No Script

«الصحة» أكدت جهوزيتها لحالات الطوارئ وصالة «الرفاع» تحولت إلى مزار والصدمة تخيّم على الجهراء

ارتدادات «العُرس المأتم» ... مطالبة نيابية باستقالة الروضان ووالد المعرس يتهم الإطفاء بـ «التقصير»

تصغير
تكبير
الحصيلة الأولية لـ «العرس المأتم» في الجهراء لم تكن وفاة سيدتين واصابة 67 منهن 3 في حال خطرة فقط، لكنها كانت موجة غضب نيابي على خطط طوارئ وزارتي الصحة والداخلية، وصلت الى مطالبة نيابية باستقالة وزير الصحة روضان الروضان... وكانت أيضا دموعاً وآهات حلت محل «اليباب» لتخطف الفرحة من فوق وجه العروسين، وتقلب استعدادات العُرس الى إجراءات لدفن الموتى، وقلق يشق الصدور على ضحايا الحادث...
الدخان الذي ملأ جنبات صالة «الرفاع» والنار التي التهمت كراسيها وحوائطها، وحولها الى حديث الأوساط الحكومية والنيابية والشعبية «خاطفة» جزءاً من بهجة الاحتفالات بالاعياد الوطنية، استدعت اعلان الطوارئ في المستشفيات التي استقبلت المصابات، وفي اجهزة «الداخلية» المعنية التي راحت تبحث عن أسباب الحريق لكتابة التقرير الفني الذي يحدد المسؤوليات والواجبات.
«الراي» جالت في المستشفيات وتابعت أصداء الحريق، حيث أكد وكيل وزارة الصحة إبراهيم العبدالهادي مشاركة 43 سيارة اسعاف في نقل المصابات، وصلت أولها بعد 5 دقائق من الابلاغ عن الحريق، مشددا على جهوزية مستشفيات الوزارة لمواجهة حالات الطوارئ، معلنا تعافي جميع المصابات باستثناء 17 حالة 7 منهن في حاجة الى رعاية والبقية يتوقع خروجهن في أي لحظة.
واتهم والد المعرس ساكت هليل أجهزة الاطفاء بـ «التقصير»، موضحا ان عمليات الانقاذ تمت بجهود ذاتية، مبديا أسفه لما حدث.


