No Script

رسالتي

«يا حمار» بين المعلم والطالب!

تصغير
تكبير

لعل العديد من الناس شاهد المقطعين المتداولين عبر وسائل التواصل، والذي يعرض المقطع الأول فيه مشكلة وقعت بين معلم وتلميذ، تلفظ من خلالها الطالب على المعلم بقوله: «يا حمار»!
والمقطع الآخر الذي يُظهر تعرض معلم إلى الاعتداء البدني من قبل ولي أمر وأبنائه عند بوابة المدرسة!
لسنا هنا بصدد الحكم على من المخطئ في هاتين الحادثتين، لكننا نريد الحديث عن ظاهرة بدأت تتفشى في الوسط التعليمي وهي عدم الاحترام بين المعلم والطالب وولي الأمر!
أعتقد أن سبب المشكلة تشترك فيه أطراف عدة، فالمعلم قليل الخبرة والتدريب في كيفية التعامل مع شغب المتعلمين، قد يتسبب في تفاقم المشكلة.
والمعلم الذي لا يدرك أن الجيل الحالي من الطلاب وأولياء الأمور يختلف بشكل كبير عن جيل الطيبين، والذي كان فيه ولي الأمر يأتي إلى المدرسة فيقول للإدارة وللمعلم: «هذا ولدي لكم اللحم ولنا العظم» إن هذا الجيل يكاد يختفي، وأنه قد حلّ بدلاً عنه جيل من أولياء الأمور يعتقد أن ولده ملاك لا يمكن أن يخطئ، وأن الملام دائماً وأبداً هم إدارة المدرسة والمعلم، حتى ولو كان الخطأ على ولده واضحاً وضوح الشمس!
لذلك عدم تهيئة المعلم للتعامل مع هذه النوعية من أولياء الأمور قد يزيد من المشكلة.
وفي المقابل فإن أحد وأهم عناصر المشكلة، هو وجود جيل من المتعلمين ضعفت لديهم قيمة الاحترام والتقدير للآخرين.
سواء كان الطرف الآخر هما الوالدان أو المعلمون أو الأكبر سِنّا أو عموم أفراد المجتمع!
وهنا لا بد أن ندق ناقوس الخطر، وندرك خطورة فقدان هذا الجيل لهذه القيمة.
وأعتقد أن المسؤولية في غرس قيمة الاحترام في قلوب الأبناء والمتعلمين تجاه الآخرين، تقع على أطراف عدة.
ومن أولهم الوالِدان، فهما المدرسة الأولى التي يتلقى فيها الأبناء القيم والأخلاق، وكما قال الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ما كان عوّده أبوه.
ثم يأتي دور المؤسسات التعليمية والتي تتبع وتشرف عليها وزارة اسمها (التربية) والتي جاء اسمها لبيان أهمية غرس القيم والأخلاق قبل التعليم.
وهناك وزارة الأوقاف عبر منابرها المختلفة، وجمعيات النفع العام بفروعها المنتشرة. ولا ننسى الدور المناط بأهل الفن، وما لهم من تأثير على الأجيال الناشئة إيجاباً أو سلباً. وكذلك المؤسسات الإعلامية فهم إما شركاء في غرس القيم في المجتمع أو هدم أخلاقياته.
والدور مناط على الدعاة والمصلحين الاجتماعيين في المساهمة في رقي أخلاق أفراد المجتمع، وفي مقدهم «الأبناء والبنات».
أعود للقول إنه لا يجب أن نقف عند الحادثتين اللتين أشرت إليهما في بداية المقال، وإنما أهمية الشعور بخطورة مشكلة ضعف قيمة الاحترام في المجتمع.
فهل تتحرك الجهات المعنية - بشكل جاد - للمساهمة في حلها؟ نرجو ذلك.

Twitter:@abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي