دراسة / رأس المال جبان... فماذا لو كان أجنبياً؟
أصبح استقطاب الأموال الأجنبية أخيراً الشغل الشاغل لبورصات الخليج، ويعدّ الآن سوقا الكويت والسعودية الأكثر جاذبية للأجانب بعد دخولهم لمؤشرات الأسواق الناشئة، وفتح سقف ملكية الأجانب في البنوك.
ويعتبر تغير سلوك الأسواق، وزيادة حساسيتها أكبر المخاوف، ولكن ذلك ينطبق على نوعية المستثمر الأجنبي الذي دخل، وجودة الأموال، نشطة كانت أم ساكنة، ونوعية الصناديق وإستراتيجياتها، وملاكها.
والصناديق النشطة هي الأموال أو الصناديق التي تبني مراكزها بناء على معايير اقتصادية واستثمارية للبلد والأسهم، والتي من الممكن أن تتبع مؤشراً ولكن غير مرتبطة فيه، لذلك فإن خطورتها تكمن في البيع أو الشراء بأي لحظة حسب العوامل، في حين أن إيجابيتها أنها تزيد من سيولة السوق، وجودتها.
والنوع الثاني هو الصناديق الساكنة التي لا مناص لها من الدخول إلا مع وقت دخول تاريخ إعلان المؤشر التي تتبعه، فما لم تغير المؤشرات أوزانها ستحتفظ هذه الصناديق بالأسهم للأبد. خطورة هذه الأموال أنها عندما تغير المؤشرات أوازنها فهي تبيع دفعة واحدة، في حين أن ميزتها أنها لا تؤثر على سلوك السوق أو حساسيته للعوامل الاقتصادية.
وبلغت الأموال الأجنبية التي دخلت الكويت أخيراً أكثر من ملياري دولار، كان نصيب الأسد منها للبنك الوطني بنسبة 42 في المئة، ومن بعده «هيومن سوفت» 20 في المئة، حيث دخل المستثمر الأجنبي (فييرا كابيتال) إلى قائمة كبار ملاكها، و17 في المئة لـ «بيتك».
ومن خلال إحصائية ودراسة أعدتها «العربية للأستثمار» تبيّن أن أكبر 6 صناديق معلنة تمثّل 80 في المئة من أموال الصناديق الأجنبية في السوق، و49 في المئة من إجمالي الصناديق والمحافظ في بورصة الكويت ساكنة تتبع المؤشر في الدخول، و51 في المئة نشطة من الممكن أن تدخل قبل أو بعد أو أثناء دخول المؤشرات، لذا فإن مستوى حساسية السوق ممكن أن تزيد، ولكن بنسبة مقبولة، وستتوضح الصورة أكثر بعد ترقية السوق مع مؤشر «مورغان ستانلي» التي من المتوقع أن تكون حظوظ الكويت في الترقية لهذا العام عالية جداً إن لم تكن 100 في المئة.
ومن أكبر الشركات الأجنبية التي دخلت سوق الكويت، هي مجموعة «فانغارد» ثاني أكبر مدير أصول في العالم، والمملوكة من أهم وأضخم الشركات العالمية، ومن كبار ملاكها «مايكروسوفت» و«أمازون» و«فيس بوك» و«أبل».
* مساعد نائب رئيس إدارة الثروات في الشركة العربية للاستثمار
