أكد رئيس مجلس إدارة الشركة العربية العقارية عماد جواد بوخمسين أن الشركة تمكّنت خلال 2022 من تحقيق نتائج مالية وتشغيلية إيجابية، حيث ارتفع صافي الربح إلى 2.06 مليون دينار بربحية سهم 4.07 فلس للسهم الواحد، مقارنة مع 10.5 مليون دينار خسارة بعام 2021.
وقال بوخمسين، خلال الجمعية العمومية للشركة التي عقدت بنسبة حضور بلغت 54.3 في المئة، إن الإجراءات التي اتخذتها الإدارة أسفرت عن نتائج تشغيلية جيدة تمثلت في جعل أنشطة «العربية العقارية» أكثر مرونةً وتركيزاً وقدرةً على تحقيق نمو مستدام وإضافة قيمة كبيرة لجميع أصحاب المصالح بمن فيهم المساهمون والعملاء والموظفون.
وأقرت الجمعية العمومية كافة بنود جدول الأعمال وفي مقدمتها عدم توزيع أرباح وعدم صرف مكافأة لاعضاء مجلس الإدارة والمصادقة على تقارير مجلس الإدارة ومراقبي الحسابات والحوكمة ولجنة التدقيق وإخلاء طرف أعضاء مجلس الإدارة وتفويض مجلس الإدارة في شراء أو بيع أو التصرف في أسهم الشركة بما لا يتجاوز 10 في المئة من أسهمها.
حقوق المساهمين
وأوضح بو خمسين أن إدارة «العربية العقارية» تبنّت نهجاً واضحاً للاستفادة من النتائج الإيجابية والملموسة لأعمالها لبلوغ مستويات القيمة العادلة لأسهم الشركة، وذلك بتحسين مستويات الشفافية، وتعزيز حقوق المساهمين وزيادة حجم التداول على أسهم الشركة في البورصة، ليعكس ماتشهده الشركة من تطوّر مستمر، وكذلك الاستفادة من الترقيات التي حازت عليها بورصة الكويت ضمن مؤشرات الاسهم العالمية للأسواق الناشئة.
وذكر أنّ النتائج الأخيرة لمراجعة البورصة لأوزان مؤشراتها كشفت عن ترقية سهم الشركة العربية العقارية إلى قائمة السوق الرئيسي 50 من ضمن الشركات المدرجة، بما يعكس النظرة الايجابية لسهم الشركة في الفترة المقبلة.
وبيّن أنه بفضل إستراتيجيتها القوية والمرنة، والتناغم بين مجلس الإدارة والإدارة العليا تسير «العربية العقارية» بخطوات ثابتة ومستقرة وواثقة في تحقيق الاستثمار الناجح وخلق قاعدة قوية من المستثمرين وبلوغ درجات عالية من الثقة المتبادلة مع جميع الأطراف المتعاملة معها ومختلف أصحاب المصالح.
46 عاماً
وأشار بو خمسين إلى أنّ 2022 مرّ و«العربية العقارية» تحتفل بمرور 46 عاماً على تأسيسها، تمكنت خلالها الشركة من تحقيق انجازات عقارية واستثمارية على مختلف الأصعدة المحلية والخليجية والعربية، مبيّناً أنه منذ توليه مهامه في مجلس الإدارة، لم يتوان لحظة واحدة نحو العمل الجاد والسعي الدؤوب والمتواصل في استكمال ومواكبة معايير الحوكمة للوصول إلى النظام الذي يتواكب مع متطلبات هيئة أسواق المال في تطبيق معايير حوكمة الشركات.
وأكد بوخمسين أنّه رغم التحديات التي واجهت الشركة من رفع سعر الخصم إلا أنّ الخطوات التنفيذية لإستراتيجية مجلس إدارتها والتطورات الملموسة التي طرأت على مجمل أوضاعها كان لها بالغ الأثر على النتائج المالية بنهاية 2022، حيث بلغ إجمالي الإيرادات التشغيلية 9.352 مليون دينار بنمو 35 في المئة عن السنة السابقة.
وبيّن أن غالبية نتائج الشركة ما زالت تعكس نتائج إيجابية وجيدة رغم العقبات والصعوبات المشار إليها، موضحاً أن الموجودات ارتفعت في 2022 إلى 138.5 مليون دينار بنمو 2.2 في المئة عن 2021 والذي بلغت فيه 135.5 مليون كما ارتفعت حقوق المساهمين إلى 37.2 مليون مقابل 34.7 مليون بنمو 7 في المئة، كما نمت الاستثمارات العقارية بنحو 3 في المئة لتبلغ 109.5 مليون مقابل 106.3 مليون 2021.
