No Script

أوضاع مقلوبة!

قرغيزيا... بخير ولله الحمد!

تصغير
تكبير

معادلة محيرة بالفعل عندما نرى اقتصادنا المتين بالخام الأسود مقارنة باقتصاد الدول الفقيرة، التي لا تملك النفط، فنجد البلاد وقد تباطأ اهتمامها بالمرافق السياحية، ليهرب منها أهلها بالسفر إلى الدول غير الغنية ليعيش أجواءها السياحية ونهضتها الاقتصادية؟!
قبل أيام كنا في قرغيزستان، ضمن وفد صحافي بدعوة من سفارة جمهورية قرغيزيا لدى الكويت وهي التي استقلت من بطش الاتحاد السوفياتي في السنة نفسها التي تحررنا فيها نحن من الغزو العراقي العام 1991!
اتجهنا إلى مدينة (أوش) جنوبا التي تعد ثاني أكبر المدن في الجمهورية بعد العاصمة (بشكيك)، فلاحظنا مدى اهتمامهم بجذب رجال الإعلام والأعمال والاقتصاد، بعد أن ألغوا التأشيرة عن الكويت ودول الخليج، ليدخلها الجميع بلا عقد أو تعقيد!
لقد اهتمت حكومتهم بتطوير مرافقهم ومنتجعاتهم ومتاحفهم التاريخية،وهي وسيلة جذب أساسية يعشقها السائحون إينما كانوا، لا سيما مع وجود الأنهار والجبال الشاهقة.
إذا كنا جادين بتفعيل السياحة في بلدنا، علينا التركيز على التراث والأسواق الشعبية والمتاحف التاريخية والمدن الترفيهية وتطوير جزرنا البحرية وعلى رأسها جزيرة فيلكا، التي مرضت منذ اليوم الأول من العدوان العراقي وما زالت تعاني الوعكة حتى اليوم!
رحلة قرغيزيا قلّبت مواجعنا اقتصادياً، وبات علينا أن نبارك للقرغيزيين وحكومتهم نهضتهم، شاكرين سفيرة جمهورية قرغيزيا لدى البلاد سمارغول أدامقولوفا على دعوتها واستضافتها لنا، ولمستشار السفارة عبدالعزيز بوطبايف، الذي رافقنا طوال الرحلة فأخجلنا بدماثة خلقه وسهره على راحة الوفد.
على الطاير:
سألني أحد القرغيزيين هناك، عندما فاجأني بأنه عمل في الكويت لمدة سنتين ثم عاد لبلاده ليقول: ما أخبار سوق المباركية، لقد كنت أستمتع به كثيراً وأذهب مع أصدقائي لتناول العشاء في مطاعمه الشعبية في الساحة المفتوحة؟!
قلت في نفسي ماذا أقول له، وقد أغلقت تلك المطاعم التي يقصدها، وأصبحت خاوية على عروشها، بعد أن رفع المستثمر إيجاراته أضعافاً مضاعفة؟!
ابتسمت فأجبته بديبلوماسية: بخير ولله الحمد!
ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله... نلقاكم!

bomubarak1963@gmail.com
twitter: bomubarak1963

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي