بين صدر القصيدة وعجزها، انتزع الموت الشاعر الشيخ دعيج الخليفة من محبيه ورفاق دربه ودراسته، وكأن احتفالية ثانوية كيفان بخريجيها التي حضرها مساء أول من أمس في الجليعة، كانت بمثابة يوم الوداع.
الشاعر الخليفة، الذي ووري الثرى عصر أمس، بحضور عدد كبير من أبناء الأسرة، إلى جانب عدد من زملائه وأصدقائه بعدما وافته المنية صباح أمس عن 50 عاماً، إثر سكتة قلبية، كان في مخيم الجليعة كعادته، ودوداً، عطوفاً، مواصلاً لصلة الصداقة والرحم، حيث كان مصرّاً رحمه الله على تقبيل جميع من في المخيم من أصدقائه، وكان آخر المغادرين من ضيوف حفل التجمع.
جلسة رفقاء العمر الأخيرة كانت شريطاً من الذكريات شهدته «الراي»، طاف خلاله بمخيلة الأصدقاء وأعادهم إلى أيام الطفولة والشباب حيث ساحة مدرسة كيفان وتجمع طابور الصباح وطرائف الرفقاء.
وقال الراحل قبيل مغادرته المخيم في الساعة 30: 11 ليلاً «تشرفت اليوم بحضور التجمع السنوي السادس لخريجي ثانوية كيفان ولي الشرف أن أكون أحد خريجي ثانوية كيفان وقد دخلت الثانوية في العام 1984 وتخرجت 1988 وكل سنة نحتفل مع الأصدقاء».
وقال الفقيد في كلماته الأخيرة وقد بدا عليه الإرهاق والتعب: «توقفنا لمدة عامين بسبب ظروف جائحة فيروس كورونا، والحمدلله وبفضله ثم بفضل دعاء كل أهلنا (راحت الأزمة الحمدلله)... واليوم تجمع جميل من إعلاميين وفنانين وأدباء، ولي الشرف أن أكون معهم ومشاركتهم فرحتهم وأفتحر أن أكون أحد خريجي ثانوية كيفان وهذه شهادة أفتخر فيها شكراً لكم».
المصاب الجلل الذي ضج به «قروب كيفان»، وقع كالصاعقة على رفقاء العمر الذين لم يصدقوا في بداية الأمر الخبر، ولكن مشيئة الله كانت نافذة وأمراً واقعاً لا محالة.
في البداية، قال صديق الفقيد وائل المطوع لـ«الراي»: «صدمة كبيرة. لم نصدق الخبر، نسأل الله الرحمة والمغفرة للفقيد الغالي والصديق المخلص الذي كان شعلة من النشاط والحيوية في المخيم، وكان رحمه الله يسلم على الجميع ولم يترك أحداً من الأصدقاء إلا وسلم عليه وكأنه يودعنا الوداع الأخير».
وأضاف المطوع «كان الفقيد في المخيم مرحاً و(يتغشمر) مع أصدقائه ويمرح كانت روحه جميلة، وسبحان الله للمرة الأولى يمكث في المخيم لساعات طويلة وكان آخر شخص يغادره والجميع لاحظ سلامه الحار».
وأشار المطوع إلى أن «الفقيد قبّل رأس الفنان البحريني أحمد الجميري وقال كلمات (تعوّر القلب) بحق الفنان، إذ قال له (الكويت والبحرين بلد واحد وإحنا موجودين اليوم... بكره مو موجودين) وكانت كلمات مؤثرة».
وعن طيبة الراحل وتسامحه، استشهد المطوع بإجابته عن سؤال طرحه أحد الزملاء عليه عن سبب عدم تقدمه بشكوى ضد المسيئين له في وسائل التواصل الاجتماعي، فقال له حينها رحمه الله: «أحد يشتكي على أهله؟».
وبنبرة حزينة تزاحمها الدموع، قال رفيق عمر الفقيد منصور محمد الأنبعي «صعب علينا أن نجد كلمات بحق الراحل الذي زاملته منذ بداية حياتي في ثانوية كيفان وانتقلت علاقتنا إلى جامعة الكويت واستمرت وكان مثالاً للصديق الوفي الذي يسأل عن أصدقائه بشكل دائم».
وأشار إلى أن الفقيد أجرى أكثر من 7 عمليات لتركيب دعامات قلب وكان أثر التعب واضحاً عليه والعرق يتصبب من جبهته، لكنه حاول أن يخفي ذلك وأن يكون طبيعياً».