إعادة هيكلة
من جانبه، قال نائب رئيس مجلس الادارة الرئيس التنفيذي لـ«العربية العقارية» الدكتور عبدالله معرفي، إنّ الشركة تعيش حالة إعادة هيكلة إدارية ومالية لتحقيق الأهداف الإستراتيجية للشركة وعلى رأسها تحقيق الربحية للمساهم.
وأضاف أن عدة تحديات واجهت الشركة في مقدمتها ارتفاع الفائدة، حيث وصل سعر الخصم إلى 4 في المئة بالتزامن مع ارتفاع اسعار الفائدة العالمية والتي اثرت على الاستثمار العقاري، مبيّناً أن الشركات العقارية يقع عليها الأثر الأكبر إذا ما قورنت بالشركات الاخرى.
ولفت معرفي إلى أن التحدي الأكبر كان في جائحة كورونا، حيث كان له التأثير الكبير على أحد اكبر استثمارات الشركة العقارية والمتمثلة في الاستثمار الخدمي وهو فندق هوليداي ان السالمية، حيث أثرت الجائحة بشكل مباشر على القطاع السياحي أكثر من مثيلاتها من القطاعات الاستثمارية.
وقال «بسبب اعتمادنا بالعمل على الجهات الحكومية والتي توقفت تماماً في ظل الجائحة، انخفضت إيرادات الفندق 64.7 في المئة في 2020 مقارنة بعام 2019 إلى أن وصلت نسبة انخفاض الإيرادات بعد تحسن الوضع الصحي والانفتاح ما بعد الجائحة لـ2022 إلى 17 في المئة مقارنة بـ2019 حيث تعتبر 2022 سنة بداية التعافي، آملين بأن تكون 2023 سنة التعافي الكامل.
زيادة التشغيل
وعن أسباب تحقيق الأرباح أشار معرفي إلى أنه تمت زياده التشغيل حيث وصلت نسبة الإشغال إلى ما يقارب 94 في المئة في بعض العقارات الاستثمارية في الشركة و91 في المئة في البعض الآخر إضافة إلى التعافي النسبي في قطاع الترفيه المتمثل في أحد استثمارات الشركة ( فندق هوليداي ان السالمية)، وأخيراً خفض المصاريف التشغيلية للشركة.
وأشار معرفي إلى أن مجلس الإدارة وضع خطة مستقبلية لتحقيق مزيد من الإنجازات من خلال تخفيف الاعباء التمويلية بخفض القروض، حيث تقوم الشركة بدراسة التخارج من الأصول ذات الإيراد المنخفض مقارنة بتكلفة الإقراض واستخدام ما يتم تحصيله من التخارج في تخفيض الأعباء التمويلية، إلى جانب ذلك الدخول في استثمارات متوسطة وذات مردود عالٍ وسريعة الدوران مع تحالفات أو أطراف أو شركات ذات النشاط نفسه، إلى جانب تطوير بعض الأصول لتحقق أعلى عائد ممكن عن طريق استخدام نسب البناء المسموح بها (حيث إن للشركة أصولاً لم يتم الوصول بها إلى نسب البناء المسموح بها).
ولفت معرفي إلى تخفيض رأس المال وذلك لاطفاء الخسائر المتراكمة للسنوات السابقة وأخذ مخصصات لاستثمارات مملوكة للشركة، بهدف أن تصبح الشركة أكثر رشاقة وتعكس الصورة الواقعية للقيمة الدفترية العادلة وبالتبعية القدرة على توزيع ما سيتم تحقيقه من أرباح مستقبلية.
توزيع أرباح نصف سنوية
أفاد معرفي بأنه تم إدراج بند توزيع أرباح نصف سنوية على جدول أعمال الجمعية غير العادية التي تأجلت إلى الأسبوع المقبل لعدم اكتمال النصاب لاعتماده واتخاذ الاجراءات اللازمة، مشدداً على أن «ما نطمح له أن تكون الظروف الاقتصادية المستقبلية ملائمة ومعينة في تحقيق رؤيتنا المستقبلية نحو تحقيق الأرباح للشركة وعودة «العربية العقارية» إلى مكانها الصحيح ضمن قائمة أفضل الشركات العقارية المدرجة بالسوق الكويتي».