أكد وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ الدكتور أحمد الناصر، أن اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب، الذي عقد في الكويت أمس، أتى ثماره، حيث كانت هناك إيجابية من جميع الوزراء وممثلي الدول في الطرح الصريح والواضح، معلناً أن الكويت تلقت الرد اللبناني على مقترحات الورقة الكويتية - الخليجية - العربية مساء السبت، وهو قيد الدراسة «من قبل الجهات المعنية في دولة الكويت ودول الخليج لمعرفة ما الخطوة القادمة مع لبنان».

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، في ختام اللقاء الوزاري التشاوري العربي، قال الناصر إن دول الخليج ستدرس رد لبنان على الاقتراحات الخليجية للحكومة اللبنانية، من أجل إعادة بناء الثقة وتحسين العلاقات بين دول الخليج ولبنان، معرباً عن الشكر للسلطات اللبنانية على «التفاعل» مع المطالب التي صاغتها الدول الخليجية، قائلاً إنه «خطوة إيجابية».

وبخصوص عودة السفراء، قال الناصر «تسلمنا الورقة، ومجرد تسلمنا الرد هو بحد ذاته خطوة إيجابية من المسؤولين اللبنانين، للتعامل بالشكل المطلوب مع المقترحات لبناء الثقة».

وأضاف «الآن نحن بصدد دراستها مع أشقائنا في دول المجلس، وسيتم البناء عليها، وأخذ الخطوات المناسبة بالتنسيق مع الأشقاء في دول المجلس»، موضحاً أن المقترحات ليست كويتية فقط ولكنها خليجية - عربية.

وفي شأن تهديدات ميليشيا الحوثي الإرهابية التي طالت دولة الإمارات العربية مع استمرارها في المملكة العربية السعودية، قال الناصر «كان هناك اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية على مستوى المندوبين، حيث تم إصدار بيان لإدانة هذه الاعمال الاجرامية»، مشيداً ببيان مجلس الأمن حول هذا الأمر.

وعن التحديات التي تواجهها المنطقة جراء تفشي جائحة «كورونا»، قال الناصر «كنّا نتمنى عقد اجتماعات خلال الجائحة، للتخفيف من أضرارها، إلا أن الكثير من الدول كانت تحارب هذه الجائحة».

من جهته، تحدث الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن التحديات التي تواجه المنطقة، وأهمها أزمة «كورونا» والقضية الفلسطينية، معرباً عن استغرابه من التأييد الأوروبي - الأميركي للحكومة الإسرائيلية الحالية الرافضة للتفاوض.

وعن دور الجامعة العربية في ملف التهديدات الإيرانية للمنطقة، قال أبو الغيط إن الجامعة العربية شكلت منذ سنوات لجنة عربية من أربع دول، هي السعودية والبحرين والإمارات ومصر، وبمشاركة الأمين العام، للمتابعة بدقة للأداء الإيراني في الإقليم بكافة عناصره، وتقدم اللجنة تقريراً للمجلس الوزراي مرتين في العام، وهذه اللجنة تعد مشروع قرار مهماً يصدر عن المجلس الوزراي.

وفي شأن عودة سورية لمقعدها في الجامعة العربية، قال إن الاجتماع التشاوري لم يتطرق لهذا الموضوع، وإن عودتها تتطلب مداولات وطرح مشروع قرار وأفكارا ورؤى من الدول الأخرى.

وحول الاعتداءات الإرهابية الحوثية على السعودية والإمارات، قال أبو الغيط إن وزير خارجية اليمن قدم للاجتماع الوزاري رؤية محددة لما تراه اليمن للتسوية السياسية، إلا أن الجانب الحوثي رفض هذه المبادرة كونها مدعوم بقوة إقليمية.

وعن موعد انعقاد القمة العربية في الجزائر، قال أبوالغيط إن وزير الخارجية الجزائري طرح موعداً محدداً لانعقادها، وأنا في حل من الإعلان عنه، وهناك توجه بأن تكون القمة العربية ذات محتوى مهم.

نقاش بأريحية وبلا جدول أعمال

أوضح الشيخ أحمد الناصر أن الاجتماع الوزاري التشاوري لوزراء الخارجية العرب كان مختلفاً عن بقية الاجتماعات التي تأتي في إطار تقليدي، إذ احتوى على مساحة لكل الوزراء للنقاش بكل أريحية وبلا جدول أعمال.

وأضاف أن الاجتماع بمثابة عصف ذهني يتم الحديث فيه بأريحية.

وأكد أن الاجتماع حقق هدفه، إذ كانت هناك إيجابية من جميع الوزراء وممثلي الدول في الطرح الصريح الواضح وتشخيص القضايا التي تحيط بالعالم العربي، أو القضايا ذات الصلة بالعلاقات العربية - العربية، مبيناً أن النقاش كان واضحاً بالنسبة للخطوات التي تعزز مسيرة العمل العربي المشترك.

في غياب مفاوضات حقيقية... سينفجر الوضع في فلسطين

حذر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط من انفجار الوضع في فلسطين، في غياب أي أفق للسلام.

وقال: «حقيقة الأمر يجب أن نصارح العالم أن الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي يتقبلها الجانب الأميركي ويسعى للحفاظ عليها، وكذلك الجانب الأوروبي... هذه الحكومة ترفض بالكامل للعودة المفاوضات وترفض التوصل لحل الدولتين».

ورأى أن «المطلوب من المجتمع الدولي، الضغط على الجانب الإسرائيلي، للعودة إلى عملية السلام، لأنه في غياب مفاوضات حقيقية سينفجر الوضع في فلسطين، والشعب الفلسطيني لن ينتظر طويلاً.... وهذا الضغط يجب أن يصدر من الجانب الأميركي والأوروبي والعربي».