لم تضعف الهمم، ولم تكل النفوس، من طلب الجنان، فلا يزال المتهجدون يحيون ليالي العشر الأواخر، ويعمرون المساجد في ليلة السادس والعشرين من رمضان مواصلين القيام ومقدمين الطاعات لنيل رضوان الله وبلوغ ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، ليبشرهم الله تعالى بالفضل العظيم وبالسعادة في الدنيا وبجنة الخلد في الآخرة، لأنهم اجتهدوا في بذل الأعمال الصالحة وفعل الخيرات والبعد عن المنكرات وأخلصوا لوجه الله تعالى تاركين الدنيا وملذاتها، متضرعين خاشعين إلى الله تعالى في هذا الشهر الفضيل وفي غيره من بقية أشهر السنة، فهؤلاء هم المؤمنون بحق، الذين يبشرهم الله تعالى بفضله وكرمه ويسبل عليهم رحمته وغفرانه ويعتقهم من عذاب النار.

فما زالت المساجد عامرة بمصليها رجالاً ونساءً شيباً وشباباً، يحيون الليل بالصلاة والتلاوة والدعاء، إحياء لسنة النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الليالي المباركة، تحرياً لليلة القدر، في ظل تنسيق راقٍ من قِبل وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية في توفير كل متطلبات راحة المصلين.

وزارت «الراي» مسجد حمد الزويد وزوجته، في محافظة الجهراء، فكان عامراً بالمتهجدين، مستوعباً لمرتاديه، موفراً كل سبل الراحة واحتياجات المصلين، مع أصوات شجية تحيي الليل بصلاة القيام بتلاوة رائعة وخواطر إيمانية في الاستراحات بين الركعات تحث المصلين على مواصلة الجهد في هذه الليالي وأن الفوز في الخواتيم.

ولم تغب وزارة الداخلية عن الأجواء الايمانية، فرجالها يواصلون الليل بالنهار لتأمين المساجد وتنظيم حركة المرور مطبقين روح القانون في تسهيل حركة المرور والحفاظ على الارواح والممتلكات.