وزاد «كان الفقيد يضحك ويمرح مع أصدقائه وكان يتواصل ويسأل عن أولادنا ويتابع أخبارهم. كان رحمه الله مثالاً للمحبة وطيبة القلب».
من جانبه، قال نصر العصفور «فقدنا أخاً عزيزاً، نسأل الله له الرحمة والمغفرة»، لافتاً إلى أن «الفقيد كان طيباً وودوداً مع أصدقائه ومع الجميع، وحرص قبل أن يغادر المخيم على أن يودع ويقبل الجميع وكان يركض تجاه أصدقائه ويحتضنهم».
وأشار العصفور «تلقينا خبر وفاة الصديق دعيج الخليفة بصدمة وحزن ولم نصدق في بداية الأمر ولكن هذه مشيئة الله ونسأل الله الرحمة والمغفرة للفقيد، وهذا يوم حزين على الجميع لاسيما على رفقاء الفقيد».
من جانبه، قال هيثم العثمان، أحد موجهي الدعوة لاحتفال ثانوية كيفان «تلقينا خبر الوفاة بحزن كبير، فقد كان من خريجي ثانوية كيفان في العام 1984 - 1988 واتسم بحسن الخلق وكان شعلة نشاط ويتغشمر مع الجميع ودار حديثه بينه وبين الإعلاميين محمد السنعوسي وماجد الشطي وتحدث أيضاً مع الفنان البحريني أحمد الجميري».
وأضاف العثمان «كان الفقيد متواجداً منذ بداية الفعالية وخرج في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف مساء، وقال لي وهو يهم بالخروج (أبي أروح لوالدتي فأنا ولدها الوحيد)، وكانت لهذه الكلمات وقع في قلبي وتأثرت كثيراً بخبر وفاته».
من جانبه، قال أحد موجهي الدعوة للاحتفالية عصام الرفاعي: «تلقيت الخبر بصدمة وحزن، فقد كان الفقيد صاحب خير وعطاء ونقاء سريرة ويدخل الفرح في نفوس الجميع، وكنت معه وكان سعيداً مع الأصدقاء وأحضر كيكة للأصدقاء، وهذه كعادته في كل عام».
وأضاف الرفاعي «لقد أثرت بي كلمة قالها عندما كان يهم بالمغادرة عندما قلت له (دعيج تو الناس، فقال أمي بروحها راجع أسلم عليها)... نسأل الله أن يرزقه برها ويغفر له».
وقال محمد صالح القطان، أحد أصدقاء الفقيد: «بصراحة، في البداية لم أصدق الخبر، وقلت في نفسي إنه مفبرك، لكن سبحان الله، هذا أمر ودرب مكتوب على الجميع»، لافتاً إلى أن «الفقيد كان من الطلبة المميزين في ثانوية كيفان وله علاقات مميزة ومحباً للجميع».
وأضاف أن «الكلمة الأخيرة التي قال لها لي (هلا بجوي)، وكان يتغشمر ويشع الفرحة في المكان ويخلق جواً من السعادة بقلبه النظيف ونقائه».
أما وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي، فقال: «سبحان الله، مساء الجمعة الأخيرة كان معنا وسلّم عليّ، وكعادته دوماً مدّني بكلامه المعسول وأخبرني أنه يحبني، ثم جلس إلى جانبي وتحدث مع الفنان البحريني الجميري، حيث سمعته يحاوره عن الفن في البحرين والذكريات الجميلة. في الأمس كان طبيعياً ولا يشكو من شيء، لكن هذه حال الدنيا».
وأضاف: «الراحل (بوخليفة) من أطيب البشر الذين عرفتهم، متواضع جداً ويحب الجميع، مجتهد في عطائه، ومازلت غير مصدق للخبر، فعندما أخبرتني ابنتي بوفاته، قلت لها: (ما عندكم سالفة، البارحة كنت وياه وما فيه إلا العافية)».
بدوره، قال الفنان محمد المنصور: «لا يسعني إلا الدعاء له بالرحمة، فالأعمار بيد الله. (بوخليفة) كان إنساناً معطاء، والابتسامة لا تفارقه، خيّراً وطيب القلب وشاعراً، كان صديقاً عزيزاً، وفي كل لقاء يحرص على أن يبلغنا تحيات والدته الشيخة لولوة وأهله، وبدورنا كنا نبلغه تحياتنا، فعلاً لم أتوقع هذا الخبر المفجع، خصوصاً أنني التقيت به قبل وفاته بساعات، لكن سبحان الدايم».