أول سيارة إسعاف وصلت بعد 5 دقائق من الحادث

العبدالهادي: باقٍ في المستشفيات 17 حالة
10 منها على أهبة المغادرة


كتب سلمان الغضوري:
أعلن وكيل وزارة الصحة الدكتور ابراهيم العبدالهادي انه تبقت 17 حالة مصابة في المستشفيات موزعة منها 7 حالات تحتاج إلى العناية والرعاية و10 حالات من المتوقع خروجها بين ساعة واخرى.
واضاف لـ«الراي» ان 43 سيارة اسعاف شاركت في نقل المصابين وهي من ضمن تعزيزات سيارات الاسعاف المشاركة في نقل المصابين وهي من عدة مراكز اسعاف. في الجهراء، والفروانية، لافتا إلى ان اول سيارة اسعاف وصلت بعد 5 دقائق من حدوث الحريق.
واشار إلى ان جميع المسعفين شاركوا في نقل المصابين من موقع الحادث وان مراكز الاسعاف لديها خطط طوارئ للمشاركة وبشكل سريع.
واعلن العبدالهادي ان مستشفى الجهراء استقبل أكثر من 57 حالة من المصابات في الحريق ادخلت 3 حالات منها إلى العناية المركزة، لافتا إلى ان المستشفى لديه خطة طوارئ جاهزة للتطبيق في حالة حدوث اي طارئ.
واضاف في مؤتمر صحافي عقده مساء الاول من امس في مستشفى الجهراء بحضور الوكيل المساعد لشؤون الرعاية الصحية الدكتور قيس الدويري ومدير مستشفى الجهراء الدكتور خالد العبدالغني ان المتوفيتين وصلتا إلى المستشفى بعد ان فارقتا الحياة وقال: لا نملك إلا ان نقدم العزاء لاهالي المتوفيتين، لافتا الى انه تمت احالة 4 حالات إلى مستشفى الصباح، و8 حالات إلى مستشفى الفروانية.
واضاف ان قسم الحوادث اجرى الاسعافات الطبية للمصابات ومعظم الاصابات كانت بسبب الاختناق جراء الدخان. حيث تمت احالتهن إلى اجنحة الملاحظة، كما ان هناك 10 حالات ادخلت إلى المستشفى للاطمئنان على حالتهن عقب اخراجهن من الصالة، مؤكدا انهن اصيبتا بالذعر والهلع والخوف جراء الحريق.
وكشف العبدالهادي ان قسم الحوادث في مستشفى الجهراء يعمل على أكمل وجه ولديه خطط طوارئ سريعة حيث يتواجد جميع الطاقم الطبي والتمريضي في حالة حدوث اي طوارئ، كما انه يتم تعزيز الفرق الطبية في حالة حدوث اي طوارئ طبية.
بدوره، أكد الوكيل المساعد لشؤون الرعاية الدكتور قيس الدويري ان مستشفى الجهراء تعامل وبشكل فني مع اكثر من 60 حالة مصابة، حيث تم تفعيل الفرق الطبية، واخذ الاجراءات الاولية في قسم الحوادث مع الحالات المصابة، وتحويل جميع الحالات إلى الاجنحة، ،لافتا إلى ان هناك تدريبات خاصة لمثل هذه الاحداث حيث تم اخضاع الاجهزة الطبية والفنية من العاملين في المستشفى لها.
واضاف ان ادارة الطوارئ الطبية والعاملين في وزارة الداخلية عملوا بشكل متناسق ومبكر مع الحدث، حيث تم ابلاغ قسم الحوادث في المستشفى للاستعداد لاستقبال المصابين، لافتا إلى ان معظم الحالات التي وصلت مصابة بالهلع والذعر.
بدوره، قال مدير مستشفى الجهراء الدكتور خالد العبدالغني تم ابلاغنا بالحادث في تمام الساعة العاشرة مساء، مشيرا إلى ان لدينا خطط طوارئ يتم تفعيلها وتطبيقها على الفور لاستقبال المصابين، كما انه من ضمن خطة الطوارئ يتم التنسيق مع بقية المستشفيات الاخرى عن طريق ادارة الطوارئ الطبية وحسب المستشفى القريب من مستشفى الجهراء مثل مستشفى الفروانية ومستشفى الصباح، وذلك لاستقبال الحالات الحرجة والمصابة اذا ما زادت الحالات المصابة في المستشفى تُحول فورا إلى المستشفيات المساندة لنا.
واضاف، حولنا حالات إلى مستشفيي الفروانية والصباح من موقع الحادث، لافتا الى ان مستشفى الجهراء استقبل 64 حالة مصابة وهي تعتبر مضافة إلى الحالات المصابة وهي للأهالي الذين اخذوا المصابات من موقع الحادث وذهبوا الى منازلهم وفضلوا ادخالهن المستشفى للأطمئنان عليهن.
وذكر ان المتوفيتين وصلتا الى المستشفى بعد مفارقتهما الحياة، مقدما العزاء لاهاليهن، وقال ان هناك 5 اطفال ادخلو المستشفى وحالتهم مستقرة، مؤكدا ان 90 في المئة من الحالات تعتبر مستقرة وتم التحفظ عليها للاطمئنان على حالتهم الصحية متوقعا خروجهم من المستشفى خلال ساعات.
وكشف ان معظم الحالات التي وصلت هي اختناق ولم يكن هناك اي حالات حروق ولم يتم تحويل اي حالة للبابطين، كما انه من ضمن الحالات المصابة رجال اطفاء ورجال امن شاركوا في اسعاف المرضى.
وذكر مصدر طبي ان مستشفى الفروانية ادخل 16 حالة مصابة، 2 منها في العناية المركزة، وخرج صباح امس 6 حالات وتم التحفظ على 8 واخضاعها للملاحظة للاطمئنان عليها.


«الفروانية» استقبلت 20 حالة و«العرف» فتحت أبوابها بـ «المجان»

