على غرار دول العالم التي بدأت بتطبيق التعليم المدمج، بشكل اختياري في مدارسها، ومنها بريطانيا، مع استمرار الدراسة فيها بنظام التعليم عن بُعد، كشف مصدر تربوي لـ«الراي»، أن وزارة التربية لن تخرج عن المنظومة العالمية في إعادة افتتاح المدارس للعام الدراسي 2021 - 2022، ولكن هل سيكون التعليم في المدارس آنذاك اختيارياً؟ وهل ستستمر الدراسة بنظام التعليم عن بُعد؟ معتبراً أن من الصعب التكهن بذلك حالياً، لأن غيوم «كورونا» تحجب كل شيء في الوقت الراهن.

وذكر المصدر أن أي تعليمات أو مقترحات بهذا الشأن، لم تصدر بعد من قبل قطاع التعليم العام إلى المناطق التعليمية، لأن ملامح العودة الآمنة للمدارس يحددها الوضع الصحي في حينه، وغالباً ما يكون ذلك منتصف أغسطس أو مطلع سبتمبر على أبعد تقدير.

وأوضح أنه «في كل الأحوال، فلن تستغني الوزارة أبداً عن نظام التعليم عن بُعد، وسيكون عاملاً مساعداً للتعليم النظامي»، مبيناً أنه بحلول شهر سبتمبر المقبل، ومع وصول التطعيم ضد فيروس كورونا إلى النسبة المطلوبة، ربما تستطيع الوزارة أن تحدد نوعية التعليم الأنسب للعام الجديد.

واعتبر أن تقنين الحصص الدراسية، وتحديد ساعات الدوام الدراسي، والتصرف مع الكثافات الطلابية العالية في بعض المناطق، إجراءات سابقة لأوانها، خصوصاً أن الأزمة الصحية لا تزال قائمة، ولا أحد يستطيع التكهن بما ستؤول إليه الأمور، خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.

وأضاف «قد تدفع الكثافات الطلابية العالية في بعض المناطق التعليمية، الوزارة إلى مقترحات وخطط دراسية ربما شبيهة بمقترحات المدارس العربية الخاصة، ومنها تقسيم اليوم الدراسي على فترتين صباحيتين، ليستوعب أعداد الطلبة خصوصاً في المدارس الثانوية، مع تطبيق التباعد بينهم داخل الفصول الدراسية».

وأكد أن هناك خطوطاً عامة ستلتزم بها الوزارة، حتى مع عودة التعليم النظامي التقليدي منها التواصل مع الطلبة إلكترونياً وعدم إلغاء التعليم عن بُعد تحت أي ظرف، مرجحاً أن يتم تخصيص يوم في الشهر أو في الأسبوع لتطبيق هذا النظام، وتطبيقه رسمياً في الظروف الاستثنائية «عواصف - أمطار»، لافتاً إلى اتجاه «لنشر ثقافة التعليم الذاتي والتعليم عن بُعد، والتعلم بالبحث والمشاركة، وتوعية الطلبة وأولياء الأمور والمعلمين، وإدارات المدارس، بالمبادرة والتشجيع على البحث».

وأشار المصدر إلى تداول بعض المقترحات في هذا الشأن، ومنها تقسيم الطلبة في الفصل الدراسي الواحد بين الاون لاين والبيت بواقع «يوم وترك»، حيث يداوم نصف الفصل في المدرسة في اليوم الأول، فيما يباشرون دوامهم في اليوم الذي يليه بنظام الأون لاين من البيت، على ان يكون التعليم، متزامناً سواء في الفصل او في الأون لاين.

وتوقع أن يكون هناك تخفيف في محتوى المنهج الدراسي، إن طبق هذا المقترح، مؤكداً أن التوجهات غير ثابتة وهي مرتبطة بالمتغيرات الصحية في البلاد ووضع الأزمة الراهنة، مبيناً أن قطاع التعليم العام لم يتطرق حتى اللحظة إلى زمن الحصة الدراسية واليوم الدراسي في حال العودة، ولكن بالتأكيد ستصدر نشرات تفصيلية، لكل هذه الأمور في حال اختيار آلية التعليم الأنسب للطلبة مطلع العام الدراسي الجديد.

4 عوامل مؤثرة

حدد المصدر بعض العوامل المؤثرة على تحديد نوعية التعليم للعام الدراسي المقبل، ومنها:

1. الوضع الصحي السائد.

2. نسبة التطعيم في المجتمع.

3. توعية أولياء الأمور.

4. تقدير السلطات الصحية لأوضاع المدارس.

التصور الأنسب

أمام مجلس الوزراء

أكد المصدر أن جميع المقترحات المتداولة لخطة العودة، ومنها مقترح منطقة حولي التعليمية الذي نشرته «الراي» للعام الدراسي 2020- 2021، ستعرض على اللجنة التعليمية في مجلس الأمة ولجنة مجلس الوزراء، لاعتماد التصور الأنسب، وفقاً لتقدير السلطات الصحية في حينه، حيث من المتوقع ان يتم ذلك منتصف أغسطس أو مطلع سبتمبر على أبعد تقدير.

نقاشات وليست خطة

كشف المصدر أن جميع المتداول في شأن العودة الآمنة للدراسة، هي نقاشات تمت مع قطاع التعليم العام، وليست خطة معدة، وكان الاتفاق على تطبيق التعليم المدمج، في حال عدم العودة الكاملة إلى التعليم التقليدي.

التعليم المدمج

اختياري في بريطانيا

قال المصدر إن مدارس العاصمة البريطانية لندن عادت لاستقبال طلابها بتطبيق التعليم المدمج بشكل اختياري، حيث تركت لولي الأمر حرية ارسال ابنه إلى المدرسة.

فيما استمرت بتطبيق التعليم عن ُبعد بشكل يومي للطلبة الرافضين الحضور إلى المدرسة، وهذا الإجراء هو الأمثل للتعامل مع الازمة، إن استمرت حتى سبتمبر المقبل لا قدر الله، على أن يبلغ ولي الأمر إدارة المدرسة بذلك قبل أسبوع على الأقل من بدء الدوام.