وبدوره، قال الإعلامي القدير ماجد الشطي: «كنت معه قبل رحيله بيوم واحد، بل ساعات، في حفل تكريم بثانوية كيفان، إلا أن خبر وفاته نزل كالصاعقة على مسمعي. (بوخليفة) بمنزلة الابن بالنسبة إليّ، فوالده كان صديقي، والراحل لم يؤذِ أحداً ولم يشتك منه أحد، وكان محباً لنا ونحن أيضاً نحبه، كما أنه كان دائم التواصل معي، ولكن لكل أجل كتاب... الوداع يا أطيب قلب، وأسكنك الله فسيح جناته».
صديق الفنانين
ولم يُخفِ الفنان القدير سعد الفرج تأثره بوفاة الشيخ دعيج الخليفة الصباح، قائلاً: «هذا أمر الله وقدره، فقد كان الراحل صديقاً لكل الفنانين، وداعماً للفن والحركة الفنية، محباً لهذا المجال الذي شارك فيه كثيراً، ولطالما جمعتنا الأيام معاً في المناسبات السعيدة. ولكن هكذا هي الحياة، إنا لله وإنا إليه راجعون».
من جهته، عبّر الشاعر القدير بدر بورسلي عن حزنه العميق لرحيل من وصفه بـ«منبع الطيب والأخلاق والتواضع» الشيخ دعيج الخليفة الصباح، مؤكداً أن الساحة الفنية فقدته، «بل إن الكويت كلها فقدته».
وأضاف: «رغم أنني أكبر منه عمراً، ولكنه كان صديقاً لي، مثلما هو صديق الجميع وحبيب الكل، فقد عرفته شخصياً وقابلته مرات عديدة، فكان يبث البهجة أينما حلّ ويُسعِد بوجوده كل من حوله، بدماثة خلقه ورحابة صدره، وهو أطيب شخص قابلته في حياتي».
ولفت بورسلي إلى أن «بوخليفة» لم يؤذِ أحداً على الإطلاق، «فهو إنسان متصالح مع نفسه، ولطالما ساهم في مساعدة الناس ومد يد العون لهم، من خلال الأعمال الإنسانية التي دأب عليها في مسيرته العطرة».
وختم بالقول: «رحمك الله يا أبو خليفة، وجعل قبرك روضة من رياض الجنة».
وقال الفنان القدير نبيل شعيل: «الموت علينا حتماً محتوماً ويأخذ منا أهلنا وأحبابنا، ولا شك أن خبر وفاة الشيخ الدعيج كان فاجعة لنا ولأهل الكويت جميعاً، والموت حق وليس بأيدينا إلا أن ندعو لـ(بوخليفة) بالرحمة وأن نطلب من الله له المغفرة والثبات عند السؤال».
بينما قال الفنان طارق العلي: «الشيخ دعيج كان دائم التواصل مع الناس، واجتماعي من الدرجة الأولى، كما انه محب للفن وله مشاركات عدة معي في أكثر من مسرحية».
وأشار العلي إلى أن «(بوخليفة) لم يشتك على أي أحد تكلم عنه بسوء، وكان سموحاً وخلوقاً ويسامح الجميع»، مؤكداً أنه فقد أخاً عزيزاً وصديقاً، وإنساناً طيب المعشر.
وقال المنتج الفنان باسم عبدالأمير إن الشيخ دعيج كان صديق الكل وقلبه أبيض، «حيث فقدنا برحيله شاعراً غنائياً كانت له مشاركات كثيرة في معظم أعمالي الدرامية، وهو رفيقي منذ بدايتي في مجال الإنتاج».
وأضاف «آخر مشاركاته في أعمالي الدرامية كان من خلال كلمات المقدمات الغنائية لأعمال مثل (أمينة حاف)، (ومن بعدي الطوفان) و(عاشر صفحة)، وهناك أعمال لم تعرض بعد، ونسأل الله أن يتغمده برحمته الواسعة وأن يسكنه فسيح جناته».
أما الفنان داود حسين، فاستذكر بعض المواقف التي جمعته مع «بوخليفة»، متضرعاً بالدعاء إلى الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته. وأكمل «بوحسين»: «البقاء لله... فقدت اليوم شخصاً لطالما اعتبرته أخاً وصديقاً، فلا يسعني إلا الدعاء له بالرحمة والمغفرة، وأن يثبته الله عند السؤال، وإلى جنات الخلد».
وقال الفنان عبدالرحمن العقل: «لا أستطيع إلا أن أقول إن (بوخليفة) رجل لا تكفي الكلمات لوصف مآثره، فهو رجل متواصل مع جميع أطياف المجتمع الكويتي الكبير والصغير والغني والفقير، اجتماعي حاضر في كل المناسبات، يحب الجميع وليس له عداوات مع أحد.
