/>بعد قرابة 60 عاماً من التوقف، تداعى عدد من الناشطين الكويتيين لإحياء الزراعة البعلية (التي تعتمد على نثر البذور قبيل موسم الأمطار، ثم تركها وحمايتها من الرعي الجائر حتى يتم حصادها)، لافتين إلى أن ثمة مناطق عرفت في الكويت بهذه الزراعة ومن بينها قرية مَلَح (الواقعة جنوب غرب المقوع)، وجزيرة فيلكا، وبعدها اختفت إلا في حالات فردية نادرة.
/>وقال الناشط البيئي والزراعي سعد الحيان، الذي قام بتنفيذ مبادرة لإحياء هذا النوع من الزراعة عن طريق زراعة بذور قمح البر وبذور نباتات زهور العنبريس وبذور الدخن، لـ «الراي» إن «هذه الزراعة، التي تعتمد على مياه الأمطار توقفت منذ الخمسينات، وكلما زادت برودة الجو نجح هذا النوع من الزراعة حتى يأتي الحصاد في شهري مارس وأبريل»، مشيراً إلى أن «الزراعة بهذه الطريقة يفضل أن تكون في أرض منخفضة (فيضة) حتى تتجمع فيها مياه الأمطار».
/>وبيّن أن «قرية مَلَح في الكويت القديمة كانت تقوم بزراعة القمح بهذه الطريقة وتصدره إلى داخل سور مدينة الكويت، وكذلك كان أهالي جزيرة فيلكا يزرعون بالطريقة نفسها، لكن مع مرور السنوات توقف هذا الأمر»، معرباً عن أمله في «النجاح في إعادة هذا النوع من الزراعة».
/>بدوره، قال المهندس غنيم الزعبي، الذي أرسل مقترحاً للصندوق الكويتي للتنمية لتبنّي طريقة الزراعة البعلية، لـ«الراي»، «في كل عام تأتينا مواسم أمطار جميلة تسيل أغلبها في الصحراء، لكنها للأسف تنشف وتجف من دون الاستفادة منها»، متمنياً «تطبيق هذا النوع من الزراعة في المساحات الفارغة وسط الضواحي، وكل ما نحتاجه هو عمال يحرثون الأرض ثم ينثرون السماد ويخلطونه مع بذور الثيل أو أي نبات آخر، والنتيجة ستكون مسطحات خضراء جميلة».
/>أما الناشط البيئي الدكتور فنيس العجمي، فأكد لـ «الراي»، أنه «خلال فترة (كورونا) كانت الأشجار التي تعتمد على رعاية الإنسان هي الأكثر تأثراً، أما الأشجار البرية التي تعتمد على الأمطار فلم تتأثر»، مشيراً إلى أن «هذه الفترة هي التوقيت المناسب لزراعة البذور المعتمدة على الأمطار، مع الحرص على اختيار الأماكن المناسبة».