انتشرت في السنوات الأخيرة موجة استياء شديدة من تدني مستوى التعليم في الكويت بشكل عام في المجتمع وعند الأكاديميين بشكل أخص، فأصبح الجميع يتذمر ويستغرب من حال التلاميذ في المدارس بين مَنْ يحاول الغش ويبرّره وبين مَنْ يُهمل دراسته والتحصيل العلمي.

بدأ الكثير من المعلمين و الأكاديميين بنشر تغريدات في «تويتر» أو حتى في الصحف الرسمية ولكن لا يوجد هناك تحرك فعلي تجاه هذه الكارثة، فالواسطة والمحسوبية أعلى صوتاً من تلك المحاولات البسيطة فهل هذا يعني الاستسلام وترك التعليم يتدنى أكثر؟

كليات التربية في الدولة (كلية التربية جامعة الكويت - كلية التربية الأساسية ) تعتبر من أهم الكليات في الدولة، حيث انها تمثل عصب التعليم، فكلتا الكليتين مسؤولة عن صناعة معلمي المستقبل وهي الممول الرئيسي لتلك المدارس الحكومية، لذلك ناشد اعضاء الهيئة التدريسية في كلتا الكليتين الحكومة إلى الالتفات لسوء وضع التعليم في الدولة والمخرجات ولكن التجاوب مازال ضعيفاً.

في خطوة متقدمة، رفضت مجموعة كبيرة من أعضاء هيئة التدريس في كلية التربية الأساسية هذا الوضع المؤلم في التعليم وقرّروا المساهمة (وفق صلاحياتهم القانونية) لحل تلك المشكلة عن طريق عدم التساهل ابداً في درجات طلاب الكلية حيث انهم مستقبل التعليم في الكويت.

الغالبية العظمى من خريجي كلية التربية الأساسية تحصل على وظائف تعليمية في المدارس الحكومية وبالتالي هي مَنْ ستُشكل مستقبل التعليم في الكويت، ومن هذا المنطلق حرص عدد من اعضاء هيئة التدريس في كلية التربية الأساسية على رفع وضمان جودة معلمي المستقبل عن طريق عدم التساهل في إعطاء الدرجات (غير المستحقة) للطلاب والطالبات والتشديد على محاولات الغش التي تحاربها اللوائح القانونية في الكلية. فمن واجبنا ان نحرص على ان يكون معلم المستقبل أمين وذا كفاءة و قادراً على ايصال المعلومة للتلاميذ حتى ننهض بالتعليم من جديد، فنحن امام مسؤولية عظمى تتمثل في إنقاذ جيل جديد قادم سيقود الدولة في يوم من الأيام.

وهذا الدور لا يقتصر فقط على أعضاء هيئة التدريس في كلية التربية الأساسية، بل نتمنى ان تنتشر هذه الممارسة بين الزملاء في كل الكليات بالتطبيقي والجامعة والحرص على رفع كفاءة المتعلم وإغلاق الطريق على المحسوبيات التي هدمت كل ما هو جميل في الوطن بما فيه التعليم.

وكذلك معلمو ومدراء المدارس الحكومية، ندعوكم لتفعيل دوركم التربوي التعليمي لمحاربة الدرجات غير المستحقة والمحسوبية التي تعطي الطلاب درجة لم ينالوها بجهدهم ولا تعكس تحصيلهم العلمي الفعلي.

المسؤولية كبيرة والجميع بدأ يُلاحظ سوء الوضع، لابد ان تتكاتف الجهود من أجل رفع مستوى التعليم في الكويت والقضاء على المجاملة والمحسوبية، فالكويت تستحق الأفضل. انقذوا وطنكم ضد غزو التعليم.