هو صاحب ابتسامة (حلوة) تدخل القلب، وقلوب كل الناس تحبه في الكويت وخارج الكويت، صداقتي معه منذ 30 سنة وأكثر، ولي معه ذكريات جميلة ومواقف عديدة، فهو رجل (شهم) وصاحب مواقف طيبة مع كل الناس الذين يعرفهم وحتى الذين لا يعرفهم ويلجأون له، صفاته الحميدة كثيرة، وبرحيله فقدنا إنساناً قريباً من قلوبنا والله يصبرنا على رحيله ويصبر أهله ومحبيه وإنا لله وإنا إليه راجعون».
بدوره، اعتبر المذيع عبدالرحمن الدين أنه «من الجميل أن يفني الإنسان حياته في خدمة الآخرين، ولكن من العظيم جداً أن يكون جل هذه الخدمة تشجيع وتحفيز للنجاح، الشيخ دعيج الخليفة كان رجلاً كبيراً بعطائه للفن والفنانين، يحترم ويقدر الجميع، صغاراً وكباراً، ولم أعهده إلا مبتسماً ضاحكاً. أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته».
ورأى الفنان إبراهيم دشتي أن «(بوخليفة) إنسان طيب وعفوي، وعفويته جعلت جميع الناس يحبونه، وعلاقتي به كانت جميلة، وكان بمثابة الأخ الكبير، ودائماً كان يسأل عن والدي، وهذا دليل على أنه إنسان يحترم جميع الناس ويقدرهم. وعلى صعيد الفن، كان كلما أطرح أغنية يتصل بي ليشجعني ويوجهني ويدعمني. وبصراحة، بوفاته فقدنا إنساناً عزيزاً وقريباً على القلب».
طيّب وخلوق
«الراي» تواصلت أيضاً مع بعض أصدقاء الراحل، الذين كانوا يلازمونه الحضور في المناسبات، فقال علام الخطيب «تربطني صداقة (عشرة عمر) منذ العام 1988، مع الراحل.
هو إنسان شهم وذو أخلاق عالية وراقية و(طيبة الدنيا كلها فيه)، فلم يؤذِ أحداً في حياته، وهو اجتماعي بطبعه لا يرد الناس سواء من يعرفهم أو حتى الذين لا يعرفهم. تجده متواجداً دائماً في كل المناسبات المختلفة، فبمجرد أن تتم دعوته، لا يتأخر في تلبية الدعوة، لأنه يرى أن هذا واجب عليه وتقدير الناس من شيم الرجال، وخبر وفاته كان مفاجئاً لي وكذلك للجميع في الكويت وفي الخليج».
من جانبه، لفت ناصر العطية إلى أن «اللسان يعجز عن الكلام، فالراحل بالنسبة إليّ أخ وليس صديقاً فقط. معرفتي به تمتد إلى أكثر من 16 سنة، وهو (أطيب إنسان) عرفته، واليوم وبعد وفاته، عرفنا طيبته و(شكثر الناس تحبه، وعمري ما شفت بوخليفة زعلان أو مزعل أحد)، حتى وإن أغضب شخصاً، فمن المؤكد أنه من غير قصد، ويسارع إلى مراضاته في أسرع وقت. فهو لا يمكن أن ينام ويوجد شخص (زعلان) منه».
وبدوره، قال صديقه ناصر الأربش: «اليوم فقدنا برحيل الشيخ دعيج الخليفة شخصاً في قمة التواضع والإنسانية، فبحكم صداقتي به وعشرة عمر لها 30 سنة تقريباً، في حياتي لم أشاهده يضر إنساناً، بل بالعكس، هو يضر نفسه على حساب إسعاد الناس، فرحمة الله عليه لا يتأخر لحظة في تقديم المساعدة ويقف مع الجميع وقفة شهامة، لهذا هو يحب كل الناس والناس أيضاً يحبونه، وهذا فرضه بتواضعه وبتربيته وبأخلاقه العالية التي انعكست على الجميع وأصبحنا نلمسها اليوم بعد وفاته».
نعي رسمي
فيما نعى الديوان الأميري المغفور له الشيخ الراحل، تقدم رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم «بخالص العزاء والمواساة إلى أسرة آل الصباح الكرام بوفاة المغفور له بإذن الله الأخ الشيخ دعيج خليفة العبدالله الخليفة الصباح، متضرعين إلى المولى تعالى بأن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته وأن يحسن الله عزاءكم في مصابكم وأن يلهمكم وذويه جميل الصبر والسلوان».
