«مستعمرات الشعاب المرجانية...متدهورة»، هذا ما كشف عنه نائب المدير العام للشؤون الفنية في الهيئة العامة للبيئة الدكتورعبدالله الزيدان.
وقال الزيدان إن «فرق الهيئة قامت بزيارات متكررة لجزيرة قاروه، وتمت ملاحظة أن مستعمرات الشعاب المرجانية، التي تعمل كمصد طبيعي لكسر حدة الأمواج في المنطقة الشمالية، متدهورة، الأمر الذي ساهم بشكل سلبي في ازدياد حركة وقوة الأمواج مانتج عنه تآكل وتعرية السواحل شمال الجزيرة بفعل العواصف البحرية التي تكون مصادرها شمالية غربية».
وذكر الزيدان أن «الهيئة متمثلة بصندوق حماية البيئة قامت بتمويل مشروع المرابط البحرية غرب وجنوب الجزيرة، وساهمت هذه الخطوة بحماية والحفاظ على الشعاب المرجانية من النحر والتكسير من قِبل قوارب النزهة والمساهمة بجذب مراكز الغوص لممارسة هواياتهم لتعزيز السياحة البيئية، والعمل على بناء مصدات طبيعية ورصد التنوع الاحيائي حولها من يونيو 2021 وحتى الآن».
وبيّن أن «بيئة الشعاب المرجانية يعود تكوينها إلى أكثر من 3000 سنة، وأن الكويت من أغنى المناطق من حيث التنوع الاحيائي، حيث تساهم هذه الشعاب المرجانية بوجود 25 في المئة من التنوع الاحيائي في البيئة البحرية»، موضحاً أن «هذه الشعاب تعد حزاماً لحماية الجزر الجنوبية من عوامل النحت والتعرية التي تصاحب حركة الأمواج والتيارات البحرية».
وأفاد بأن «الشعاب المرجانية الكويتية لها أهمية خاصة على المستوى العالمي كواحدة من أهم المناطق الجديرة بالحماية، وذلك لموقعها المتميز إلى أقصى الشمال بالنسبة لحدود منطقة الشعاب المرجانية عالمياً لتحملها المتغيرات المناخية القاسية والاوشنوغرافية كارتفاع درجات الحرارة ودرجات الملوحة العالية».
وتابع أن «هيئة البيئة تعمل جاهدة لوضع الأولويات الواضحة لمواجهة هذه التحديات المناخية البشرية، والتجهيز للتعامل معها بجدية فاعلة وجادة في مجال إدارة شؤون حماية البيئة»، معتبراً أنه «من الخطوات التي يجب اتباعها للحفاظ على هذه الثروات، أن يتم الانسجام وتناغم المؤسسات والجهات الرسمية بالدولة مع افراد المجتمع».
إعادة تأهيل
لفت الزيدان إلى أن الهيئة قامت بالتنسيق مع المركز العلمي لإعادة تأهيل التنوع المرجاني الشهر الماضي، ونجحا في تمكين المرجان من النمو و سوف يتم استكمال هذا المشروع باستزراع العشرات من براعم المرجان بالتعاون مع الجهات المشاركة والفرق التطوعية قريباً لمعالجة الأوضاع البيئية للجزيرة، متوجهاً بالشكر لـ «مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، والمركز العلمي، وجامعة الكويت، وزارة الداخلية متمثلة بخفر السواحل، وفريق الغوص الكويتي (سنيار) التابع لمركز العمل التطوعي وكل من ساهم بتحسين الأوضاع البيئية في الجزيرة».