الإنسانية التي جُلبت إلى غزة عن طريق البحر.
وقالت إيرين غور، الرئيس التنفيذي للمنظمة «هذا ليس هجوماً على ورلد سنترال كيتشن فحسب، وإنما على المنظمات الإنسانية التي تظهر في أسوأ المواقف حيث يُستخدم الغذاء سلاح حرب».
وأضافت «هذا لا يغتفر».
وقال خوسيه أندريس، الطاهي الذي أسس «ورلد سنترال كيتشن»، إن «على الحكومة الإسرائيلية أن توقف هذا القتل العشوائي».
وأظهر مقطع مصور حصلت عليه«رويترز»فتحة كبيرة في سقف سيارة دفع رباعي تابعة للمنظمة وأجزاءها الداخلية محترقة وممزقة، إضافة إلى مسعفين ينقلون الجثث إلى مستشفى ويعرضون جوازات سفر ثلاثة من الضحايا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه يجري مراجعة شاملة على أعلى المستويات للوقوف على ملابسات الحادث«المأسوي»وتعهد أن تجري«هيئة مستقلة ومهنية تتمتع بالخبرة اللازمة»تحقيقاً في الواقعة.
واعتبرت حركة«حماس» أن الهجوم يهدف إلى«إرهاب» العاملين في الوكالات الإنسانية الدولية«لمنعهم من مواصلة مهامهم الإنسانية».
وفي سيدني، أكد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، مقتل موظفة الإغاثة الأسترالية لالزاومي«زومي»فرانكوم البالغة من العمر 44 عاماً.
وقال في مؤتمر صحافي«هذه مأساة إنسانية لم يكن ينبغي أن تحدث أبداً، وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق وستسعى أستراليا إلى المحاسبة الكاملة والمناسبة»للمسؤولين عنها.
وأصدرت بولندا، التي فقدت مواطناً أيضاً في الهجوم، بياناً اعترضت فيه على«تجاهل القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين، بما في ذلك العاملين في المجال الإنساني».
ودعت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون إلى«حماية عمال الإغاثة الإنسانية في أثناء قيامهم بتوصيل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها، ونحث إسرائيل على التحقيق سريعاً في ما حدث».
وطالب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بعد زيارة مخيم جبل الحسين للاجئين الفلسطينيين في عمان بأن«توضح الحكومة الإسرائيلية في أسرع وقت ممكن ملابسات هذا الهجوم الوحشي».
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إن أنباء مقتل موظفي إغاثة، من بينهم مواطن بريطاني،«محزنة للغاية»، ودعا إسرائيل إلى التحقيق وتقديم تفسير.
وأعلنت المنظمة في مارس الماضي أنها قدمت أكثر من 42 مليون وجبة في غزة على مدى 175 يوماً.
وشاركت في إرسال أول شحنة من المساعدات إلى غزة عبر ممر بحري من قبرص في مارس. ووصلت شحنة مساعدات بحرية ثانية من المنظمة تبلغ 332 طناً إلى غزة هذا الأسبوع.
ومنذ بدء عملها في 2010، قامت المنظمة بتوزيع الغذاء على السكان المتضررين من الكوارث الطبيعية واللاجئين على الحدود الأميركية والعاملين في مجال الرعاية الصحية في أثناء«جائحة كورونا» وإلى الأشخاص في الصراعات في أوكرانيا وغزة.