كما نعاه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ببالغ الحزن والأسى، حيث نقل الناطق الرسمي للمجلس والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة الدكتور عيسى الأنصاري في بيان صحافي تعازي وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري، وأمين عام المجلس كامل العبدالجليل وتعازي العاملين في المجلس الوطني لأسرة الفقيد.
كذلك، نعت إدارة شركة السينما الكويتية الوطنية «سينيسكيب» وجميع العاملين فيها، «عضو مجلس الإدارة الشيخ دعيج الخليفة الصباح، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه، وأن يلهمنا وأهله وذويه الصبر والسلوان».
سيرة عطرة
الراحل نجل الشيخ خليفة العبدالله الخليفة العبدالله الصباح، وجده الأكبر لوالده هو حاكم الكويت الخامس الشيخ عبدالله صباح الصباح، ووالدته هي الشيخة لولوة جابر الأحمد الصباح، ابنة أمير الكويت الثالث عشر، ولديه أربعة أبناء هم لولوة، دلال، بدرية وخليفة.
درس العلوم السياسية في جامعة الكويت وتخرج منها، ثم عمل بعد تخرجه بصفة ديبلوماسي في وزارة الخارجية الكويتية منذ العام 1995 حتى وصل إلى درجة مستشار، بعدها اتجه إلى الكتابة، حيث كتب العديد من الأغاني والمسرحيات والمسلسلات.
وبوصفه كاتباً صحافياً، نشرت له مجلات خليجية وعربية عدة منها «الأسرة»، «النهضة»، «كلام الناس»، «الجريمة»، «المختلف الكويتية»، كما أصبح رئيساً فخرياً للمسرح الشعبي، وحصل على لقب «أفضل شاعر خليجي» في استبيانات خليجية وعربية عدة.
كذلك كان عضواً في جمعية الصحافيين الكويتيين منذ العام 1993 حتى وفاته، وعضواً في جمعية الصحافيين العرب منذ العام 1996 حتى وفاته، وأيضاً عضو مجلس إدارة في شركة السينما الكويتية الوطنية، وعضو شرف في نادي «أرسنال» الإنكليزي.
عناق أخير
فقد الأب صعب، لاسيما بالنسبة إلى الابنة، التي تعتبره فارسها الذي يحميها، وسندها في الدنيا. وهذا ما عكسته تغريدة للمهندسة الشيخة لولوة، ابنة الشيخ الفقيد دعيج الخليفة، حين كتبت سطوراً تملؤها الغصة، بالإنكليزية، الممزوجة بالعربية بالأحرف اللاتينية، مرفقة إياها بصورة لها وله وهما يحتضنان بعضهما جنباً إلى جنب.
وقالت: «الحياة تبدو وكأنها كابوس. أنا على بعد 11 ساعة. أتمنى لو حظيت بعناق أخير. فقط عناق أخير. الله يصبرني على غيابك ويغمد روحك الجنة».
في رثاء دعيج الخليفة... الإنسان الطيب الودود
| كتب فرحان الشمري |
لست راثياً لشاعر أو شيخ، وإن حمل الراحل دعيج الخليفة الصفتين، ولكنني أرثي دعيج الإنسان، الودود، الطيب، دمث الخلق، نقي السريرة، حلو اللسان، المتسامح، الطاقة الإيجابية، وإن أتعبه القلب وأنهكته الأيام.
في يوم وداعه، ذهب الخليفة كما كان في سني حياته الرطبة هيناً ليناً سهلاً قريباً، لا يكدر صفو من حوله، ولا يزعج خاطرهم، ولا يشغل بالهم... ذهب سريعاً إلى الموت، ولم يمهل أحبابه الذين تمنوا عناق الأحبة قبل سويعات الرحيل.
من نعزي، وبمن نعزي يا أبا خليفة؟... قبل أيام اتصلنا مهنئين بعودة نجلك خليفة من السفر، ووعدت بحفل بهيج فور حصوله على الشهادة. يحق لنا في رحاب وداعك الصادم، أن نذرف الدموع على حبيب كان أقرب إلى محبيه من أنفسهم، وعلى شاعر كتب الإنسانية في أبياته، ونثر الطيب في دروب أحبابه، وعلى شيخ حمل الاسم، وجسد المعنى شهامة ونخوة وفزعة. نسأل الله باسمه الأعظم أن يرحمه ويغفر له ويوسع مدخله ويتجاوز عن سيئاته.
فريق العمل
أمل عاطف - غانم السليماني - علاء محمود - فيصل التركي - حمود العنزي - علي شويطر
تصوير: أسعد عبدالله - نايف العقلة - سعود سالم