No Script

حروف نيرة

وقاية من الوباء

تصغير
تكبير

بات فيروس كورونا وباءً عالمياً، جعلنا نعيش في قلق وخوف من الإصابة بالمرض، فالصحة من أعظم النعم التي أنعم الله تعالى بها علينا... الصحة كنز لا نشعر بقيمته إلا إن حُرمنا منه...الصحة ثروةُ الإنسان، لأنّها أغلى ما يملك، والمرض ما وُجد إلّا ليقرّب العبد من ربّه، فيدعوه ليلاً ونهاراً ويصبر، ويكون على يقين أنّ الشافي هو الله تعالى، فالدعاء والذكر والاستغفار ترفع عنا الخوف والقلق وتقربنا من الله القوي القادر على كشف الضر والهم والضيق.
وبالصبر والدعاء يتحقق المستحيل، فمن أصابه المرض يصبر ولا ينقطع عن الدعاء ليفتح الله له أبواب الشفاء، كما صبر سيّدنا أيوب حيث كان يملك المال والأولاد، وكان كثير العبادة حتى ابتلاه الله بفقد المال وفقد الأهل، واشتعلت الأسقام في جسده وهو صابر محتسب، ولما دعا الله تعالى بما مسه من تعب وعذاب: (إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين)، فإذا أبواب السماء فتحت بالرحمة لأجل نبينا المهموم المكروب، فيذهب ما به من الضر والأذى، (فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر) وحصلت معجزة زوال المرض، وهذا هو أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام يقول: (وإذا مرضت فهو يشفين) فإن أراد تعالى الشفاء حقّقه، يقول المفسرون في الآية:«وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ»، لم يقل: وإذا أمرضني، بل: وإِذَا مَرضتُ، فالقرآن الكريم يشير إلى أنّ أصل المرض من صنع الإنسان، واستنبط علماء التّفسير أنّ أصل المرض بسببٍ أو بآخر يعود إلى الإنسان، لأنّه خالف الأمور التي تتعلَّق بصحته».
فالإنسان مأمور بالحفاظ على نفسه وصحته قبل حصول المرض، كما في القول الدارج: الوقاية خير من العلاج... والوقاية هي تجنب الضر وحفظ الشيء عن ما يؤذيه، فالإنسان يقي نفسه، ويتعامل مع انتشار الوباء بحذر أكبر، مع تطبيق الإجراءات الوقائية البسيطة لحماية نفسه، والحفاظ على صحته، ومنها: تجنب الزحام، وعدم مخالطة المصابين بأمراض معدية، وغيرهما من إرشادات، كما يجب على من أصابه المرض أن يتجنب مخالطة الآخرين، حرصاً على سلامتهم، ودفعاً للضرر عنهم، والتزام الجميع بما أصدرته الدولة من تعليمات وقائية لاحتواء انتشار الفيروس، فالنفس أمانة في يد الإنسان يُسأل عنها يوم القيامة.

@aaalsenan
aalsenan@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي