في روايته التي صدرت أخيراً بعنوان «الدرة... ملحمة الحب والوفاء» والمرشحة ضمن القائمة القصيرة لمسابقة مؤسسة أبو ظبي للإعلام، أكد الروائي الكويتي هيثم بودي أن الأوطان الطيبة التي تأسست على ضفاف الخليج العربي لم تنشأ بالصدفة أو بالبترول، بل كافحت لتعيش وقاومت لتبقى رغم الفقر والجوع والأوبئة والحروب، وسطر ذلك من خلال العديد من الروايات التي تحكي كفاح هذه الأوطان ونقل العديد من القصص التي خاضها نواخذة الخليج ليطوعوا البحار والأمواج لتحمل مسيرتهم وكفاحهم لبناء هذه الأوطان.
وذكر بودي في صدر روايته، أن العام 1925 كان عاماً عظيماً على إمارات الساحل المتصالح، حيث بلغت إيرادات اللؤلؤ في ذلك العام المبارك أكثر من اثني عشر مليون روبية، وسدد تلك الإيرادات جميع ديون الغواصين، وخزن الناس مؤونتهم لأكثر من سنتين، وغدا لؤلؤ الإمارات يباع في أسواق الهند ومنها إلى متاجر ومعارض المجوهرات العالمية في لندن وباريس وأميركا.
وأضاف «كان الخير العميم للهيرات العامرة (أماكن تواجد اللؤلؤ)، يعم على أبو ظبي وعموم الإمارات، وغدت جزيرة (دلما) التي تتبع إمارة أبو ظبي قبلة لتجار اللؤلؤ والمجوهرات، ويفد إلى سوق لؤلؤها العامر من تجار اللؤلؤ والمجوهرات من الهند والإمارات والبحرين والكويت».
وتضمنت الرواية العديد من الشخصيات والمناطق وكانت البداية مع جزيرة «دلما» عام 1930 وعائلة الطواش التي ينتسب إليها الشاب عبدالله وابنته حمده، والتي أهداها عقد اللؤلؤ ذا الدرة، وهي ابنته الوحيدة من زواج دام 15 سنة، وفي إحدى الليالي دخلت أمه عليه تعرض عليه الزواج بابنة أختها لكي ينجب أولاداً يحملون اسمه، لكن محاولاتها لم تنجح... وذهب للقاء تجار اللؤلؤ الذين أبدوا تخوفهم من انتشار اللؤلؤ الياباني (المستزرع).
وفي فصول الرواية تتكشف الشخصيات، حيث إن سالم هو ابن غواص توفي، وعاش سالم يتيماً مع أمه وأخته في رعاية عمه، ويخرجون في مواسم لصيد السمك وتجفيفه لبيعه على السفن العابرة وتحصيل قوتهم خلال العام، لكن في رحلة الصيد تعبت أمه وحملها في القارب الصغير من جزيرة الصيد وتوسط البحر ليبحث عمن ينقذ أمه، وفجأة رأتهم الطفلة حمده التي ركبت البحر مع أبيها واتجه مركبهم نحو قارب سالم لإنقاذهم، ونقلت أم سالم إلى (دلما) لدفنها بعد أن فارقت الحياة في عرض البحر.
وتتوالى أحداث الرواية، ويسافر سالم إلى الهند لتعلم الإنكليزية، ليعود منها بعد 8 أشهر على وقع قرع طبول الحرب العالمية الثانية وكساد تجارة اللؤلؤ، واقترح على الطواش المريض أن يستعير سفينته ويعمل بتجارة المواد الغذائية ويتناصفان الأرباح.
وتكشف الرواية أنه بعد أن رأى سالم حلم حمده يتكرر عليه قرر زيارتها في الهند للاطمئنان عليها، ووجدها مهملة في مستشفى عام، ونقلها على حسابه لمستشفى خاص، وقام سالم بتطليق حمده من غانم وأخذها إلى أبو ظبي قبل اندلاع المظاهرات في مومباي، وتزوج سالم من حمده، وفي عام 1945 ظهر النفط في أبو ظبي، وقدم سالم مشروع «الدرة التنموي» للشيخ زايد ليعتمده لمساعدة الدول العربية الفقيرة.