النبهان لـ «الراي»: زوجتي وبناتي أصبن...
والإسعاف والمطافئ تأخرا


 كتب عمر العلاس وفهد المياح وباسم عبدالرحمن:
استقبل مستشفى الفروانية 20 حالة من المصابات في الحريق معظمها تعاني من اختناقات نتيجة تعرضها لاستنشاق الدخان، تلقى بعضها العلاج اللازم وتم التصريح بخروجها أمس باستثناء حالة واحدة مازالت في غرفة العناية المركزة.
ولفتت مصادر مطلعة لـ «الراي» ان غالبية الحالات وضعت في أجنحة الجراحة والباطنية، حيث استقبل جناح 16 بالباطنية 4 حالات تم التصريح بخروجها بعد تعافيها بالاضافة إلى وجود 5 حالات أخرى بجناح رقم 17 بالباطنية مازالت موجودة لتلقي العلاج، في حين ان جناح الجراحة وجدت به حالات اخرى لم يتم التصريح بخروجها، ومازالوا يتلقون العلاج اللازم.
وخلال الجولة التي قامت بها «الراي» التقينا حمدان النبهان احد أهالي المصابين وبين انه اصطحب زوجته «ح» (40 سنة) وبناته الثلاث أشواق (17 سنة) و«ع» (12 سنة» و«م» (12 سنة) بالاضافة إلى طفل صغير ظل بالسيارة، في حين نزلت الأم مصطحبة بناتها الثلاث لإداء الواجب.
وأضاف النبهان انه خلال 5 دقائق من انتظاره خروج اسرته من العرس بعد تأدية الواجب فوجئ بهرج ومرج وانطفاء أضواء الفرح وسماع أصوات صياح النسوة المتواجدات داخل الصالة في تمام الساعة 9.30 مساء الأربعاء لافتاً إلى تصاعد الادخنة من داخل الصالة واندلاع النيران فيها.
وتابع النبهان عندما رأيت هذا الوضع أمامي قمت انا ومنتظرو بقية المدعوات بساحة الانتظار بكسر الزجاج الخارجي للصالة لمحاولة اخراج الموجودات داخل الحريق.
ولفت إلى ان الظلام كان سائداً، فتطوع احد المتواجدين بساحة الانتظار بتوجيه أضواء سيارته الأمامية لإضاءة الطريق أمام الموجودات بداخل الحريق لمحاولة ارشادهن إلى باب الخروج من الصالة.
وقال النبهان ان زوجته اصيبت بجرح في الرأس جراء سقوط احدى سماعات الفرقة الموسيقية على رأسها وهي ترقد إلى جوار ابنتيها «ع» و«م» بجناح الجراحة بالمستشفى لتلقي العلاج، في حين مازالت الابنة أشواق في جناح الباطنية حيث تعاني من اختناق نتيجة تعرضها لاستنشاق ادخنة الحريق.
ولفت النبهان إلى انه قام باسعاف زوجته وبناته الثلاث واحضارهن لمستشفى الفروانية نتيجة لتأخر حضور سيارات الاسعاف والمطافئ لاسيما مع تزايد أعداد المصابات.
وأكد المواطن «و.ع» أحد اقرباء المصابة «ف» في مستشفى الفروانية ان المصابة تعرضت إلى اختناق نتيجة تصاعد ادخنة حريق العرس وتم اسعافها إلى مستشفى الفروانية وذلك بسبب ازدحام مستشفى الجهراء.
وأضاف أن المصابة تماثلت إلى الشفاء ويتوقع خروجها اليوم (أمس)، شاكراً إدارة مستشفى الفروانية على حسن استقبالهم لمصابي الحريق وتعاونهم الكبير في تقديم العون والمساعدة لكافة المصابين.
قامت سيارات الإسعاف التابعة لمستشفى منصور العرف الذي يقع في منطقة الجهراء بالمساهمة في انقاذ المصابات، وعلمت «الراي» ان الدكتور منصور العرف أمر بتوفير كل الخدمات والاسعافات الأولية بالمجان وفتح أبواب المستشفى امام المصابات، واستمر تواصل سيارات الاسعاف بمستشفى العرف حتى تم الانتهاء من نقل المصابات.
وقالت المصادر «ان مستشفى العرف حرص على التعامل مع هذه الحالات الإنسانية مضيفاً انه تم التعامل واجراء اللازم لكل الحالات التي دخلت المستشفى.


