«الأفراد يبنون العائلات، والعائلات تبني الأوطان»... بهذه العبارة التي تلخص دور العائلات في المساهمة في بناء الدول، استهل كتاب «آل معرفي... سيرة عائلة كويتية ساهمت في بناء الوطن عبر التاريخ»، حاوياً بين دفتيه تأريخاً لإسهمات واحدة من أبرز عائلات الكويت، والتي كان أفرادها من كبار ملّاك السفن الشراعية والتراثية العريقة.
وتضرب أصول آل معرفي في عمق التاريخ، فيما كان لهم ريادة في التجارة والنشاط الاقتصادي والمجتمعي.
وشكّل التعليم أولوية كبرى من أولويات عائلة معرفي، حيث كان لهم دور كبير في إنشاء المدارس والارتقاء بها. وأولت الأسرة اهتماماً عظيما بالجانب الديني، وتمثّل ذلك في بناء المساجد والحسينيات.
يبدأ تاريخ آل معرفي منذ زمن سحيق، فهم يرون أنهم من سلالات تعود إلى يعرب بن قحطان، وهو شخص عربي من أحفاد النبي هود (عليه السلام)، الذي يعد أبو العرب، وعاش في فترة 8062 قبل الميلاد، وهو أول من كتب بالعربية القديمة، ونزل مع أخيه يقظان بن قحطان أرض اليمن، ليكون ملكاً عليها.
وتختلف الروايات التاريخية حول يعرب وبدء اللغة العربية، لكنها في مجملها تشير إلى أن آل يعرب انطلقوا من اليمن، حيث استقر أبوهم يعرب، وتاريخ العرب عبارة عن روايات ورثوها وما شاع بينهم من أحاديث، أما القصص التاريخية الصحيحة المثبتة، فهي تلك المتعلقة بالكعبة المشرفة وبئر زمزم وسد مأرب، لم يوثقها التاريخ إلا بعد الدعوة الإسلامية.
فارس العائلة
كان محمد علي معرفي فارس العائلة، والشخصية المتوقدة، وهو من مواليد الكويت في حي معرفي في وسط الكويت، على الساحل في العام 1842.
وأولاده إسماعيل وإبراهيم وصالح.
وعمل في تجارة السلع والمنتجات الهندية كالأعشاب، لكنه عرف واشتهر كتاجر مختص في تجارة السلاح، وكان له مكتب في مدينة مسقط، باعتبارها أشهر موقع لممارسة هذه التجارة.
نقل الحجيج
لم يكن الإبحار في الخليج العربي آمناً في نهايات القرن السابع عشر، خاصة في السواحل الشرقية منه، ونتيجة للفوضى وعدم الأمان توقفت حملات الحج التي نتج عنها توقف فريضة من فرائض الإسلام فأسندت السلطات المحلية في الإقليم مسؤولية نقل الحجاج إلى آل معرفي.
بغلة الهاشمي... الأكبر عالمياً
البغلة هي السفينة الشراعية الكويتية، وتعد سفينة الهاشمي، أجمل سفينة خشبية صنعت يدويا، وأكبر سفينة داو (سفينة شراعية عربية تقليدية ذات شراع مثلث واحد أو أكثر) في العالم ومسجلة في سجل كتاب غينيس للأرقام القياسية، وتم بناؤها في الكويت في ذات مكان وقوفها، وتنتصب الآن بجمال آخاذ على ضفاف الخليج في منطقة البدع، وبناها فنان التراث البحري عبدالحسين محمد رفيع حسين معرفي.
الحسينية القديمة
حسينية معرفي القديمة التاريخية العريقة، أسسها الحاج محمد حسين بن نصرالله معرفي، رحمه الله، في موقعها الحالي نفسه بمنطقة الشرق. وافتتحت رسمياً لممارسة الشعائر في العام 1905.
الحسينية الجديدة
بعد افتتاح الحسينية القديمة وزيادة الحضور بها، أصبحت لا تتسع للأعداد الغفيرة، فقرر آل معرفي إنشاء حسينية أخرى في مكان آخر، أكبر حجماً، حتى تستوعب أكبر عدد ممكن من الجمهور، فقام المرحوم الحاج عبدالكريم معرفي، بشراء أرض بمبلغ 16 ألف روبية لبناء حسينية جديدة عليها، وقام الكثير من وجهاء البلد بالمساهمة لإتمام البناء.