وقع الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، ثلاثة مراسيم حول الهجرة ملتزما العمل على محو «وصمة العار الاخلاقية والوطنية» الموروثة عن سلفه دونالد ترامب والمتعلقة بفصل آلاف عائلات المهاجرين عند حدود الولايات المتحدة الجنوبية في 2018 لم يلتئم شمل بعض منها حتى الآن.
وينص أحد المراسيم على تشكيل فريق عمل مكلف تحديد مكان تواجد 600 طفل تقريباً لا يزالون منفصلين عن عائلاتهم.
وأكد بايدن وهو يوقع بالأحرف الأولى هذه المراسيم في المكتب البيضوي «أنا لا أسن قانوناً جديداً بل ألغي سياسات خاطئة»، مؤكداً «الإدارة الأخيرة انتزعت أطفالاً من حضن عائلاتهم (...) من دون وجود أي خطة للم شملهم» لاحقا.
وتابع «الولايات المتحدة أكثر أمنا وقوة وازدهارا مع نظام هجرة سليم وعقلاني وإنساني».
وقد أصدر تعليمات لمراجعة كل العوائق الموضوعة أمام الهجرة القانونية والاندماج من قبل الإدارة الجمهورية خلال السنوات الأربع الأخيرة.
وسيعود إلى أليخاندرو مايوركاس الذي ثبته مجلس الشيوخ الثلاثاء، وزيرا للأمن الداخلي تطبيق هذه التعليمات.
وستكون مهمته الأولى تصحيح شوائب سياسة «عدم التسامح بالكامل» التي اعتمدتها إدارة ترامب عند الحدود في ربيع العام 2018. وأمام الادانات التي أثارتها هذه السياسية حتى في صفوف الحزب الجمهوري تخلى ترامب سريعاً عنها، إلا أن مئات الأطفال لم يجتمعوا بعد مع ذويهم.
وسيكلف فريق العمل تحت إشراف مايوركاس تحديد العائلات واقتراح حلول للم شملها قد تتضمن اذونات لدخول الولايات المتحدة للأهل المطرودين أو إصدار إجازات إقامة للذين يقيمون على الأراضي الأميركية بطريقة غير قانونية.
ووقع بايدن أيضا مرسوماً حول بلد المهاجرين الأصلي. فبالإضافة إلى إعادة تفعيل المساعدات الاقتصادية، يهدف المرسوم إلى إعادة قنوات الهجرة القانونية من خلال تحسين منح تأشيرات الدخول خصوصاً لمواطنين من أميركا الوسطى وتغيير جذري في نظام اللجوء.
وقال وزير الخارجية انتوني بلينكن في بيان «التعاون الدولي أساسي لضمان عملية هجرة آمنة ومضبوطة وإنسانية»، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستعمل مع دول أميركيا الوسطى «لضمان وحدة العائلات».
أما المرسوم الثالث فيهدف إلى تعزيز اندماج المهاجرين المقيمين بشكل قانوني في الولايات المتحدة. وينص على «جعل التجنيس أكثر سهولة لتسعة ملايين شخص مؤهلين للحصول على الجنسية الأميركية».
وفي مؤشر إلى المواجهات المقبلة، أسف السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، للجهود التي يبذلها بايدن «لالغاء جزء من التقدم الذي أحرزه دونالد ترامب في مكافحة الهجرة غير القانونية». وأكد أن الإجراءات المتخذة «وصفة كارثية ستؤدي إلى تدفق (مهاجرين) إلى حدودنا».
إلا أن الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي توجهت إلى الراغبين بالهجرة إلى الولايات المتحدة بالقول «الوقت غير مناسب الآن للمجيء. الطريق لا يزال خطراً ونحتاج إلى وقت لاعتماد إجراءات هجرة تعامل الناس معاملة إنسانية».
محادثات هاتفية أولى بين مستشاري بايدن وأردوغان
أنقرة - رويترز - أجرت واشنطن وأنقرة، الثلاثاء، أول اتصال رسمي منذ تولي جو بايدن الرئاسة قبل نحو أسبوعين.
وذكرت «وكالة الأناضول للأنباء» التركية الرسمية، أن كبير مستشاري الرئيس رجب طيب أردوغان للسياسة الخارجية إبراهيم كالين بحث مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، هاتفياً، القضايا المتعلقة بسورية وليبيا وشرق البحر المتوسط وقبرص وناغورني كاراباغ.
وتابعت أن كالين أبلغ سوليفان بضرورة تضافر الجهود المشتركة لإيجاد حل للخلافات الحالية والمتمثلة في شراء تركيا لمنظومة الدفاع الجوي الروسية «إس - 400» ودعم الولايات المتحدة للجماعات الكردية في شمال سورية.
وذكر البيت الأبيض في بيان، أن سوليفان شدد على رغبة إدارة بايدن في إقامة علاقات «بناءة» بين الولايات المتحدة وتركيا، لكنه تطرق أيضاً لمجالات الخلاف.
وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي إميلي هورن، إن سوليفان «نقل عزم الإدارة على تعزيز الأمن عبر المحيط الأطلسي من خلال حلف شمال الأطلسي وعبر عن قلقه من أن حصول تركيا على نظام صواريخ أرض - جو الروسي إس - 400 يقوض تماسك التحالف وفعاليته».