شهود عيان رووا لـ «الراي» تفاصيل الحريق لحظة بلحظة

إطفائي: كنا في حالة صعبة
... المدنيون المتجمهرون عرقلوا وأخروا عملنا


 كتب غانم السليماني:
لم يكن سعيا للحاق بـ «زفة العروس» لكنه كان هرولة للهروب من النار والدخان اللذين ملآ جنبات صالة أفراح الرفاع في منطقة القصر... حينها اختلط الصراخ والعويل واختفت تدريجيا أصوات «اليباب» حتى تلاشت تماما لتنقلب صورة الفرح إلى مأتم وكانت «عانية» العرس انتشال النساء اللاتي تدافعن للخروج هربا من شبح الدخان الأسود الذي حول وجه النساء الى اللون الأسود وخرجن مسرعات لالتقاط أنفاسهن ليجدن الفزعة الجهراوية إذ قدم أهالي المنطقة الفزعة لمساعدات المصابات ونقلهن إلى المستشفيات.
وروت شاهدة عيان تفاصيل الحادث وقالت «بدأت شرارة الحريق في الستارة في الزاوية بسبب التماس احد الكشافات المشكلة من ألوان علم الكويت واشتعلت بسرعة وارتبكت النساء اللاتي تدافعن للخروج وبعد وصول رجال الاسعاف والاطفاء الذين كانوا في مهمة في سكراب أمغرة لاطفاء صهريج ديزل.
وأفاد أحد شهود العيان ماجد العنزي ان رجال الاسعاف كانوا ينقلون اكثر من حالة في سيارة اسعاف واحدة وقام رجال الاطفاء بادخال أجهزة التنفس وآلة شفط الدخان لسحب أعمدة الدخان الكثيفة من الصالة التي اختفت معالمها من كثافة السحب السوداء ما اضطر رجال الاطفاء الى استخدام اضاءة «كشافات» لاستطلاع الصالة ولجأوا الى تحطيم زجاج النوافذ لاخراج الدخان واستخدام آلية لكسر الابواب.
وقال أحد رجال الاطفاء الذين شاركوا في اخماد الحريق ان «المدنيين الذين تجمهروا حول الصالة أخروا في عملية اخماد الحريق وعرقلوا عملنا وكنا في حالة صعبة بعد ان حضرنا من سكراب أمغرة لاخماد صهريج الديزل الذي اشتعل لمدة 4 ساعات ولكثافة الدخان تعرض العديد من الاطفائيين الى اصابات واختناقات، ولم نخرج من الصالة الا بعد ان تأكدنا من خلوها تماما من النساء وقمنا بالبحث حتى في الديكور والاسقف العلوية بحثا عن مصابات وجمعنا المفقودات والذهب الذي سقط من النساء الهاربات من جحيم الحريق وقد شارك في اخماد الحريق 3 مراكز «الجهراء القديم والجهراء الحرفي ومركز الصليبخات» بمشاركة 60 رجل اطفاء و30 سيارة اسعاف.
وعبر المصدر عن استيائه لعدم وجود تهوية كافية في صالة الافراح التي تعتبر معدومة ومغلقة ولا يوجد بها أجهزة كاشفة للدخان ولا توجد مرشات للمياه وهذا الامر صعّب من عملية انقاذ المصابين وكان سببا رئيسيا لحالات الوفاة واللاتي كنّ متقدمات بالعمر.
من جانبه، أفاد مصدر أمني ان رجال الأمن قاموا بجمع أعداد كبيرة من الذهب والشنط والهواتف النقالة وأموال وجوازات سفر من دول مجلس التعاون تم نقلها الى مخفر النعيم في انتظار اصحابها وتم ايضا عمل نقطة سيطرة أمنية على مدخل الصالة ستستمر لغاية يوم الأحد المقبل.
الصالة التي تحولت الى مزار وحظيت بزيارات صباحية من أهالي منطقة الجهراء لمشاهدة كارثة الصالة ما شكل ازدحاما على مداخل ومخارج الصالة.


فساتين الفرح ... و«هوشة» بين الأهالي و«الأمن»

كتب خالد العنزي:
• نشبت مشاكل بين بعض اهالي المصابات ورجال الامن، بسبب خوفهم على نسائهم، لأنهن يرتدين فساتين الافراح.
• فرغت انابيب الأكسجين من مستشفى الجهراء وتم تزويدها بـ «الاحتياطي» حيث بدت ممرات قسم الحوادث مملوءة بانابيب الاكسجين.
• شارك اهالي المصابات بنقل انابيب الاكسجين وتوصيلها إلى قسم الحوادث والملاحظة والاجنحة وتم توزيع المرضى في الاجنحة رقم 9 و10 بمستشفى الجهراء.
• تحول مستشفى الجهراء إلى مزار كبير بسبب كثرة عدد المصابات وحضور اهاليهن للاطمئنان عليهن.
• اغلب قيادات الداخلية كانت متواجدة وكبار المسؤولين والقياديين بمحافظة الجهراء كذلك قياديين في وزارة الصحة وبعض نواب الامة والبلدي.
• اصيب ضباط من رجال الداخلية باختناق شديد ما جعل العميد غلوم حبيب يجلس معهم ويطمئن على وضعهم حسب اوامر من وزير الداخلية.


«الطقاقة» اختنقت

كتب غانم السليماني:
من على بساط صالة «الرفاع» المفروشة بالورد حطت طقاقة «العرس - المأتم» في جناح 17 في مستشفى الفروانية لتعزف سيمفونية الحزن بعد ان نجت باعجوبة من الاختناق الذي كاد يودي بحياتها.
«طار الطقاقة» القائدة «الذي بقي وحيدا وسط ألسنة الدخان التي غطت أرجاء الصالة الامر الذي اصاب الفرقة باختناق أطبق على حناجرهن وأسكت أهازيج الفرح وشيلات المعاريس لتتحول إلى أصوات لطلب النجدة».
«الراي» زارت الطقاقة التي ترقد في مستشفى الفروانية جناح 17 التي قالت ان «التدافع والدخان كان وراء زيادة حالات الاصابات، وأتقدم لأسر المتوفين ببالغ المواساة لمصابهم الجلل، وأتمنى الشفاء العاجل للجميع».


الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي