عبّر رئيس فرقة الجهراء للفنون الشعبية فهد الأمير عن فخره واعتزازه بشهادة التقدير التي تلقتها الفرقة من رئيس الديوان الأميري الشيخ مبارك فيصل سعود الصباح، واصفاً إياها بـ«الشهادة الثمينة»، وبأنها «ثمرة جهد وتعب من جانب الشاعر صياح أبو شيبة في اختياره للكلمات المناسبة، ولأعضاء الفرقة الذين صدحت أصواتهم بالحب والوفاء لصاحب السمو وولي عهده الأمين».

وأوضح الأمير في حوار مع «الراي» أنه رغم الظروف الصعبة التي عاشها الجميع خلال الجائحة، إلا أن الشاعر أبو شيبة ظل يواصل اجتماعاته مع الفرقة لصناعة تلك الأعمال من أجل الكويت وقيادتها الحكيمة، مستذكراً النطق السامي لسمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه: «لا ينبغي على الفرق الشعبية أن تندثر»، ومن هذا المنطلق ظلّت الفرقة تعمل بدأب على التطور والازدهار.

• كيف تثمّن شهادة التقدير التي تلقتها الفرقة أخيراً من رئيس الديوان الأميري الشيخ مبارك الصباح، والتي يشيد من خلالها بما قدمتموه من أغانٍ وطنية فور تولي صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد مقاليد الحكم وتولي سمو الشيخ مشعل الأحمد ولاية العهد، على غرار أوبريتات «نحمد الله» و«شيخنا نواف منور صباه» و«درعنا الغالي»؟

- فرقة الجهراء للفنون الشعبية ممثلة برئيسها فهد الأمير تشكر الديوان الأميري ورئيس الديوان الشيخ مبارك فيصل سعود الصباح على هذه الشهادة الثمينة، التي كنا وما زلنا نسعى إليها حتى نكون في الطليعة دائماً، وهي بلا شك وسام فخر واعتزاز نضعه على صدورنا، ونعتبرها ثمرة جهد وتعب من جانب الشاعر صيّاح أبو شيبة في اختياره للكلمات المناسبة، واختياره لفرقة الجهراء كي تتغنى بهذه الأغاني من أجل الكويت، كما نعتبرها عربوناً للمحبة والوفاء لصاحب السمو الشيخ نواف الأحمد وولي عهده الأمين سمو الشيخ مشعل الأحمد.

• كيف تمت صناعة هذه الأعمال وخروجها إلى النور، في ظل تفشي فيروس كورونا؟

- هي بادرة طيبة من الشاعر صيّاح أبو شيبة، الذي كان يلتقي بأعضاء الفرقة للاتفاق على الكلمات المناسبة، رغم الظروف الصعبة التي عاشها الجميع خلال الجائحة، ومن ثم قمنا بتسجيلها في الاستوديو، قبل الذهاب إلى وزارة الإعلام لأدائها حتى يتم عرضها على تلفزيون الكويت.

• هل من مشروعات فنية جديدة خلال فترة الأعياد الوطنية في شهر فبراير المقبل؟

- نحن على أتم الاستعداد، للاحتفالات الوطنية أو لاحتفالية «رفع العلم» أو غيرها من المناسبات العزيزة التي تشهدها الكويت في شهر فبراير من كل عام، إلا أن الظروف الحالية قد تكون استثنائية، بسبب التباعد الاجتماعي وغياب الحفلات الشعبية، كما جرت عليه العادة في الأعوام السابقة. ولا شك أن الفرق الشعبية تزدهر من خلال تماسك وزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مع الجهات الحكومية الأخرى والسفارات الكويتية في الخارج، التي ترتبط بشكل غير مباشر مع هاتين الجهتين، سواء لناحية المشاركة في الموروث الشعبي أو بخصوص تمثيل الكويت في الدول العربية والأجنبية، وهذا الأمر كان يحظى باهتمام بالغ لدى سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، حتى إنه قال لي شخصياً في إحدى المناسبات: «لا ينبغي على الفرق الشعبية أن تندثر»، ومن هذا المنطلق فنحن نعمل بدأب على إحياء موروثاتنا من الاندثار. ونتمنى من وزير الإعلام ومن الأمانة العامة للمجلس الوطني على تطوير هذه الفرق ودعمها من أجل بقائها ونهضتها.

• ما هي أبرز الأغاني التي يتم التحضير لها في الوقت الراهن؟

- هناك أغانٍ و«شيلات» قديمة جرى تطويرها وإعادة توزيعها أخيراً حتى تظهر بحلة جديدة، نذكر منها على سبيل المثال، شيلات «صافي الخدين بعيونه رماني»، و«يوم الاثنين الضحى بالسوق جاني»، «واعذاب اللي تولع في هوى حب الطويلة»، وغيرها الكثير من الأعمال العاطفية والوطنية.

• ما الألوان الغنائية التي تشتهرون بها؟

- هناك ألوان غنائية عدة، لكل منها جمالها وسحرها الأخاذ، مثل «المجيلسي» و«الفريسني» و«العرضة النجدية» و«السامري» و«الربابة»... والقائمة طويلة، وكل هذه الفنون تضرب بجذورها في عمق وجدان المواطن الكويتي، وربما الخليجي بصورة عامة.

• حدثنا عن أبرز الإنجازات التي حققتها الفرقة في عهدك؟

- الإنجازات كثيرة ولله الحمد. آخرها في العام 2019 حيث مثلنا الكويت في تونس، وكنا نعتزم المشاركة في سلطنة عمان، غير أنه تم تأجيل الحفل إلى العام الحالي لوفاة السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله. كما لدينا عرض من «العم» فهد المعجل كي نشارك في الاحتفالات الوطنية للكويت في سويسرا، بالإضافة إلى أن مستشار سمو الأمير محمد ضيف الله شرار كان «ناوي يودي الفرقة» إلى أذربيجان، ولكن أزمة كورونا حالت دون ذلك. أيضاً لدينا عروض للمشاركة في دولة قطر ومدينة جدة، وعواصم أخرى عربية وأوروبية.

• كيف تصف «فرقة الجهراء» في سطور قليلة؟

- تُعتبر فرقة الجهراء من أقدم الفرق الشعبية في الكويت، حيث مضى على تأسيسها قرابة الـ100 عام، فهي منذ حقبة العشرينات من القرن الماضي، وحتى يومنا هذا لا تزال تحمل على عاتقها مسؤولية الحفاظ على التراث الكويتي العريق، ولا سيما الموروث الغنائي لأهل البادية، والذي كان يحظى بشعبية واسعة وقتذاك، ولا يزال يحتفظ بقيمته العالية واستقطابه لاهتمام الكويتيين بالرغم من تقلبات الزمن، وتغير «المناخ الغنائي».