من وحي الطبيعية وسكونها في «جبال المطلاع» و«مزارع الجهراء»، يُقدم الفنان التشكيلي عبدالعزيز التميمي لوحاته الفنية إلى الجمهور الروسي، ضمن مشاركته في مهرجان «السمبوزيوم الدولي» المزمع انطلاقته في الفترة بين 1و15 من شهر سبتمبر المقبل بمدينة بيلغرود الروسية.
فبعدما خطّ بريشته أشجار النخيل والغردق والطرفاء في منطقتي «كاظمة» و«الخويسات»، انتقل إلى بساتين الأقصر وشاطئ الإسكندرية، حتى وصل القاهرة فأطلق «صرخة من أجل النيل»، ذاع صداها في شتى مدائن مصر وأريافها، فسمعها «الدب الروسي» واستدعاها...
وقدّم التميمي منذ العام 2015 وحتى الآن، 38 معرضاً وورشة فنية، ليستعد حالياً لتمثيل الكويت في الدورة الثامنة لمهرجان «السمبوزيوم الدولي» الذي يعدّ ملتقى فنياً وثقافياً وسياحياً للفنانين والرسامين من مختلف أنحاء العالم، لتبادل الخبرات في ما بينهم.
وقال التميمي لـ «الراي» إنه تلقى دعوة رسمية من جامعة بيلغرود الحكومية التكنولوجية المعروفة باسم «جامعة شوخف»، وهو ثاني فنان تشكيلي كويتي يشارك في هذا المهرجان المهم بعد أستاذ كلية التربية الأساسية الفنان فهد المليفي، متمنياً أن تحظى أعماله باستحسان الجمهور، لرفع اسم الكويت عالياً في أحد أكبر المحافل التي تُعنى بالفنون.
ولفت إلى أنه منذ العام 2015 بدأ في إقامة الورش الفنية، حتى بلغت 38 ورشة في العام 2023، تنقّل خلالها في مدن مصرية عديدة، منها الأقصر والإسكندرية والقاهرة والمنصورة وغيرها.
وأضاف «في البداية، أقمت 3 معارض فنية، أولها في 25 فبراير، من أجل (صندوق تحيا مصر)، وقدمته هدية للشعب المصري، حيث شاركت بسبعة وعشرين لوحة تم بيعها كلها، وكانت في (متحف محمود مختار) وتحديداً في قاعة (نهضة مصر)».
وتابع: «أما المعرض الثاني، فذهب ريعه لمستشفى سرطان الأطفال (57357) حيث شارك فيه فنانون من 5 دول عربية، من الكويت والسعودية والعراق ومصر والأردن، والحمدلله أن جميع الأعمال تم بيعها، وأُودعت الأموال في الحساب الخاص بالمستشفى مباشرة، ولم يقم أي فنان بتسلم أي مبلغ على الإطلاق. في حين، ذهب ريع المعرض الثالث لمستشفى الأورام السرطانية في المنصورة، وشارك فيه 70 فناناً، وكنتُ أنا الخليجي الوحيد بينهم».
في جهة أخرى، يقيم التميمي ظهر السبت ورشة بعنوان «بلتة الألوان»، وذلك في نقابة التشكيلين بدار الأوبرا المصرية، وبرعاية عميد كلية الفنون الجميلة الدكتورة صفية القباني وبحضور الفنان طاهر عبدالعظيم، «حيث سأقوم برسم لوحات طبيعية (لايف) أمام الجمهور، واستخراج أكثر من 90 لوناً من أصل 3 ألوان فقط، لتعليم الطلاب كيفية التقليص في الإنفاق على شراء الألوان الزيتية، حيث إنني اشتهرت بالمزج اللوني في أعمالي»، مبيناً أن ورشة «بلتة الألوان» هي أول مشاريعه من بعد جائحة كورونا.
«صرخة من أجل النيل»
قال التميمي إن آخر معرض فني أقامه كان بتاريخ 31 من شهر ديسمبر العام 2019، بعنوان «صرخة من أجل النيل»، حيث طالب المشاركون فيه بالمحافظة على نهر النيل، كمصدر استراتيجي ومورد مهم من موارد الحياة، «وكان مقررا إقامة معرض مماثل كل شهر، ولكن بسبب جائحة كورونا توقف المشروع».
«المخزون البصري»
أوضح الفنان التشكيلي أنه معروف عنه الاتقان في الرسم من المخزون البصري، واستخدام الريشة بشكل جيد لإظهار جماليات اللوحات وعمقها وأبعادها، «لذا، فإنني أحمل طبيعة بلادي الكويتي في ذهني أينما ذهبت وأرسمها أمام الجماهير مباشرة، ومن دون الحاجة إلى رؤيتها في العين».