أكد الدكتور صالح المزيني رئيس جمعية المياه الكويتية «ان تقريرا صدر عام 2015 عن المعهد الدولي للموارد تم خلاله تصنيف الكويت بأنها ستكون ثاني أشد الدول عالميا من حيث الاجهاد المائي وعليه هناك العديد من الأسباب التي تحتم علينا في كافة قطاعات الدولة استخدام المياه بكفاءة عالية وتطبيق نظام آيزو الدولي ISO 46001:2019 هو الأسلوب الحضاري الذي يساهم على المحافظة على موارد المياه في دولة الكويت ويخفض في الوقت نفسه النفقات الاستثمارية الكبيرة اللازمة لبناء محطات توليد الكهرباء والماء بالإضافة إلى شبكات النقل والتوزيع ويركز نظام آيزو على استراتيجية توزيع المياه في الاقتصاد بهدف تخفيض في الاستهلاك بنسبة 40 في المئة من قيمة الفواتير».

جاء ذلك خلال الدورة التدريبية المتخصصة التي نظمتها جمعية المياه الكويتية بالتعاون مع منظمة «جرين ويف للاستدامة والبيئة» وبدعم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عبر تقنية الاتصال المرئي «زوم» حول «أنظمة إدارة وكفاءة المياه» بناءا على المواصفات الدولية ISO-46001 لتحسين كفاءة المياه في المباني الحكومية والمنشآت المختلفة في دولة الكويت بمشاركة نخبة من خبراء واختصاصيين وعلماء معنيين بالمياه من 9 دول عربية بالإضافة إلى دولة الكويت.

وقال المزيني في بيان صحافي، اليوم السبت، ان عقد الدورة التدريبية يأتي في إطار سعي جمعية المياه الكويتية لنقل المعرفة الفنية والاطلاع على أحدث الوسائل التكنولوجية لتحقيق أعلى مستويات الكفاءة المائية من خلال تطبيق نظام آيزو «46001:2019» الدولي، مشددا على أهمية عقد مثل هذه الدورات التدريبية الفريدة من نوعها والتي تعقد أول مرة في دولة الكويت «لمساهمتها في رفع كفاءة إدارة واستخدام المياه في دولة الكويت والدول العربية التي تعاني من نقص مصادر المياه المتاحة، وأضاف «ندرة المياه واحدة من أكبر المخاطر العالمية التي تواجهها دول العالم من بينها دولة الكويت»، ولفت الى أن«الجمعية لديها طموحات أكبر للوصول بإنجازاتها في هذا السبيل إلى أعلى المستويات العالمية»، مؤكدا على أهمية تعاون الجميع على التطبيقات العلمية للوصول لأهداف التنمية المستدامة والتي تخدم تطلعات حكومة الكويت الرشيدة ورؤية كويت جديدة 2035.

من جانبها، شددت خبيرة المياه العربية الدكتورة منى الرز على أن «نقص المياه في الكويت يمثل تحديا كبيرا مما يتطلب توعية المواطنين على مختلف المستويات لتعزيز رؤية الكويت 2035 وخطط التنمية المستدامة، مضيفة «من الاهمية تضافر الجهود بين المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني للمحافظة على المياه ومن الضروري تطبيق إجراءات رفع كفاءة التي تتضمن الاستهلاك الرشيد للمياه في بلد يعاني من شح الموارد المائية وزيادة في الاستهلاك المائي بحدود 4 في المئة إلى 5 في المئة، وهذه النسب تمثل تقريبا ما بين 15 إلى 18 مليون جالون من المياه العذبة سنويا وهذا بحد ذاته يتطلب نفقات مالية سنوية، لذا تطبيق نظام الكفاءة المائية أصبح خطة ملحة يتطلب تنفيذها".

من جهته، قال الخبير العربي الدولي للمياه الدكتور محمد العودات إن «تطبيق نظام آيزو 46001:2019 يساهم مساهمة فعالة في رفع كفاءة استخدام المياه وتحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية»، لافتا الانتباه إلى أن «نظام إدارة كفاءة استخدام المياه له مؤشراته الايجابية في رفع كفاءة المياه بالإضافة أنه هناك خطوات يتطلب اتباعها لتحقيق أهداف ومتطلبات آيزو 46001:2019»، مؤكدا أن «تجارب المشاريع الريادية التي نفذتها جمعية المياه الكويتية وتطبيق مبادئ الكفاءة عن طريق تطبيق مبادئ الكفاءة عن طريق تطبيق برامج التدقيق المائي بدورها تؤدي إلى توفير 25 في المئة إلى 40 في المئة من استهلاك المياه ومن قيمة الفواتير وهذا جزء من جهود الجمعية للوصول لطموحات كبيرة وانجازات أكبر».

وفي السياق ذاته قال المهندس رائد الأحمد خلال مشاركته في الدورة التدريبية المتخصصة إن «مبادرة رفع كفاءة و إدارة استخدام المياه في الكويت والدول العربية تعاني من عدم فعالية الأساليب الحالية لإدارة المياه، وأضاف أن «وضع برامج مكثفة في هذا السبيل تساعد على ترسيخ ثقافة الترشيد لدى كل شرائح المجتمع وتعزيز نظام رفع كفاءة المياه ISO 46001:2019 في الكويت»، مشيرا الى أن«هذا البرنامج التدريبي الدولي وضح للمشاركين بشكل عام على قضايا المياه وكيفية استخدام نظام ISO 46001:2019 وكذلك اكسابهم خبرات عملية وعلمية في قضايا المياه».